أمريكا " الأوبامية " الى أين ؟ - صلاح بدرالدين
أمريكا " الأوبامية " الى أين ؟


بقلم: صلاح بدرالدين - 05-02-2017
بحسب وقائع الأسبوع الأخير فان ادارة الرئيس الأمريكي – دونالد ترامب – تعقد العزم على تطبيق الشعارات الانتخابية على أرض الواقع عبر المراسيم والقرارات الرئاسية المباشرة خاصة ماتتعلق منها بمسائل حظر دخول رعايا سبعة دول مسلمة الى أراضيها والتشديد تجاه طالبي اللجوء والمهجرين وخاصة السوريين والامعان في المضي قدما لبناء الجدار الفاصل بين أمريكا والمكسيك مما خلق كل ذلك انطباعا عالميا سائدا في وصم الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا بالعنصرية ومعاداة المسلمين والأجانب وانتهاج سلوك انعزالي أرعن حيث الدلائل تشير الى ظهور وتصاعد معارضة قوية تشمل حتى قطاعات من حزبه الى درجة احتمال توسع الشرخ والانقسام في المجتمع الأمريكي برمته في قادم الأيام وفتح الأبواب أمام امكانية ازدياد التوترات والحروب حول العالم بمافي ذلك منح جرعة جديدة لفعل واجرام الجماعات الارهابية .
ومن أجل صيانة السلم العالمي ونشر العدل وتثبيت واحترام حق تقرير مصير شعوب كوكبنا وتجنب الحروب على الادارة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية كونها الدولة العظمى تصحيح أخطاء الادارة السابقة واعادة التوازن الى المشهد العالمي شرقا وغربا شمالا وجنوبا والقيام بمهامها ودورها في تحقيق قرارات وتوصيات هيئة الأمم المتحدة بخصوص السلم ومواجهة الارهاب حتى القضاء عليه والحفاظ على البيئة نظيفة وتقديم المساعدات للشعوب الفقيرة والتي تتلظى بنيران العنصرية والشوفينية والاستبداد ووضع حد للتوسع الايراني في تغيير التركيب الديموغرفي في المناطق السورية والعراقية واثارة الفتن المذهبية في المنطقة .
ومايتعلق الأمر بالادارة الجديدة والرئيس ترامب الذي تحوم من حول أدائه السياسي الشكوك الممزوجة بالقلق بخصوص مواقفه المعلنة خلال الحملة الانتخابية من الأقليات والجوار والمرأة والعلاقات الدولية فالأولى به وبعد فوزه المعلن أن يقيم سلوكه ويعيد النظر في كل أطروحاته ومواقفه الاشكالية التي أدت الى الانقسام بالمجتمع الأمريكي واندلاع التظاهرات المليونية المستمرة حتى الآن وهذا يعني أنه بمواقفه لايعبر عن ثقافة غالبية الأمريكيين الذين يعتزون بديموقراطيتهم وليبرايتهم وتعلقهم بالحريات العامة والتعايش بين الأعراق والأجناس وسلاسة انتقال السلطة عندهم منذ أكثر من مائتي عام .
كما هو معلوم ولأن ادارة الرئيس السابق أوباما قد خذلت السوريين وتخلت عن دعم ثورتهم من أجل الديموقراطية واسقاط الاستبداد ومنعت الآخرين من تسليح الثوار ليتم التوازن على الأقل مع قوى النظام وحلفائه الروس والايرانيين والميليشيات الطائفية خصوصا حزب الله اللبناني فان على ادارة الرئيس ترامب تصحيح تلك الخطيئة بحق الشعب السوري وتقديم الدعم والاسناد لمعارضي نظام الأسد وممثلي الشعب السوري الحقيقيين من أجل ازالة الاستبداد وتحقيق السلام واعادة الاعمار وعودة المهجرين والنازحين الى ديارهم في ظل سوريا الجديدة الديموقراطية التعددية لكل مكوناتها .
وفي هذا المجال بالذات من الواجب الأخلاقي لدولة عظمى معنية بمسالة السلام وحرية الشعوب في العالم وحقوق الانسان بحسب التزاماتها وتعهداتها المعلنة أن تبادر الادارة الجديدة الى تقويم الاعوجاج الروسي بشأن القضية السورية ولجم زحفه العدواني الانفرادي واعادة التوازن الى الاختلال الحاصل نتيجة تصرف نظام بوتين كدولة احتلال مارقة ضد ارادة السوريين وثورتهم من أجل الحرية والكرامة وانحيازه الكامل الى جانب نظام الاستبداد وعدم وفائه حتى لوعوده بشأن وقف اطلاق النار من جانب جيش النظام والميليشيات الأجنبية ماقبل أستانة ومابعدها .
كما يمكن لادارة الرئيس ترامب وجنبا الى جنب قوى الحرية والسلام في العالم بما فيها هيئة الأمم المتحدة أن تقوم بدور ايجابي في حوار السوريين راهنا وبالمستقبل من أجل الحلول المناسبة لقضاياهم الاقتصادية والاجتماعية والادارية والانسانية وكذلك السياسية وخصوصا القضية الكردية التي تأتي على رأس المسائل الملحة لمعالجتها على قاعدة تحقيق أماني الشعب الكردي كقومية رئيسية وكافة حقوقه المشروعة ضمن اطار سوريا الموحدة وذلك ليستتب السلم الأهلي ويترسخ العيش المشترك والوئام والتعامل بدراية ونزاهة مع الملف الكردي السوري بمعزل عن الأساليب الأمنية والممارسة الانتهازية المصلحية القصيرة المدى .
وفي السياق ذاته بامكان الادارة الجديدة بل من واجباتها السعي الجاد من أجل توفير حلول سلمية لقضايا تقرير مصير شعوب ايران بدلا من عقد الصفقات النووية وغيرها مع نظام طهران الشوفيني المعادي لقضايا الحرية بالمنطقة والعامل على نشر الفتن المذهبية والعرقية كما بوسعها ممارسة دورها الايجابي في اعادة احياء العملية الحوارية التركية الكردية السلمية بالضغط على حكومة الحزب الاسلامي الحاكم وكذلك ممارسة الضغط على الحكومة العراقية من أجل الالتزام بالدستور والكف عن حصار كردستان واضطهاد المكون السني والرضوخ للعملية السلمية الديموقراطية .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google