بقلم: مهدي قاسم -
02-02-2017 أثناء الحملات الانتخابية لترامب نصحنا ـــ بشكل غير مباشر ــ بعض العراقيين المتحمسين لفوز ترامب أن يتريثوا قليلا ولا يأخذوا تصريحات ترامب بصدد موقفه المعادي من النظام السعودي مأخذ جد و لا بمثابة صك مضمون ، لسبب بسيط إلا وهو :
إن الأقوال والتصريحات أثناء الحملات الانتخابية شيء ، و ممارسة السلطة شيء آخر ، خاصة في بلد المؤسسات الراسخة كأمريكا حيث المصالح الاقتصادية والمالية العامة و الخاصة لها الأولوية " المقدسة " فوق كل المبادي و القيم ، مهما كانت حدة أو حجم الضجة و الجعجعة والمعمعة الصاخبة التي تتشدق بها ــ عادة ــ الإدارات الأمريكية عن حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب و محاسبة مموليه ..
غير أن قنبلة المفاجأة التي فجرها ترامب بعد انتخابه في وجه متحمسيه من العراقيين كانت أكبر مما توقعنا وتصورنا ، إذ الذي حدث ليس فقط إن ترامب لم يعاقب النظام السعودي أو القطري لتمويلهما مصادر الإرهاب مثلما وعد وتوّعد !!، إنما استثناهما من قانون حظر السفر و ليختار العراقيين ، الذين هم أصلا أكثر تضررا ومعاناة من الإرهاب ، كضحايا إرهاب ومن حيث يتساقطون قتلى و جرحى بالعشرات يوميا ، أكثر بكثير من غيرهم في العالم ..
وها هم بعض الخليجيين الذين غالبيتهم يؤمنون بالفكر السلفي ــ تلك الدجاجة المفرخة للإرهاب ــ يتشمتون بالعراقيين ويتندرون بهم ، بل يمكن فهمه على نحو شماتة داعمي و ممولي الإرهاب من ضحايا الإرهاب من العراقيين ..
حقيقة :
كنا نعلم ــ كما غيرنا ــ بإن السياسة هي فن الأكاذيب ، أما أن تكون فن العهر والسفالة إلى هذا الحد وبهذه الصفاقة الترامبية ، فهذا ما كنا لنتوقعه ..
غير إن أكثر ما هو إثارة للشفقة على بعض العراقيين هو اعتقادهم بأن سبب معاداة ترامب للعراقيين يرجع إلى اإلى قوة نفوذ النظام الإيراني في العراق ، دون أن يتذكروا دورالمخابرات المركزية الأمريكية في إسقاط حكم الزعيم الوطني النزيه عبد الكريم قاسم بالاستعانة بالبعثيين الفاشيين، في الوقت الذي لم يكن للنظام الإيراني أي نفوذ سياسي كبير على العراق حينذاك ..
خذ تأكيد أحد القياديين البعثيين علي السعدي وقوله :
ــ"" بأننا جاءنا إلى الحكم في قطار أمريكي ـ" يقصد في 8 شباط من عام 1963 ..
علما كان شاه إيران السابق هو الحاكم المطلق في إيران آنذاك وفي الوقت نفسه شرطي حماية المصالح الأمريكية في منطقة الخليج ..
