قرار ترامب "النووي الصائب" وسياسة غسل "العار"..! - علي عبد الزهرة
قرار ترامب "النووي الصائب" وسياسة غسل "العار"..!


بقلم: علي عبد الزهرة - 01-02-2017
انه المرسوم الثالث فقط، الذي بدأ فيه اللاعب الامريكي المحترف جولته الاولى ، على حلبة "أمريكا اولاً". بينما انشغل قراء الشرق "المتسطح" بالاكسسوارات التي اظهرها قبيل ضربته القاضية التي يسعى من خلالها تحقيق الهدف الاوحد ، "الانتصار".

نعم، الانتصار على خصمه وليس الفوز، لان الاخير ممكن ان يكسبه بعدة طرق، لكنه لن يكون ساحقاً، كما الانتصار الذي وضع له خطة استراتيجية ملؤها الدهاء والحنكة.

الحنكة التي يوهم بها الرأي العام بانه "مهرج" و "متهور" ولا يفقه شيء سوى المقامرات الاقتصادية، بينما الحق فهو مهرج فعلا ومتهور جدا لكن ذلك كله بتخطيط مسبقة واستراتيجية سلسة للدرجة التي لا نتوقعها، ونميل الى حيث تميل بنا، وهو المقامر المحترف الذي يكهكه منتشياً.

اعتقد الجميع ان ترامب اخطأ تصويب رميته الاولى، وكان عليه ان ينظر الى التقرير الذي يقول بان " 15 من أصل 19 شخصا كانوا خلف هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2011 في الولايات المتحدة، هم سعوديون، كما هو الحال بالنسبة لأسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة الارهابي، والعقل المدبر للهجمات، فيما يحمل المهاجمون الأربعة الآخرون جنسيات لبنان ومصر والإمارات. كما أن العديد من الجهاديين الذين يقاتلون في صفوف تنظيمي القاعدة و"داعش" ينحدرون من السعودية ومن دول أخرى في الخليج"، ويدقق النظر في هذا التقرير، ويستذكر "قانون جاستا"، ليعرف بان المملكة العربية السعودية هي "راعية الارهاب"، بحسب ما ذكر سلفاً، لكي يعدل على قائمة الدول السبع التي حظر دخول رعاياها . انهم محقون في ذلك الاعتقاد، لانهم ينظرون من زاوية "ان قرار الحظر يهدف لحماية امريكا من الارهاب"، كما برره ترامب للرأي العام، لكنهم لم يتساءلوا ما هو الارهاب بعيون ترامب؟ ما هو الارهاب بالنسبة للاستراتيجية الامريكية في العالم؟ هل تحارب واشنطن جماعات تقوم بتمويلها وتسليحها في آن واحد؟! هل ان وكالة الاستخبارات الامريكية تجهز هذه التنظيمات بالسلاح والخبرات لتقوم البنتاغون بمحاربتهم؟!

المتابعون لخطوات وخطابات ووعود ترامب المرشح للرئاسة الامريكية، يعرفون جيداً الية الربط السليم مع قرارات ترامب الرئيس "الجديد"، وتأطيرها ضمن السياسات الاستراتيجية للجمهوريين ، و "جناح" ترامب الجديد – حسب القاموس السياسي العراقي- لذا فان اصطلاح الارهاب لا يشمل الدول الحليفة الرئيسة، في الشرق الاوسط، بالنسبة لترامب، كما هي الحال لدى الإدارات الامريكية السابقة، وهي دول الخليج بشكل عام والمملكة السعودية على وجه التحديد.

إذن عن أي إرهاب يتحدث الرئيس "الجديد"؟ وما الغاية من حظر يكون "مؤقتاً"؟! .. هنا لابد من العودة قليلا الى ترامب المرشح، وتدقيق قائمة الدول المحظورة، وبعملية رياضية نستخرج "العامل المشترك الاكبر"، لتتضح الرسالة البليغة التي اوصلها ذلك الملاكم المحترف الى خصمة، وحدد فيها حلبة النزال المقبل.

الخصم الذي مرغ انوف ابناء العم سام، حينما رفع راية النصر في الموسم السابق، وأملى عليهم ما يريده هو وما يصب في مصلحته، وهم يتحملون كل انواع الإذلال بسبب المدرب الذي وصفه ترامب بـ"الفاشل"، ووعد بان يغسل "عار" الهزيمة باستدراج الخصم الى الحلبة التي تناسبه، حلبة الاحلاف.

ها هو ترامب ، الذي تحدث عن الاتفاق النووي مع إيران بانه "عار على الولايات المتحدة الأمريكية"، بدء باولى خطوات اعادة النظر في بنود الاتفاق، وغسل العار الامريكي، فكان مرسومه الثالث بعد تولي الرئاسة، بان يحظر دخول مواطني ايران و ست دول ، يرى انها تمثل النفوذ الايراني في المنطقة.

فالعراق وسوريا واليمن، دول واضح فيها النفوذ الايراني القوي، وتعتبر مناطق اذرع حديدية للسياسة الايرانية الناجحة خلال السنوات السبع الاخيرة، وهي السياسة ذاتها التي مرغت انف أمريكا، وجعلتها تعترف للعالم اجمع بانها ليست القطب الاوحد، بل هناك قطب ايراني لا يقل قوة اذا ما كان اقوى منها، القطب الذي استقطب الدب الروسي والتنين الصيني والجنون الكوري الشمالي، فضلا عن قوة "الهلال الشيعي" في منطقة النفوذ الاستراتيجية، الشرق الاوسط.

اما السودان والصومال وليبيا، فكذلك المتابع للسياسة الايرانية، يعرف جيدا انه بعد 2011، باتت هذه الدول تميل بشكل كبير الى البيت الاخضر الذي يتواجد فيه، كل ما يطيب للانفس، يقدم لهم بسخاء منقطع النظير، على العكس من البيت الابيض، الذي شحت الالوان حتى على جدرانه، فكان ابيض اللون، اسود القلب، متقلب النوايا، يذل من يلوذ اليه. فكانت الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية والسياسية والدعم المالي لهذه الدول او لمجاميع نافذة في بعضها، على اوجه منذ التاريخ المذكور.

لذا فانها الورقة الاولى التي افتتح بها المقامر الامريكي المحترف طاولة اللعب، ولم يزل لديه اوراق عديدة ، يسعى من خلالها الى اجبار منافسه على بدء جولة لعب جديدة، تكون نتائجها تصحيحة للجولة السابقة، وغير قابلة لجولة ثالثة قط.

إذ يعتقد ترامب، بانه المالك لصالة اللعب هذه ، وله وحده الحق بان يكسب الرهان، فكان رهانه "غسل عار الولايات المتحدة الامريكية".

أنه المرسوم الثالث فقط، يا سادة فانتظروا المزيد ..!



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google