اليسار ....مرة أخرىInline image - ذياب فهد الطائي
اليسار ....مرة أخرىInline image


بقلم: ذياب فهد الطائي - 19-02-2017
على هامش اللقاء الذي تم بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي في (لاهاي ) مساء يوم السبت 18-02-2017 ،سألني أحد الاصدقاء إن كنت قد اطلعت على تقييم الدكتور حسين سرمك غلى كتابي (الصحفة اليسارية في العراق 1924 -2003 ) فأجبته بالنفي رغم تقديري للددتور سرمك ومعرفتي بموقعه في فضاء النقد العراقي ،وذلك لعدم وجود تواصل معه ولتقصيري بمتابعة كتاباته ،ربما بسبب تنوع المصادر التي يكتب بها ......قال صديقي المقال منشور على موقع الناقد العراقي ، وارجو أن يكون ما يزال على الموقع !!

عدت الى أدوات البحث ،فوجدت المقال على موقع (الناقد العراقي ) تحت عنوان (ذياب فهد الطائي: كتابان مهمان عن تاريخ الصحافة العراقية ،الصحافة اليسارية والصحافة النسائية ) وبعد مقدمة عن اهمية التوثيق والمصاعب التي تعترض العاملين في هذا الحقل ،ينتقل الى الملاحظات النقدية على كتاب الصحافة اليسارية .وهي ما يعنيني هنا

-يقول الدكتور سرمك :إن من يُنهي قراءة الكتاب ، وبدءا من فصله الأول ، يعتقد بأن الباحث يؤمن بأن اليسار مرتبط بالعقيدة الماركسية حسب ، وأن الصحافة اليسارية هي التي تستظل بالأهداف الشيوعية . ولعل أكثر التبريرات غرابة هي ما طرحه في القسم الأخير من المقدمة : (نقطة أخيرة) ، حيث قال إن بعض الأصدقاء من اليساريين اعترضوا على توسيع مفهوم اليسار بضم صحف الأهالي وصوت الأهالي والنور وخبات .. فيرد عليهم بالقول إن من ترأسوا تحرير هذه الصحف هم أسماء تندرج ضمن كوكبة أبرز القيادات الشيوعية أو الماركسية في العراق !! كما يذكر أن بعض الأصدقاء اعترضوا على إدراج مجلة الإقتصادية الصادرة عام 1928 ضمن الصحافة اليسارية ، فردّ عليهم بأن من أصدرها هو “غالي زويد” وهو أحد قياديي الحركة الماركسية وأحد قيادات الخلايا الشيوعية الأولى في البصرة !! فإذا كان هذا هو المعيار فسيكون متوقعا عدم ذكر العديد من الصحف القومية الإشتراكية .
-وقد أفضى هذا إلى خلل آخر ، وهو العودة إلى الأطروحات الستالينية الجامدة في تحديد معنى اليسار مثل (طبيعة الرؤية المنهجية لحركة التاريخ والمجتمع باعتباره العنصر الفاعل في تلك الحركة في الصراع مع (الأصح ضد وليس مع) الرأسمالية وما تولده من استلاب (ص 22) . ولا نعلم عن أي رأسمالية نتحدث في عراق عام 1924 ؟!!
-على الصفحة 23 قال الباحث : وأرى أنه ، لزاما ، لابد من التوقف ولو قليلا عند مفهوم الحداثة في المساقات (الافضل السياقات لأن المساق هو المنتهى والمرجع “إلى ربّك يومئذ المساق”) الفلسفية كما هي عند دريدا وفوكو .. وينتهي الحديث من دون التوقف عند دريدا وفوكو
-ومن الأمور المحيّرة التي تحتاج تفسيرا ، هو أن الكاتب كان قد ذكر في الفصل الأول (الصحافة الشيوعية) أسماء (67) صحيفة شيوعية سواء ما صدر منها عن الحزب الشيوعي كمنظمة أو أن أعضاء في الحزب الشيوعي رأسوا تحريرها حتى


-ولم يطرح الكاتب المعايير التي اعتمدها ليصنّف وفقها بعض الصحف الصادرة في الخارج كصحف “يسارية” . فوفق أية شروط سياسية اعتبر صحفاً ومجلات مثل مجلة “المندائي الجديد” ومجلة “الصابئي الجديد” ومجلة “ضفاف” (ص 298) ، ومجلة التواصل التي أصدرها اتحاد الجمعيات العراقية في السويد ، ومجلة المجتمع ، ومجلة الصدى المندائية في السويد وغيرها … صحفا ومجلات يسارية ؟
من كل حديث الدكتور سرمك أجد إن إعتراضاته النقدية تقف عند نقطتين :

1-هيمنة الصحافة الماركسية عموما على مشهد (اليسار )الصحفي

2-استبعاد الصحف القومية الاشتراكية بسبب الخلل في تحديد مفهوم اليسار

في مقدمة الكتاب أشرت صراحة الى أن مفهوم اليسار أوسع من من مفهوم الحركة الشيوعية ،ثم فصّلت ذلك عبر ثلاث وحهات نظر أشار اليها الدكتور سرمك ولكنه لم يتوقف عندها

إن مفهوم اليسار الذي أعنية يرتكزعلى :

أولا: العدالة الاجتماعية

ثانيا :الدولة المدنية التي تقف على ثلاث قواعد (الديمقراطية +الحرية +العلمانية )

ثالثا:الموقف من العمل ورأس المال

أما هيمنه الصحافة الشيوعية على مشهد اليسار الصحفي فيعود الى ما كانت تمثله الحركة الشيوعية في العراق وجماهيريتها الواسعة ،وهذه حقيقة موضوعية ،فنحن لا نتحدث هنا عن السلطة التي استحوذت عليها الحركات القومية مثلا والتي حولت الجمهوريات العربية الى اقطاعيات او جمهوريت وراثية....وقد وثقت الواقع عبر صحف كانت تصدر وقتها ، ومن الامانة في التوثيق ادراج الصحف التي لم تستمر لأكثر من عدد واحد ،فإغلاقها كان قسريا

اما إشارة الدكتور سرمك الى إن المنهج المستخدم في الكتاب يذكرة (بالجمود الستاليني )فهو يضعني في حيرة ....فقد رفضت احدى دور النشر اليسارية (رغم توسط السيد رائد فهمي القيادي في الحزب الشيوعي في حينه ) وذلك بحجة ان الكتاب تضمن مجموعة من الصحف المعادية للحزب ....فأين يقف المنهج ؟

يبقى الحديث عن الرأسمالية في عام 1924 والتي جرى الحديث عنها في سياق التطور العام لحركة التاريخ وليس في سياق واقع العراق في حينه

لا أنكر أني لم استطع الإحاطة بكل ماصدر من صحف رغم أني قمت بالاتصال يالعديد من الجهات ذات العلاقة من صحفيين واحزاب ومؤرخين ولم استلم الا النزر اليسير ،ولهذا اعتبر ما قمت به قاعدة لمن يملك المعلومات الكافية لتوسيعها....ولكل مجتهد نصيب كما يقال ....مع شكري وتقديري للدكتور سرمك على تناوله الكتاب بالبحث والدراسة فجهده يصب في ذات الاهتمام الذي ارمي
اليه وهو خدمة الصحافة العراقية وايلائها الاهتمام اللازم



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google