الصوت الانتخابي ! - محمد عبد الرحمن
الصوت الانتخابي !


بقلم: محمد عبد الرحمن - 05-02-2017
ما زال الجدل محتدما بشأن الانتخابات القادمة، سواء لمجالس المحافظات ام لمجلس النواب. ويتركز على امور خلافية تتعلق بالموعد وامكانية دمجها في انتخابات واحدة، او توفير الامكانيات لاجرائها في موعدها المقر من مجلس الوزراء في 16 ايلول 2017 . السؤال هل يصمد هذا الموعد ؟ وما هو القانون الذي ستجري بموجبه، وهل ستبقى المفوضية ذاتها ؟ وماذا بشأن المراقبين الدوليين الذين تشتد المطالبة بحضور فعلي لهم بامل التقليل من التزوير الذي رافق، بهذا القدر او ذاك ، وباعتراف المتنفذين انفسهم، كل الانتخابات الاتحادية، وفي الاقليم ايضا ؟
الاسئلة عديدة وهي تتشظى على خلفيات متعددة ومقاربات مختلفة، ومن ذلك بالقطع موقف المواطنين الذي تؤشر دلالات عدة الى ان عددا متزايدا منهم اخذ يدرك اهمية الانتخابات في تغيير موازين القوى وازاحة وجوه الفساد والفشل، وفي ان تكون الانتخابات رافعة الى تغييرات واصلاحات بات يتطلع المواطن بشوق لها، وخصوصا بعد ان وقع الفاس بالراس، وشاهد بام عينيه التمايز الصارخ بين حياة ومعيشة من يدعون تمثيله سواء طائفيا او قوميا او مناطقيا او دينيا، وبين عامة اطياف الشعب العراقي الذين تزداد معاناتهم بسبب من انتخب من قبلهم .
نعم الكثير اخذ يدرك ابعاد المفارقة بين ان تكون لنا موازنات فلكية وتعادل بين 5-7 مرات موازنات بعض دول المنطقة، وقلة المنجز المتحقق او انعدامه وخصوصا في محافظات مستقرة نسبيا. والغرابة تتعاظم عندما يشاهد التطور الذي يحصل في تلك البلدان، فيما تنحدر الاوضاع عندنا اكثر فاكثر الى ما هو اسوأ .
ان هذا الادراك للاسباب العميقة لما يجري وارجاعها الى اصولها غير المزوقة امر مهم وضروري وهو سند قوي لدعاة الاصلاح والتغيير ولقوى الاعتدال والوسطية البعيدين عن ادران الطائفية والعنصرية، ومن غير الملطخة ايديهم بالدم العراقي، وبالمال العام، ولكن يبقى هذا الادراك الخطوة الاولى لما يتوجب ان يتخذ، وفي ان يتحول ذلك الى فعل بناء يسهم هو الاخر في معركة التغيير الكبرى التي اصبحت لا مندوحة عنها، بل سيتوقف الكثير على تغيير موازين القوى عبر الصوت الانتخابي الذي يتوجب ادراك اهميته وان يكون في المكان الصحيح والمناسب ويذهب لمن يستحقه، وان لا يتم بيعه هذه المرة ايضا من قبل البعض لقاء مبلغ 25 الف دينار او لفة كباب او بطانية او قمصلة او صوبات او مسدس او سندات لاراض ظلت لا قيمة لها لانها كذبة وفرية على الناس .
نعم الصوت الانتخابي له اهمية فائقة، ومن الجدير الاشارة الى ان معركة شرائه، باشكال عدة، قد بدأت وتحت عناوين متعددة، وبعضها ليس بعيدا عن شعارات مدنية اصيلة اصبحت محببة الى المواطن بعد ان شاهد ولمس وجرب كل الشعارات والادعاءات الاخرى التي لم تعد تقنع حتى اقرب الناس الى من يرفعها ويروج لها .
وقبل ان نصل الى نقطة الحسم التي سيتولاها الصوت الانتخابي، فان الكثير مطلوب عمله وفي الاساس والمقدمة هو الاستعداد المبكر لاصحاب هذا الصوت في تهيئة الاجواء والظروف كي يذهب فعلا الى من يستحقه، بمعنى تبرز الحاجة ماسة الان الى تكاتف وتعاضد واسعين كي لا تمرر القوى المتنفذة قوانين ظالمة اقصائية تؤبد هيمنتها وسيطرتها وتعظيمها لامتيازاتها ومغانمها وتسد الطريق او تضع العصي في عجلة التغيير الضرورية عبر صناديق الانتخابات.
ان معركة الانتخابات قد بدأت فعلا والقوى المدنية والديمقراطية والوطنية والاعتدال مطالبة بان تلملم الصفوف وتتجه لحشد الامكانيات والطاقات نحو انقاذ بلدنا من دوامة المحاصصة والفساد، وضياع الوطن في لعبة صراع المتنفذين على السلطة، سواء جاء ذلك تحت عنوان "المشاركة" ام "التوازن" ام "الاغلبية السياسية"، فهي في المعطى الملموس لن تكرس الا تمزيق الوطن والشعب طائفيا وقوميا ودينيا ومذهبيا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة "طريق الشعب" ص2
الاحد 5/ 2/ 2017



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google