أنتفاضة البرلمان من اوقفها - مهدي المولى
أنتفاضة البرلمان من اوقفها


بقلم: مهدي المولى - 03-02-2017
لا شك ان انتفاضة البرلمان كانت مفاجئة وغير متوقعة بالنسبة للعراقيين الذين يصرخون ويستغيثون من الفساد والفاسدين وسوء الخدمات والارهاب والارهابين التي عمت كل العراق وفي كل المجالات وعلى كافة الاصعدة حتى فسد كل شي الرباط والعمامة والسدارة والعقال كما يقول مشعان الجبوري حتى عندما خرجت الجماهير العراقية صارخة في الساحات والشوارع طالبة النجدة أنقاذها من شدة نيران الفساد التي اكلت كل شي فأتت على اجسادهم فاسرع اللصوص والفاسدون والفاشلون وايتام الطاغية الذين لا يزالون يعتقدون انه حي وسيأتي على حصان ابيض ويذبح البعثيين الذين خذلوه وتخلوا عن عبادته واعتقدوا انه اعدم ومات فهؤلاء عديمي الولاء والايمان لا يدرون ان الذي اعدم ليس صدام وانما شبيه صدام وحتى الدواعش الارهابية الوهابية امثال جوقة الخشلوك والمدى التابعة للشرخ الاوسخ وغيرهم لركوبها والتوجه بها نحو توجهاتهم الفاسدة كي تزيد نيران الفساد اتساعا وجعلوا منها وسيلة لمساعدة داعش الوهابية لغزو بغداد ومدن الوسط والجنوب وتفعل بها ما فعلت بالمدن الغربية ولكن خابت ظنونهم وتلاشت احلامهم
وفجأة تبدأ انتفاضة البرلمان وفعلا كانت انتفاضة مباركة شعر المواطن العراقي المسروق المحروم المريض بالامل والتفاؤل واعلن تأييده ومساندته لها وكادت تحقق الكثير بالطرق السلمية والد ستورية ونالت الكثير من تأييد ومناصرة اعضاء البرلمان الذين كانوا صامتين يريدون الكلام الا انهم كانوا خائفون على رواتبهم على امتيازاتهم وحتى على ارواحهم لكن صرخة بعض اعضاء البرلمان زرعة الثقة والقوة في نفوسهم ودفعتهم بقوة الى الامام كما ان هذه الصرخة عرت وكشفت حقيقة بعض اعضاء البرلمان الذين وصلوا اما بالتزوير او بقوة السلاح لغايات خاصة ومصالح ذاتية وفي خدمة اعداء العراق سواء من الشيعة او من السنة او الكرد فشعرت بالخطر لهذا هي الاخرى اسرعت الى الانتماء الى صرخة البرلمان الى انتفاضة البرلمان وتعالت صيحاتهم الكاذبة وبدأت تهدد وتتوعد والقيام بتصرفات همجية خارجة على القانون والدستور من خلال الهجوم على مقرات الدولة الشرعية وتدميرها ورفضها والمطالبة بالغائها واتهام كل من فيها بالفساد والمطالبة بطرده بالقوة ونشر الفوضى في الوقت نفسه يرفضون استجواب الفاسدين في البرلمان وفق الدستور بل يدافعون عنهم ويحمونهم في كل الطرق وهيأت كل الظروف لتحرك داعش الوهابية وغزوها لبغداد وحتى مدن الوسط والجنوب وفعلا بدأت في تحركها لولا يقظة ورد شعبنا وحشدنا الشعبي التي قتلتها في مهدها وانقذت بغداد ومدن الوسط والجنوب
وفعلا تمكنت انتفاضة البرلمان التي قادتها جبهة الاصلاح التي ضمت مجموعة من اعضاء البرلمان من كشف الفساد والفاسدين ووقف انتشار الفساد ومحاسبة ومعاقبة الفاسدين وكادت تطيح بالفاسدين وتبدأ مرحلة جيدة وفجأة تتراجع هذه المجموعة الانتهازية العميلة انها تذكرنا بلعبة المجموعة العميلة الخوارج الاشعث بن قيس ابو موسى الاشعري عبد الرحمن بن ملجم في معركة صفين كانت في صفوف الفئة الاسلامية بقيادة الامام علي تعمل كطابور خامس تعمل لصالح الفئة الباغية بقيادة معاوية فهذه المجموعة اي الطابور الخامس تتحرك وفق اوامر الفئة الباغية فكانت تتظاهر بالاسلام كذبا لتضليل وخداع المسلمين حتى وصلت الى الصدارة بل اصبح لها الكلمة المهمة وعندما اصبح انتصار المسلمين في اليد وبدأت الفئة الباغية تفكر في الهزيمة تحرك الطابور الخامس وحولوا الهزيمة الى نصر بل ورفعوا راية العصيان والحرب على المسلمين واتهموا المسلمين المخلصين وعلى رأسهم الامام علي ومن معه من المخلصين بالكفر والخروج على الدين وحللوا ذبحهم وبالتالي ذبحوا الامام لانه كافر لا يصلي فحاولت المجموعة من دواعش السياسة وايتام صدام والانتهازين ان يلعبوا نفس اللعبة التي لعبها اجدادهم في معركة صفين
نعم انهم تمكنوا من شق جبهة الاصلاح البرلمانية وخروج بعض العناصر منها وبالتالي اضعف من قوتها الا انها لم تستسلم ولم تتلاشى بل استمرت في وضعها وتحديها من اجل تحقيق اهدافها وخطتها وبرنامجها حتى لو قل عددها بل ترى في خروج هذه العناصر في هذه المرحلة في صالح جبهة الاصلاح البرلمانية
فهل من المعقول ان نسمع للاشعث بن قيس لابو موسى الاشعري لعبد الرحمن بن ملجم ان يتهم الامام علي مالك الاشتر بالفساد بالخروج على الشريعة كما تحاول الفئة الفاسدة في جبهة الاصلاح ان تتهم المخلصين والصالحين وتمنعهم من التحرك للقضاء على الفساد والفاسدين وتطبيق الدستور
مهدي المولى



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google