"مضخم الصوت ترامب" - سعد السلطاني
"مضخم الصوت ترامب"


بقلم: سعد السلطاني - 04-02-2017
يعرف الجميع عمل مضخم الصوت, الذي يقوم بتضخيم الإشارات الكهربائية, التي تحمل تفاصيل الصوت.
وبمعنى أخر, تقتصر وظيفته على رفع الصوت, وجعله عالياً.
بالتالي هو لايقوم بالإعداد أو التلحين أو التأليف, إنما تُعد هذه الأمور مسبقاً, وتأتي جاهزةً على قرص أو شريط.

كذلك السياسية الأمريكية, تُرسم وتُعد مسبقاً, من قبل صُناع القرار, سيناتورات المال والإقتصاد والحروب والسلاح والنفط, والذين إختاروا الظل بعيداً عن الإعلام, والضجيج الذي لايتناسب ومزاجهم البرجوازي.
ولاتتعدى وظيفة الرئيس الأمريكي, كونها وظيفة إعلامية, تُصرح بما تم إعداده مسبقاً من قبل السيناتورات أعلاه.

وتتغير هذه الوظيفة الإعلامية, بتغير المراحل والحاجات, إلا إنها تبقى وفي كل الظروف لاتتجاوز, وظيفة ناطق رسمي إعلامي.
ربما تتطلب المرحلة, أن يمثل هذا الناطق الإعلامي, دور الحكيم, أو دور الناضج, وليس ببعيد أن يكون صانع حروب, أو مفتعل للأزمات, أدوار متعددة تعاقبت على رئاسة الولايات المتحدة, تدور جميعها بفلك واحد ومعادلة واحدة, الناطق الإعلامي الرسمي, لمصدر القرار الأمريكي.

متى ما حاول هذا الناطق الإعلامي, الأنتفاض على هذا الواقع, كان مصيره, مصير جون كينيدي, الناطق الإعلامي الخامس والثلاثون للولايات المتحدة, والذي حاول الإنتفاض على هذا الواقع, وخط سياسات جديدة, فكانت النتيجة إنه أُغتيل, عام 1963 في دالاس/تكساس, وهو بين جنوده وحراسه.

صُانع القرار الامريكي, والراعي الرسمي للسياسات فيها, وجدوا إن هذه المرحلة إستثنائية, وهي تشهد إرتفاع أصوات روسية وأخرى صينية, وتنامي وتعاظم قوى لم تكن في السابق, تشكل أي رقم في المعادلة الحسابية الأمريكية.
باتت خطر وشيك, يهدد النفوذ الأمريكي, ويقض مضجعه.

هنا أصبح على صناع القرار, إتخاذ ناطق إعلامي, له كاريزما خاصة في الكلام, مما قد يثير الرعب في قلوب الخصوم, عسى ولعل أن تكون رادع لهم, وسبب لتعطيل نفوذهم العالمي المتنامي بسرعة.
وبالإستعانة بكادر الإخراج الهوليودي, تم وقوع الأختيار على راعي مسابقات المصارعة الحرة, دونالد ترامب, والذي يمارس رياضة وهمية, تقوم أساساً على التمثيل.
القرارات نفس القرارات, والسياسات نفس السياسات, إنما بعد دخولها في مضخم الصوت ترامب, تُعطي وقعاً أشد في نفوس السامعين, هذه مهنته وهو أعلم من غيره بها.

جدار المكسيك, مشروع مدروس في أروقة الكونغرس, قبل مجيئ ترامب أصلاً, وكل مافعله ترامب, وبتصريح مُسبق من صُناع القرار, أدراج هذا المشروع, ضمن حملته الإنتخابية, ومن ثم التوقيع على أمره التنفيذي, بعد تقليده فعليلاً المنصب.
أما عن قائمة الدول المحظورة, فهذه سياسة أمريكية قديمة و واضحة, في التعامل مع الدول التي تشهد توترات أو نزاعات داخلية, مضاف لها موقف السياسة الأمريكية من إيران, ومن سنين مضت.
كل مافعله ترامب, هو عقد مؤتمر صحفي, في غرفة لها صدى, مستفيداً من هذه الظاهرة, وهو يقول محظورة, فيُعيد الصدى هذه الكلمة ثلاث مرات, محظورة, محظورة, محظورة, أضف لذلك طريقته الشيقة في إلقائها, كونه مصارع وله خبرة في هذا المجال, فأصبح لها أثر كبير في نفوس السامعين.

أحسنت يامضخم الصوت, أستمر بالتهريج, فيبدو إنك بدأت تُقنع الأخرين, وأنت تنهض في الصباح, الى موقعك على شبكة التواصل تويتر, لتُحذر إيران.
ومالجديد بالموضوع! إن كانت إيران تتلقى التحذيرات منذ ثمان سنوات!.
وأتحدى مضخم الصوت ترامب, أن يخرج علينا بشيء جديد, لأن صُناع القرار, لم يعد لديهم القدرة, التي كانت لهم قبل 2003, مع تنامي النفوذ السريع لبعض دول العالم, وأكبر دليل على ذلك, هو وجود مضخم الصوت في هذا المنصب, فلم تعد لديهم خيرات كثيرة, فأستعانوا بكوادر الإخراج الهوليودية, لإسناد البطولة لمهرج مصارعة حرة.
ولايستغرب أحداً ما, أن يخرج علينا مضخم الصوت, بقرار جديد, مفاده إن القاهرة هي العاصمة الوحيدة لمصر!.
ومع معرفة الجميع لهذه الحقيقة, إلا إنها ستكون أشد وقعاً, عندما تمر بمضخم الصوت ترامب.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google