الهستيريا من قرارات ترامب لماذا ؟ والى أين ؟ - منصور سناطي
الهستيريا من قرارات ترامب لماذا ؟ والى أين ؟


بقلم: منصور سناطي - 04-02-2017
إجتاحت العالم مظاهرات مناوئة لدونالد ترامب بسبب برنامجه الإنتخابي المثير للجدل قبل
الإنتخابات ، وقراراته بعد فوزه الساحق على منافسته هيلاري كلنتون .والكل يعلم إن قرارت
ترامب غير عادية وغير مسبوقة ، نظراً لأن الرجل لم يعمل في السياسة سابقاً وليست له خبرة
دبلوماسية ، ولهذا فإن الصراحة في السياسة تكون مؤذية وغير مستحبة ، لكن ترامب صريح
وغير مناور ، ولهذا إنتقده أصدقاؤه قبل أعدائه ، وإعتبره البعض مناهضاً للإسلام لكن الحقيقة
ليست كذلك ، حيث في أميركا 5-6 مليون مسلم مجنّس و5-4 مليون حاملي (الكرين كارت ) ،
ولا فرق بينهم وبين أي امريكي حسب الدستور ، ولكن منع دخول الناس من سبع دول إلى
البلاد وهي سوريا والعراق وليبيا واليمن والسودان والصومال وإيران لها ما يبررها ، حيث
وجود المنظمات الإرهابية في تلك الدول والخوف من سفر الإرهابيين إلى أميركا بعد أن
إستولوا على جوازات السفر في تلك الدول ، بينما لم يمنع المسلمين من الدول الأخرى والتي
لها الثقل السكاني الكبير مثل أندنوسيا وباكستان والهند وتركيا ومصر وغيرها ....
فإيران في حالة حرب مع أميركا منذ 1979 عندما تولى الخميني الحكم وإحتجز الدبلوماسيين
في تلك السنة ، وأطلق عليها لقب الشيطان الأكبر ،أما العراق فداعش لا يزال يستولي على ثانِ
أكبر مدينة في العراق وهي الموصل ، وأما سوريا فداعش ومنظمات إرهابية أخرى ، عدة مدن
لا زالت تحت سيطرتها ، وأما في اليمن فالمخلوع صالح مع الحوثيين المدعومين من إيران
يهددون الملاحة البحرية ، وإطلاق الصواريخ تجاه السفن الأمريكية ، وفي السودان : هناك
المؤتمر الإسلامي الشعبي الذي عقد في السودان سابقاً، واختاروا تسعة أشخاص لشن حملة
جهادية في العالم ، وأما في ليبيا فبعد سقوط القذافي أصبحت الميليشيات الإرهابية هي التي
تسيطر على مساحات واسعة في ليبيا ومنها داعش ، والصومال معروفة ، فحركة الشباب
الجهادية ، والقرصنة البحرية وتأييدها لداعش ، يضعها في خطورة القيام بأعمال إرهابية
وضرب المصالح الأمركية وبقية بلدان العالم .

الحقيقة إن سلف ترامب (أوباما ) كان فاشلاً حتى في نظر أصدقائه ، فليس لديه غير
الثرثرة البلاغية المنمقة ، فتخلت أميركا عن أصدقائها ، وتركت الساحة لإيران للتوسع في
المنطقة فهي في اليمن والعراق وسوريا ولبنان ، وروسيا إحتلت جزيرة القرم ولا زالت
تتدخل في جورجيا وسوريا بقوة دون منازع ،وكوريا الشمالية تهدد وتطلق الصواريخ
البالستية بين الحين والآخر وتهدد حتى أميركا بضربة نووية . فهل تقف أقوى دولة في
العالم إقتصادياً وعسكرياً مكتوفة الأيدي ؟ ولا تدافع عن مصالحها وسيادتها ؟
الكثير من الناس لا يفهموا معنى سيادة الدول ، فلكل دولة الحق الكامل لحفظ حدودها
وأمن مواطنيها ، فلماذا هذه الهستيريا غير المبررة ، وهذه القرارات المتخذة الآن كانت
منذ عهد اوباما ، وحتى منذ عهد جورج دبليو بوش ، ولكنها لم تفعّل في حينها ، بحسب
رؤية الرئيس أنذاك ، فالرئيس ترامب إنتخبه الشعب الأمريكي من دون المرشحين ،لأنه
يلبي طموحاته ، ولكن هناك متضررين من إجراءات ترامب وهذا طبيعي ، والمظاهرات
الحالية لا معنى لها، وهي فقاعة طافية فوق امواج متلاطمة ستتلاشى عاجلاً ، والأيام
القادمة ستثبت ذلك ، وستكون حبلى بالمفاجآت .
منصور سناطي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google