رب متعطش ونبي ينتظر وداعش ليس بجديد - حجاج البطاط
رب متعطش ونبي ينتظر وداعش ليس بجديد


بقلم: حجاج البطاط - 02-02-2017
لقد كان لي صديقاً جاهلا ويحمل الجهل بكافة أبعاده وأصنافه لكنه يعتبر نفسه مقدس ويعتبره المقربين منه وتلامذته بأنه يُحسن صنعاً وذا علم وبصيرة!! والمصيبة قد أهدى لي الكثير من الكتب والمنشورات الدينية، وكذلك كان يدعوني إلى أن ادخل في دينه ودين أجداده وقال لي يوما إن الدين الإسلامي وخاصة الشطر السني منه هو أفضل دين في الوجود وأن الرب قد خص هذا الدين وفضله على الأديان قاطبة وأطلق العنان لمعتنقيه أن يفعلوا ما يشاءون ويقتلوا كل من وجدوه شاذ عن عقيدتهم ويختلف مع عقليتهم، فأن أصابوا فلهم أجران وأن اخطئوا فلهم آجر واحد، والمُلك لمن غلب حتى لو كان الغالب باغيا خارجا على أمام زمانه ويهلك الحرث والنسل وتنتهي المعادلة فلا حساب ولا عتاب ولا عقاب. وإن رب هذا الدين يحب كل مجاهد يقاتل الذين يختلفون معه في الرأي ويستبيح حرماتهم ويسلب أموالهم وكان جزاءه أن يدخله جنته من أوسع أبوابها. وإن نبيه جالساً وباسطا مائدته ينتظر ولا يأكل الطعام إلاّ مع من يفجر نفسه بين أطفال الخصوم وشيوخهم ونسائهم ويهدم بيوتهم ويدمر ممتلكاتهم.

ونصحني على أن أقرأ التاريخ وابدأ من حروب الردة إلى حكم آل سعود وصدام حسين وانتهاءً بتنظيم القاعدة وداعش والنصرة وفتح الإسلام وبوكو حرام وحركة الشباب وأنصاري الشريعة والسنة، وجماعتي أبو سياف وأبو الخطاب، وكان ينصحني أيضا أن اقتدي بشخصيات السلف السابقة (الذين هم أسس هذا الدين ويرجع إليهم فضل التدعيش)، واسمي أبنائي على أسمائهم، لأنهم شخصيات سامية ونادرة الوجود ويعتبرهم روادا كما يعتبر البعض رواد الفضاء والمخترعين وعلماء الطب والشخصيات اللامعة التي خدمت الإنسانية.

فها هم اليوم لم يتركوا موبقة إلا وارتكبوها باسم هذا الدين دون أن تحرك دماء الأطفال والشيوخ والنساء لديهم ساكنا بل من الظاهر أن سيلان الدماء تزيد من شراهتهم وتشوقهم على قتل الأبرياء بدم بارد وقد حولوا بلدانهم إلى مطابخ ومختبرات وشركائهم في الأوطان إلى فئران تجارب يتفننوا في قتلهم والتنكيل بهم كما حصل سابقا على أيدي آل سعود وصدام حسين وابن لادن وأشياعهم ويحصل الآن في منطقة الشرق الأوسط من مجازر وكوارث يندى لها الجبين وتثكل الثكلى والانكى من ذلك وأمر ما زال الكثير من المسلمين يؤيد ويعول على هذه الكتائب والزمر المجرمة ويمدوهم بالمال والرجال ويعتبرونهم مجددين وناصرين لهذا الدين وهذا جامع الأزهر بمشيخته ومفرخته لم يستنكر عليهم أي فعلة فعلوها إلا التي تحصل ضد الجيش المصري في صحراء سيناء والعمليات الوهمية ضد آل سعود ومرتزقتهم!! وكانت جوامع بغداد ومساجدها وكذلك جوامع العالم الإسلامي قاطبة ومساجده كلها كانت تردد في دبر كل صلوات يصلونها شعارات داعش (دولة الإسلام باقية باقية وتتمدد) وقد رأينا الأغلبية كيف رفعت أعلام داعش السوداء على سطوح منازلها علاوة على ذلك قاموا بتجنيد بناتهم لجهاد النكاح وأرسلوهن إلى المناطق الساخنة لتسلية المرابطين هناك.

إن داعش هذه ما هي إلا مجرد عصابة صغيرة من بقية عصاباتهم، وهؤلاء المجرمين كأمثال أبو بكر البغدادي وأبو عمر البغدادي وأبو محمد الجولاني وأبو مصعب الزرقاوي وأسامة بن لادن وزهران علوش ما هم إلا جزء بسيط من منظومتهم الشيطانية، فهم مصدر الكثير من سلالات التعصب والتطرف والتوحش وهوس العظمة، وقد فاقت أفعالهم الشنيعة ما عرف في القرون الوسطى وحروب الردة، بحيث أصبح هدفهم هو قتل الأبرياء، وتدمير العمار، والقيم والثقافة وطمس الحضارة والتاريخ. لأنهم يطمحوا لحكم متخلّف مظلم، وقد أثبتوا أنهم لا يستطيعوا التعايش إلا مع أنفسهم، وقد رفضوا كل ما هو على غير شاكلتهم. فهجروا وشردوا وسبوا وقتلوا الملايين في العراق وسوريا واليمن ونيجيريا والفلبين وأفغانستان وباكستان والسودان والصومال وليبيا.

وهؤلاء في حكوماتهم المتعاقبة وانقلاباتهم الدموية ذاقوا الشعوب مرارة الظلم والتمييز الطائفي والقومي، وعانت تلك الشعوب الأمرين من سياساتهم، سياسة الكيل بمكيالين، وإقصاء الآخر وتهميشه، بل وسحقه إذا اقتضى الأمر، وليس من سبب سوى كونه من طائفة أو قومية أخرى، أو من عرق آخر.

فمن المعيب جداً أن نفصل بين العصابات المتطرفة والفكر الإسلامي السني، الذي بدأ سلطويا وهجوميا منذ بیعة الفلتة وقیام الدواعش الأوائل. فكم من سبايكر ودارفور ومقاديشيو وكرادة حدثت في ذلك الزمان، وكانت أول سبايكر حدثت بحق ذلك المسكين مالك بن نويرة وقبيلته، قبيلة بني تميم، حيث قتلت رجالهم، وطبخت رؤوسهم، واغتصبتهم نسائهم، وكذلك جريمة قتل الحسين بن علي بن أبي طالب حيث قصوا رأسه ورأس طفله الرضيع ذو ستة شهور وطافوا بهما بين أمصار دولة الخلافة، وأيضا واقعة نهر الدم التي أبيد فيها قرابة 70 ألف من الأطفال والنساء والشيوخ، ولا ننسى جريمة مصعب بن الزبير التي ارتكبها بحق عوائل أتباع المختار بن عبيد الثقفي الذي أبادهم عن بكرة أبيهم؟!! وقد تم حرق البيوت بمن فيها، ولسبب بسيط، وهو لأنهم لم يدفعوا الزكاة، أو تخلفوا عن البيعة، أو لم يوأدوا الصلاة خلف الخليفة، وسبيت الكثير من الحرائر بذريعة جواري؟! ناهيك عن الكثير من الجرائم التي ارتكبت ضد الشعوب الآمنة أثناء الفتوحات في العقود الأولى للهجرة، وتحت قيادات تنتمي إلى دولة الخلافة آنذاك، فهذا خال المؤمنين بعدما عجز عن العثور على (TNT)‏ و(C4)‏ و(Napalm) وقذائف المورتر ومدفع جهنم وكواتم الصوت، قام بإنشاء فرق للموت وعصابات للقتل الغير رحيم بقيادة عمرو بن العاص، وبسر بن ارطاة، والضحاك بن قيس، والمغيرة بن شعبة، حيث تقتل وتسبي هذه الفرق، كل ما هو قاطن ضمن جغرافية دولة خصمهم علي بن أبي طالب الحاكم الشرعي والمختلف معهم بالرأي. وإن لم تقتله هذه الفرق، يرسل له السم الزعاف المدسوس بالعسل ويقتله، وعندما تنجح عملية الاغتيال يترنم بمقولته الشهيرة (لله جنود من عسل) أو (الله قتله)، حيث سجل التاريخ مآسي كثيرة وكبيرة، وقد تكتم وسكت عن فضائح ومذابح ومطابخ قام بها أولئك (جند الخلافة) في تلك العصور الغابرة، لا تقل شراسة ووحشية، عما يرتكبها مخلفاتهم اليوم. فهؤلاء لن يقبلوا إلا بحكم مطلق لكوكب الأرض، وان البشر في نظرهم يجب أن يكونوا محكومين بالحديد والنار وتذوب أكبادهم بالسم الزعاف وأجسادهم بالتيزاب أو تنثر أشلائهم العبوات الناسفة وليس حاكمين عليهم لأنهم كفرة وفجرة مالهم ودمائهم حلال ونساؤهم سبايا، وكل هذا كان باسم الإسلام وباسم الدفاع عن بيضة خليفة المسلمين.

إن قتل النفس من دون حق، مهما كانت خطيئتها، عمدا أو غير عمد، تعد خطيئة كبرى حسب القاموس الرباني وتعتبر عملاً من أعمال الشيطان الشريرة، وتترتب على مقترفها معاناة كثيرة كما حدث لكليم الله موسى (ع) إذ اضطر أن يتغرب ويترك الأهل والأحبة وعاش حياته مغموما مهموما نادما على فعلته بسبب قتله لنفس قد حرم الله قتلها، وأصبح في موضع تندر فيما بعد حين سأل رجل مسيحي: أموسى أفضل أم عيسى فأجاب بكل صراحة واطمئنان: عيسى؟! قيل له وكيف؟؟ قال إن عيسى يحيي الموتى وأن موسى لقي رجل فقتله!!

ففي الشرق الأوسط يقترف هؤلاء وكتائبهم الجهادية مجازر فضيعة بحجة الجهاد ونصرة الدين وتجديده، فإذا كان قتل (كافر من عائلة فرعون الحاكمة والمدعية للربوبية) يعتبر فعل شيطاني ويترتب عليه الاستغفار والتوبة، حتى لو كان القاتل نبياً من أولي العزم كنبي الله موسى، وقد بقي في المنفى مغتربا لسنين طويلة، وإن لم يفعل ذلك لما نجاه الله من تلك الخطية، فأي غم ينتظر هؤلاء القتلة الذين يغوصون حتى أخمص إقدامهم بدماء الأبرياء؟ لأنهم على مرور القرون قتلوا عشرات الملايين من البشر عمداً وإصراراً فلا غفران لهم في الدنيا ولا في الآخرة، ولينتظروا الانتقام والخزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم.

فعلى العالم الحر وعلى رأسه (الإدارة الأمريكية الجديدة وكذلك الروسية وكافة الدول الكبرى) أن يدرك ويأخذ حذره من هؤلاء الأشرار ويستوجب عليه أن يعيدهم إلى ديارهم أذلة صاغرين أو يضعهم في محميات بعيدة عن باقي البشر ويتطلب منه أيضاً أن يهاجم الباقي في عقر ديارهم وتكون ديارهم هي ميادين لإبادتهم ومقابر جماعية لهم حتى يتم الاستئصال والقضاء التام عليهم وعلى الشر كله ووأد الأمية والخرافة في مهدهما وإلا ستكون العواقب جدا وخيمة فسوف يستولي هؤلاء الذين تجاوز عددهم عدد نفوس بلاد الهند على كل شيء وتكون إبادة البشرية ونهاية الحياة وشموخ الظلام على أيديهم، ما دام هناك رب متعطش لدماء الأبرياء، ونبي ينتظرهم على مائدة الغداء، وجنة مكشوفة الغطاء، وملائكة تجهش عليهم بالبكاء، وحور وظيفتها تجمع الأشلاء، فبإمكان كل فرد منهم يحول نفسه إلى قنبلة ويفجرها وسط الناس الأبرياء ويمزق أجسادهم عندما ينفجر لأن بينه وبين الجنة مجرد ضغطت زر الصاعق لا أكثر.

يا ملة التدعيش أف لأمكم § ستصلون نارا حرها يتوقد

لقد سفكتم دماءا حرم الله § سفـكـهـا والــــقـرآن ثــــم محــمـــد

ألا فبشروا بالنار إنكم غدا § لفي سقر حقا يقينا تخلدوا

مع تحيات حجاج البطاط



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google