,,الرمادي ( عاصمة ) الأنبار ..بس ( بالاسم ) .!. - خالد القره غولي
,,الرمادي ( عاصمة ) الأنبار ..بس ( بالاسم ) .!.


بقلم: خالد القره غولي - 19-02-2017
إننا لا نمتلك كما يقال ( ظهوراً ) من موضوع الإنجرار خلف السياسيين لأن السياسة مجمع وماخور للنفاق والدجل والكذب وأن الّذين يظهرون متصارعون مختلفون فيما بينهم في الفضائيات سيأتي يوم يجلسون ويتصافحون ويضحكون ويتبادلون النكات .. ثم يذهبون إلى الولائم وأحدهم يمسك بيدِ الآخر أردنا مئات المرات أن نوصل هذه الفكرة بعدم الإنجرار خلف السياسيين ( الأنباريين ) أو من يسمون أنفسهم قادة في الأنبار ( اليوم ) ولم يسمعنا أحد لأننا لا نمتلك أرصدةً في المصارف الأجنبية أو حمايات أو عشرات السيارات أو شيوخاً أو وجهاء .. بل كنّا ومازلنا نعاني ما يعانيه شعبنا الأبي المجاهد من ويلات الخراب والدمار منذ أن وطأت دبابات العدو الأمريكي المحتل أرض الرافدين !
إنسحب العدو المحتل وبدأ إحتلالٌ أخطر منه وهو إحتلال الأهل ( للأهل ) والسياسيون وشيوخ العشائر ورجال الدين الأفاضل يقبعون في أبراجهم متوزعين في الداخل والخارج في دول الجوار وفي الفنادق الخمسة نجوم .. وجوه لم نرها من قبل رأست جموع الناس ومثلتهم .. مراهقون لم يفقهوا من الدنيا شيئاً بعد أصبحوا منظرين في حقوق الإنسان والدفاع عن المظلومين .. بينما عجلة الموت تحصد برؤوسنا تباعاً .. إنتخابات عجيبة ومرشحون أغلبهم من أصحاب النفوذ والمقاولين واولاد الاقطاعية القبلية العشائرية ابن فلان وابن فلتان والمذيلين لشخصيات تفتخر أنها كانت السبب الرئيس لإدخال العدو المحتل إلى العراق .. وآخرون وآخرون همهم التمسك بالجاه والمناصب والترف وحقن العقول بدواءٍ موجع إسمه الصبر .. الصبر على هذه البلوى التي يمرُّ بها الشعب الأنباري بعد أن ضاع عليهم كل شيء .. نعم كل شيء ولم نرجع إلى المربع الأول فقط بل نُفينا خارج ساحة المربعات .. ألا يوجد لهؤلاء الناس من رادع .. من ضمير .. من تقوى أن يدعو الأنباريين وشأنهم !
أما كفاهم ضحكاً على الذقون والعقول والقلوب وتم اقتطاع مدن من ( الأنبار ) لتتوزع إلى محافظات أخرى .. أصاب أبو جعفر المنصور حين إختار بغداد عاصمة للدولة العباسية بدلا من الأنبار العاصمة الأولى للعباسيين بعد إسقاط الدولة الأموية .. الرمادي عاصمة الأنبار منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا لكنها هل تبقى عاصمة للأنبار !
العشائريون حولوا مدينة الرمادي كما أجمع الأعداء إلى دمار وخراب الكثير من المتآمرين والمتربصين داخل الدولة وخارجها .. أعداء الداخل وجد لهم خلفاء حلا تمثل في القضاء عليهم وسجنهم وتهجير من بقي منهم إلى دول أخرى كي ينظم لاحقا أحفادهم لجحافل الملثمين التي أسقطت مدينتي الجميلة في تاريخ ( 15 - 5 - 2015 ) رغم ما حدث من خراب وتدمير وسلب ونهب وقتل للأبرياء في مدينة الرمادي حاول المسلحون تغيير ومحو ( الرمادي ) من خريطة الحواضر وشجعوا الناس على هجرتها وقدموا تنازلات كثيرة لكنهم لم يفلحوا، فعادت الرمادي عاصمة للأنبار وقبلة الإنسانية ورمزا شامخا رغم اتخاذ عشرات المدن البعيدة والقريبة من بغداد .. وخلافات وإمارات وإمبراطوريات .. اليوم وبعد عام ( 2003 ) من التحرير أصبح الخطر يهدد المدينة الشهيدة أكثر من أي وقت مضى فهناك مؤامرات محكمة واستراتيجيات تنفذها بإحكام كتل سياسية وأحزاب متنفذة داخل العراق ، نجحت في إسقاط أهم الأسس التي من المفترض أن تتمتع بها العواصم وهي اتخاذ القرارات .. فجميع القرارات المتخذة في العراق تهيأ وتصنع وترتب في محافظات أخرى ويبقى ما يعرض على الشعب من أكاذيب وتمرير لتخطيط أحبك بدقة لتغيير واستبدال عاصمة الأنبار الجميلى واختيار واحدة من ثلاث مدن أخرى حقيقية للانبار في المستقبل القريب .. العامرية عاصمة الأنبار الجديدة أو الفلوجة عاصمة الأنبار السياسية أو الخالدية عاصمة الأنبار المدللة أما مدينة مدن الأنبار ستبقى عاصمة شكلية فقط لمطاعم الدرجة الأولى وشوي السمك المسكوف وكثرة ( الصيرفات - السيطرات ) !



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google