حملات التسقيط ضد الحكومة العراقية على المواقع الالكترونية - محمد رضا عباس
حملات التسقيط ضد الحكومة العراقية على المواقع الالكترونية


بقلم: محمد رضا عباس - 03-02-2017
هنا لا اعني تلك الحملات الإعلامية العدائية والتسقيطية التي تقودها وسائل اعلام مدعومة من دول معادية للعراق او من سياسيين ضد العملية السياسية , وانما اعني المقالات والتحاليل التي ينشرها بعض الكتاب والمحللين على صفحات التواصل الاجتماعي او المواقع الالكترونية التي تهتم بالشأن العراقي السياسي. لم ينصف الكتاب على المواقع الالكترونية الحكومة العراقية وهي تقاتل داعش , تتعامل مع ظرف اقتصادي صعب , و جفاء عربي واسلامي كبير . لقد أصبح شغل بعض الكتاب على المواقع الإلكترونية هو الاستخفاف , التسقيط , الاستهزاء , الازدراء , الاتهام مع كل حدث تتعامل معه الحكومة العراقية .

بدون شك ان حكومة السيد العبادي استطاعت دحر داعش , بفضل بطولات القوات المسلحة العراقية و الحشد الشعبي و أبناء العشائر الغيارى وأبناء البيشمركة , بعد ان اعتبر بعض المحللين العالميين ان القضاء عليه اشبه بالمستحيل , منعت التقسيم , واستطاعت إدارة الاقتصاد بجدارة في ظل تداعي أسعار النفط في الأسواق العالمية والذي يشكل 95% من العملات الصعبة . لقد كانت حكومة السيد العبادي تستحق التقدير لا التقريع وتستحق الاطراء لا الاستخفاف , وتستحق التشجيع والدعم لا التسقيط من كتاب المواقع . صحيح ان الحكومة هو جسم معنوي ولكن من يدير هذه الحكومة افراد من دم ولحم , يفرحون عند الثناء لهم ولكن يحزنون و تخيب امالهم عندما يقرؤون الاتهامات والشتائم عليهم . انهم بشر مثلنا , يزداد تحمسهم وهمتهم في خدمة مجتمعهم عندما يقرؤون رسائل الشكر والعرفان ولكن بدون شك سيحزنون ويتألمون عندما لا يسمعون الا الذم و الاتهام . لا اعتقد ان السيد العبادي يستحق السب والشتائم بعد انهيار صريفة في مدينة الفجر من محافظة ذي قار بسبب العواصف الرعدية . نعم هناك كتابات تخرج بالسب والشتم عندما تفيض شوارع بغداد بماء الامطار , عند انقطاع القوة الكهربائية , او عندما لا يجد المريض دكتورا في المستشفى . ارجوا ان لا يفهم القارئ باني ادافع عن حكومة لم تستطع حتى توفير الخدمات , وانما أقول هناك حالات خارجة عن سيطرة الحكومة . تأسيس مجاري لبغداد ليس عمل سنة او سنتين وانما عمل عشرات السنين و تخصيص المليارات من الدولارات لا تملكها الحكومة العراقية الان .

ربما من حق كاتب ان ينتقد إنجازات حكومته في وقت السلام , ولكن ليس من حقه انتقادها في أوقات الحرب . الكاتب الوطني يؤجل كل ملاحظاته السالبة ما بعد النصر. ولكن من يقرا الكتابات على المواقع الالكترونية سوف يندهش من كثرة عدد المقالات الانتقادية لحكومة العبادي حتى وصل الحال الى اعتباره رجل بدون شخصية , متردد , انبطاحي , وليس مؤهل في اختيار القرارات . لقد حمل بعض الكتاب السيد العبادي جميع الإخفاقات التي عاشها العراق منذ قراءة "بيان رقم واحد" في يوم 14 تموز 1958 وحتى دخول داعش العراق. العراق تخلف صناعيا وزراعيا وعمرانيا ولكن هذا التخلف لا يمكن رميه في رقبة السيد العبادي او حزبه او كتلته. ان من يتحمل مسؤولية تخلف العراق الاقتصادي هي النظم ما قبل التغيير والإرهاب بعد التغيير. وان الإرهاب الذي ضرب العراق كان ليس بسبب وصول الأحزاب الشيعية الى السلطة حسب الاستحقاقات الانتخابية وانما ظهر الإرهاب قبل كتابة الدستور وقبل تشكيل اول حكومة عراقية. الكل يتذكر ان الحاكم العسكري في العراق بول بريمر خرج من العراق بدون توديع بسبب الاعمال الإرهابية , والكل يعلم ان الاعمال الإرهابية لم تتوقف خلال الحكم العلماني الذي قاده السيد اياد علاوي . الإرهاب دمر الاقتصاد العراقي عن طريقين : الأول , تدمير البنى التحتية والثاني اضطرار الحكومة زيادة التخصيصات المالية للقوات الامنية . كيف نتوقع من حكومة تفكر ببناء بلد والإرهاب لم يبقي هدف الا واستهدفه. القادة بشر مثلنا نتألم ويتألمون , نفرح ويفرحون , وكذلك تصيبهم الكأبة والانهيار عندما تخرج قضية مهمة من سيطرتهم .الارهاب لم يترك حي ولا جماد . الإرهاب قتل طلاب مدارس ابتدائية وهم في طريقهم نحو مدارسهم , وقتل الناس في الأسواق وهم يتبضعون و فجر الجسور والابنية والسدود . الإرهاب لم يحترم قدسية يوم او مكان . الإرهاب قتل المصلون في المساجد والحسينيات والكنائس , وقتل الأبرياء في شهر رمضان و ذي القعدة . و ذي الحجة , ومحرم الحرام.

حرب ضروس دائرة ضد داعش و العشرات من أبناء الشعب العراقي يتساقط ما بين شهيد وجريح واذا بكاتب يخرج من هولندا يتهم المليشيات الإسلامية بتخريب العراق متناسيا هناك داعش يحتل ثلاث محافظات , او يخرج كاتب من السويد يسال الحكومة عن مصير 1000 مليار دولار التي استلمتها حكومة السيد نوري كامل المالكي من بيع النفط او يخرج كاتب من لندن يتهم الحكومة باستقطاع رواتب الموظفين والمتقاعدين او يخرج كاتب من النرويج يستهزأ بالحكومة لعدم قدرتها التعامل مع تصريحات السيد مسعود البارزاني . في ظل التأزم الطائفي والقومي أصبحت هذه الكتابات تحقق هدفين الأول هو استخدامها من قبل الأحزاب المنافسة واعداء العملية السياسية في الداخل ولخارج على وزن "من فمك ادينك " وثانيا تحييد او حتى ابعاد المواطن عن دعمه للحكومة. لماذا أخلص في عملي والحكومة شلة من الحرامية والنصابين؟ او لماذا الاخبار عن المخالفات قانونية والحكومة لا تحترم القانون؟ ولماذا لا اسرق والوزراء والنواب جميعهم من السراق؟ او لماذا الذهاب الى جبهات القتال ضد داعش , وأبناء المسؤولين يعيشون في عز واطمئنان خارج العراق ؟

للحق ان الحملات التسقيطية ضد حكومة السيد العبادي شارك فيها العلماني والإسلامي والشيعي و السني والكوردي . فهذا الأستاذ سليم الحسني وهو من الشخصيات المحسوب على الإسلاميين الشيعة قد كتب سلسلة من مقالات تجاوزت 100 مقالة تحت عنوان شيعة السلطة , لم يبقي سياسي عراقي الا وطعنه بالسرقة , الفساد والجهل , وعدم الخبرة و واصبح يؤلب على السيد العبادي على اعتبار ان السيد العبادي شخصية لا يستطيع قيادة البلد , طالبا من المرجعية الدينية التدخل وطرده وبذلك يريد السيد الحسني قائد جديد للعراق بالتعيين من المرجعية ضاربا بعرض الحائط الدستور و الانتخابات والديمقراطية التي سفكت دماء عزيزة لاجلها . وهذا العلماني الدكتور كاظم حبيب لم يكتب مقال الا ويتهم الحكومة بدعم المليشيات والإرهاب والحرب الطائفية والتخريب واضطهاد الأقليات. لا اعتقد ان السيد العبادي عندما يقرأ هذه الكتابات سوف لن يتأثر ويحزن ويشعر بالإحباط والانكسار. القائد في أيام الحرب يحتاج الالتفاف حوله و دعمه , لا الاتهامات والتشهير .

الانصاف يدعونا ان نقول ان حكومة السيد حيدر العبادي تحملت جهد كبير في تحضير الأسلحة والمعدات العسكرية واعداد القوات المسلحة العراقية وبقية القوات الداعمة لها في ظرف اقتصادي صعب وجفاء متعمد من دول المنطقة ان لم يكن عدائي. حكومة السيد العبادي استطاعت تحقيق انتصارات هائلة ضد مجاميع داعش على الرغم من الازمة المالية التي عصفت بالدول المصدرة للنفط . الحكومة احترمت حقوق الانسان واستخدمت سياسة متوازنة مع القوى السياسية الداخلية , عملت بالتعاون و بجد مع جميع دول المنطقة . قيادة بلد ليست مثل قيادة دكان في حي صغير. القرار الحكومي ربما لا يحقق رغبة بعض افراد المجتمع ولكن القرار قد يشمل منافعه شريحة كبيرة من المجتمع. عدم استجابة الحكومة الى دعوات التقسيم من بعض الكتاب , لان هناك 90% من الشعب العراقي يرون ان قوة وازدهار العراق في وحدتهم.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google