من هو العراقي الذي تراس الامم المتحدة - قاسم محمد الحساني
من هو العراقي الذي تراس الامم المتحدة


بقلم: قاسم محمد الحساني - 03-02-2017
من المعلوم والمعروف ان الجمعية العامة للامم المتحدة هي اعلى الهيئات والمنظمات الدولية درجة وهي المرجع للقوانين والعلاقات الدولية وفض النزاعات وقد انشات بمسميات كثيرة سابقا الى ان استقر اسمها الحالي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية اي بعد عام 1945وهذه المنظمة تتابع على رئاستها اشخاص معدودين جدا ومن جنسيات مختلفة كان للعرب حصة فيما بينهم فقد تولى بطرس بطرس غالي المصري الجنسية رئاستها في بداية التسعينان وكذلك الديبلوماسي العراقي المعروف السيد عصمت كتاني خلال الفترة من عام 1981 ولغاية عام 1983 رئاسة مؤقتة غير دائمة بمعية الفنزويلي خافير بيريز دي كويلار .

نعم لمن لم يعرفوا هذه المعلومة فقد كان السيد كتاني يشغل منصبا رفيعا في الخارجية العراقية وهو مستقل لم ينتمي لاي حزب او منظمة ما وكان السيد المولود عام 1929 والمتوفي عام 2001 بسرطان البروستات كان رحمه الله احد ابرز الديبلوماسيين العالميين ضمن المنظمة الدولية وكان صاحب فقرة التشاطىء الدولي والتي وضعت ضمن القانون الدولي المعتمد حاليا وهو من تولى رئاسة هيئة البروتوكول الدولية المنبثقة من المنظمة العالمية للفترة من عام 1975 لغاية 1978 وقد طورها بشكل ملفت النظر حتى اشاد به امين عام الامم المتحدة الاسبق كورت فالدهايم (نمساوي الجنسية)ووجه له كتاب شكر عرفانا منه لجهود السيد كتاني الكبيرة ,نعم هذا احد ابناءنا الافاضل الذين رفعوا اسم العراق في المحافل الدولية وكان صوتا مهنيا صادحا ,وقد حاول رحمه الله جادا تطوير عمل الديبلوماسية العراقية من خلال استحداثه لمعهد الخدمة الخارجية في وزارة الخارجية والذي كانت مهمته تخريج ديبلوماسيين يعملون في السفارات والمنظمات الدولية ,ولكن ارادة الصعاليك رفضت عمله واعتبرت انه وصل سنا لايستطيع تقديم شيء جديد للعراق رغم ان عمره بحدود الخمسين عام عموما تم الاستغناء عن خدماته بنهاية عام 1984 وهنا عمل الرجل كمستشار للمنظمة الدولية في قارة اسيا ونجح في تحسين عملها في اسيا ثم عين محاضرا في الدراسات الاستراتيجية الدولية لاغلب المنظمات الدولية وبالخص في القانون الدولي وبقي يعمل الى نهاية حياته حيث اصيب بالسرطان الذي انهى حياته عام 2001 .

ان العراق هو من الدول التي كانت مؤسسة للمنظمة الدولية وكان عنصرا مشعا فيها وهو اي العراق كان من ضمن الذين وقعوا على معاهدة الحد من ظاهرب الارهاب والتطرف وكذلك منع انتشار الاسلحة المدمرة عام 1967 كذلك كان للعراق دورا كبيرا في انشاء منظمة الطفولة الدولية يونيسيف عام 1966 وقد قدم لها العون الكبير ,وكان للديبلوماسية العراقية القدح المعلى في تاسيس منظمة عدم الانحياز من خلال مؤتمر باندونغ المنعقد في اندونيسيا عام 1955 مع يوغسلافيا تيتو ونهرو الهند ومصر جمال عبد الناصر وقد نجح العراق ايضا في المشاركة في حل اغلب النزاعات الدولية في فترة امين عام الامم المتحد يوثانت (سويدي الجنسية) وكان مساهما رئيسيا في حل المشكلة الهندية الباكستانية عام 1971,هذا كله يحسب للانسان العراقي ويرفع من شانه لذلك اصبح لزاما علينا ان نتذكر اولئك الرجال الذين رفعوا اسم العراق وعملوا بجد لصيانة امانة المهنة والمهمة ,وبمقارنة ظالمة مع الديبلوماسية العراقية منذ عام 1980 ولحد الان مع الفترة التي سبقتها سنرى بوضوح الفرق الشاسع والهوة السحيقة بينهما اللهم الابوجود المرحوم عصمت كتاني في بداية الثمانينات ,فاين نحن من اولئك الرجال الخالدين واين الالتزام بقدسية البلد وعدم المساس به والدفاع عنه في كل المحافل ,لقد اصبحت الخارجية العراقية كاسوا مايكون نتيجة عدم وجود المهنيين والمخلصين فيها .

نرجوا ان نكون قد اوصلنا شيئا من تاريخ العراق المشرق لكم مع التقدير.

قاسم محمد الحساني



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google