الضيق الاقتصادي والكساد - شهاب وهاب رستم
الضيق الاقتصادي والكساد


بقلم: شهاب وهاب رستم - 02-02-2017
عندما اندلعت الحرب العلمية الاولى تبنت الولايات المتحدة الاميريكية سياسة الحياد واستمرت هذه السياسة حتى الثاني من نيسان عام 1917 ميلادية ،حيث اعلنت دخول الحرب الى جانب الحلفاء .الحياد الاميريكي كانت بسبب الضيق الاقتصادي والكساد في الربع الاول من القرن العشرين نتيجة التنافس مع الاسواق الغربية والصراعات بين ارباب العمل والعمال بعدم وجود فرص للنمو والازدهار الاقتصاد المرتبط بالحادة والتوسع للاسواق الخارجية . كانت السياسة التقليدية للدبلوماسية الاميريكية كانت تتجه نحو عدم المشاركة في الشؤون الدولية في المناطق البعيدة (سياسة العزلة الاميريكية) التي بدأت في عهد ( جورج واشنطن ) الرئيس الاميريكي الاول ، استمرت هذه السياسة وترسخت وفق مبدأ (مونرو – جيمس مونرو) الذي حاول غقامة حاجز سياسي مع اوربا ، لذلك لم يكن للاميركان تحالفات سياسية وعسكرية عندما تندلعت الحرب العالمية الاولى ولم يكن هناك مصالح اميريكية يهددها الحرب ، كانت الدول الاوربية قادرة على الوقوف بوجه التوسع الاميريكي سياسياً واقتصادياً ، لذلك كانت حكومة ( ووردو ولسن) تراقب عن كثب وتنتظرخروج هذه الدول من الحرب منهكة وضعيفة . كانت السياسة الاميريكية تتجه نحو الهيمنة وتحقيق مصالحها في الغرب ، لكنها كانت تعاني من منافسة الدول الكبرى القوية ، لذا كانت الحرب الفرصة المناسبة لظهر النفوذ الاميريكي في المجال السياسي والاقتصادي ، بينما الدولا الاوربية منشغلة بالحرب . حاولت الولايات المتحدة الاميريكية تكوين علاقات اقتصادية وسياسية مع الدول الاوربية الى جانب سياستها في التمييز بين الدول المجاورة القريبة لها والدول البعيدة جغرافياً لتضم وتهيمن على جوارها وتستخدم سياسة التغلغل الاقتصادي (سياسة الباب المفتوح ) في المناطق البعيدة . الحياد الاميريكي في الحرب كان من اجل تحقيق مصالحها . اقرت الحكومة الاميركية الدخول في الحرب رغم الشعارات التي استخدمت بالبقاء في الحياد لان المشاركة في الحرب جريمة لا تغتفر . دخلت الولايات المتحدة الاميريكية الحرب لان وضعها الاقتصادي اجبرتها على ذلك . كان دخول اميريكا للحرب الى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الاولى العامل الحاسم في هزيمة دول المحور من خلال حرب الغواصات التي كانت تعتمد عليها المانيا في الحصار البحري الذي فرضتها الحلفاء .

في الحرب العالمية الثانية دخلت الولايات المتحدة الاميريكية في الحرب بقوة واستعملت قنبلتين ذريتين ضد اليابان ( هيروشيما وناغازاكي) ، وكانت اول قنبلتين ذريتين في التاريخ. حاولت الولايات المتحدة الامريكية مواجهة القوى الاوربية الممتدة نفوذها عبر االبحار وكذلكمواجهة الاتحاد السوفيتي الذي اخذ نفوذه بالتوسع . وحاولت وفق منظورها في المواجهة التنافس مع هذه البلدان لاحتوائهم داخل اطار المجتمع الدولي {( عصبة الامم - نشأت فكرة تأسيسها على يد وزير الخارجية البريطاني "ادوارد جراي" وتبنّاها بشكل كبير الرئيس الأمريكي "وودرو ولسون" ) وفيما بعد ( الامم المتحدة - ظهرت فكرة إنشاء منظمة الأمم المتحدة في وقت الحرب بانعقاد المؤتمرات في موسكو وطهران في سنة 1943 باقتراح الرئيس الأمريكي فرانكلن ديلانو و روزفلت )} ، ومن ثم تقليص النفوذ الاوربي ن لذا شجعوا تنفيذ حق تقرير المصير للمستعمرات ( لم يكن ذلك من اجل سواد عيون الدول المستعمرة) ، وكان مشروع مارشال لبناء دول اوربا المدمرة ابقت هذه الدول مدينة لاميريكا لتدخل في سياساتها وصياغة النظم السياسية لها .

توسعت النفوذ الاميريكي وفق مصالحها الاقتصادية والسياسية اينما تواجدت ، لكن السياسة الاميريكية في حركة دائمية ولن تتوقف وتتغير وفق اجنداتها السياسية . ولحكوماتها اوجه اشكال مختلفة حسب هذه السياسات ، فحكومة بوش الاب لها جه غير الذي كان لكارترولكلنتون و شكل حكومة بوش الابن ليس مثلما كان لاوبا ما ، اما الوجه الجديد فهو وجه يختلف عن كل السياسات الاميريكية -حكومة ترامب التي الغىت التجارة الحرة و بدأ عنيفا ً حيال الهجرة الى امريكا ورافض ، وكذلك عنيفاً ضد الدول التي تحولت لساحات قتال ضد الارهاب وتعاني شعوبها من العنف ن ولكن هل تكون لسياسة ترامب الكلمة الفاصلة امام معارضيه والعلام العالمي ، ام سيخضع للامر الواقع ويلين ، ويتنازل بعض الشيء عن سياسته العنيفة .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google