لماذا لا تدافعون عن زعيمكم ؟ - زكي فرحان
لماذا لا تدافعون عن زعيمكم ؟


بقلم: زكي فرحان - 19-02-2017
كان الاتفاق الذي قد تم بين القتلة الأنقلابيين البعثيين و يونس الطائي الوسيط بينهما بعد ان نقل الى الزعيم عبد الكريم قاسم بنود الاتفاق والتعليمات التي وافق عليها الطرفان و يتم بموجبها استسلام الزعيم قاسم وجماعته وهم الزعيم الركن طه الشيخ احمد مدير الخطط العسكرية و الزعيم فاضل عباس المهداوي رئيس محكمة الشعب العسكرية والعقيد قاسم الجنابي المرافق للزعيم عبد الكريم والملازم خليل حداد من مرافقي الزعيم واليك ايها القارئ الفاضل ما قاله الوسيط يونس الطائي :- بدأت رحلتي كوسيط بين قاسم ومجلس الثورة عندما تحدثت هاتفياً مع طاهر يحيى في معسكر الرشيد، وكنت في قاعة الشعب مع الزعيم والعبدي وكنعان حداد، فقال طاهر يحيى تعال الى معسكر الرشيد وأهلاً وسهلاً، وأرسل لي سيارة لتأخذني ، قابلت يحيى وكان أنور الحديثي يلازمه ولا يتركنا لوحدنا، قال يحيى سأرسلك الى الاذاعة ولكن قبل ذلك اريدك ان ترى الضباط الذين اعتمد عليهم الزعيم وهم اسرى خائفون، فبصقت في وجوههم وقلت لهم ألستم عسكراً، فلماذا لم تدافعون عن زعيمكم!؟ ويستمر يونس في القول،وصلت للإناعة مفاوضاً، وفي مدخلها أمسكني صالح مهدي عماش عضو قيادة البعثيين الانقلابيين، قائلاً " حجي الخزنة فارغة ؟ وأعادها ثلاث مرات !!،،، تأسفت لذلك كثيراً و شعرت بالأسى بأن أول عمل قام به عماش و زمرته من المرتزقة هو تفتيش الخزينة والبحث عن المال، أستقبلني عبد السلام عارف يحيط به حازم جواد و طالب شبيب اللذان منعاني من الانفراد بعارف وكانت علاقتي به طيبة، قلت له، ان إيقاف القتال سوف ينقذ حياة خمسمائة شخص على الاقل،، رد عبد السلام عارف،، يموتون الفين شخص ثلاثه وشنو يعني !! وأستدرك قائلاً ،، ان قاسم سيخرج بعد فترة ومن أجل خاطرك سوف لا نعتدي عليه ابداً، قلت لعبد السلام،، طلبت مني في عرفات بالسعودية أثناء الحج وانا وعدتك، ان أتوسط بينك وبين الزعيم عبد الكريم لتصفية القلوب، فرفعت يديك امام حشد من الناس كانوا يتفرجون داعياً الى مساندة الثورة والزعيم قاسم،، الحقيقة أنني ادركت ان الاخرين من الانقلابين لن يمكنوني من الانفراد بعبد السلام، بل تأكد لي من تصرفات علي صالح السعدي أمين سر قيادة حزب البعث وطاب شبيب وحازم جواد ان عبد السلام عارف لم يكن مؤثراً في هذا الانقلاب، وعند توديعهم أمر علي صالح السعدي بتفتيشي فوجدوا مسدسي الذهبي فأخذه مني وأعطاه الى عبد السلام عارف،، وعند البوابة أتفقنا على الاستسلام لكن علي صالح السعدي أضاف شرطاً آخراً، وهو أن ينزع الزعيم عبد الكريم قاسم نجماته وجاكيته و يضعها على كتفه ، فأتفقنا على ذلك ، وجاء معي العقيد مصطفى نصرت الى الدفاع وكانت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، على ان يتم الأستسلام في الساعة السابعة صباحاً من يوم 9 شباط ،، أخرج أنا أولاً ماشياً امام رتل فيه قاسم والآخرون،،مقابل ذلك،، هم وعدوني بالالتزام بشرط ما اراده قاسم بعدم قتل أي من رجاله، وبالموافقة على تسفير الزعيم قاسم للخارج بعد مرور فترة أي عندما تهدأ الامور، وكنت قد طلبت مغادرته فوراً لكن عبد السلام طمأنني، عدت الى الزعيم قاسم عبر سياج الوزارة الحديدي راكباً على متن سيارة الملازم الاول كنعان حداد،، وقلت للزعيم بحضور أحمد صالح العبدي رئيس اركان الجيش وآخرين على مضمون الاتفاق، فوافقوا على وقف أطلاق النار، والتسليم بشرط نزع رتب النجمات من الزعيم ورفاقه، أعترض ولم يوافق الزعيم على نزع النجمات،، فرفع التلفون على عبد السلام،، فقال له الزعيم عبد الكريم لماذا ننزع النجمات !؟ وأخيراً أقتنع الزعيم قاسم بعد فترة،، فذهبت قبل الساعة السابعة صباحاً الى موقع بغداد حيث كان هناك العقيد عبد الكريم فرحان من زمرة الانقلابين للأشراف على عملية التنفيذ حسب الاتفاق، ولكي ابلغهم بموافقة الزعيم قاسم على الاستسلام مع رفاقه، حتى لا ينفذوا تهديدهم بتدمير بناء قاعة الشعب المفروشة جيداً،، وللحقيقة وللتاريخ اقولها ان الزعيم قاسم لم ينزل الى السرداب غير مرة واحدة فقط لفترة قصيرة حين ألقى آخر خطاب له على الموجودين وبين لهم ان هذا الانقلاب من تدبير شركات النفط والمخابرات الامريكية والجمهورية العربية المتحدة،، وقال لذلك أني وقعت اليوم وبأسم الشعب العراقي على قانون تأمين الاراضي النفطية غير المستثمرة من قبل الشركات النفطية الاستعمارية، وذلك ليصبح قانوناً نافذاً ،، وطلب من الحاضرين ان يتسللوا بجنح الظلام وان يغادروا وزارة الدفاع والذهاب الى بيوتهم ان هم استطاعوا ذلك، او أى مكان آخر يرغبون الذهاب اليه ، عزيزي القارئ هناك أكثر من باحث ومؤرخ التقى بأشخاص اشتركوا أو شاهدوا هذا الانقلاب الاسود الدامي ولا زالوا أحياء بعد فترة من سقوط البعث بأنقلاب عبد السلام عارف عليهم وسجنهم وأتهامهم بالعمالة للامريكان في حينها،وهناك أكثرمن مصدر مؤرخ عن المفاوضات والمكالمات الهاتفية،،أما اهم المصادر التي يعول عليها هي التي أرخها الباحث،، جرجيس فتح الله،،أحد الضباط الذين كانوا بحراسة الإذاعة آنذاك وكان قد استمع الى آخر مكالمة بين الزعيم قاسم وعبد السلام عارف ودونها في حينها جرجيس فتح الله، كما يذكر وبالشكل التالي:- قال الضابط – كنت المكلف في الاذاعة يوم 9 شباط في حدود الظهيرة، رنّ جرس التلفون فالتقطته وسمعت صوت قاسم يقول – أين عبد السلام ؟ أريد أن أكلمه، فأسرعت لأخبره وكان جالساً مع الضباط وأعضاء مجلس قيادة الثورة، فهب من مجلسه مسرعاً الى تلفون آخر في غرفة مجاورة ورفع سماعة التلفون وأسرعت أنا الى غرفتي وأخذت أتنصت الى الحديث،،وأذكر ان الزعيم عبد الكريم قال،، عبد السلام انتصرتم، وأنتهى دوري وأنا اريد ان ارحل خارج العراق حقناً للدماء، أعطوني كلمة شرف،، أجاب عبد السلام، والله يا كريم هذا ليس بيدي بل بيد الأخوان، مجلس قيادة الثورة، وهو الذي يقرر، قال عبد الكريم لعبد السلام، تذكر أني حفظت لك الحياة وألغيت عقوبة الاعدام عنك وأخرجتك من السجن ، وأنا قدرتك وغفرت لك عن كل ما قمت به تجاهي وأتجاه البلد، ويذكر الضابط ان جدلاً جرى بينهما وقاسم يقول ماهي شروطكم ؟ ان تخرج من قاعة الشعب وترفع يديك وتسلم سلاحك وتنزع عنك رتبك وشارات القيدة، فيحتد عبد الكريم قاسم ويجيب ،،إن هذه الرتبة حصلت عليها بجدارة واستحقاق و،، ويقاطعه عبد السلام قائلاً،،أنت محال على التقاعد، مجلس قيادة الثورة أحالك على التقاعد، وانا الآن أعلى منك رتبة،،،وفجأة يأتي صوت( طه الشيخ احمد) على الخط قائلاً لعبد السلام عارف،، لك (كلمة تحقير عراقية) شوف لك،، انا طه الشيخ احمد،، أنا أكلمك الآن،، ثم راح يشتم عبد السلام" نذل،، حقير،، جبان،، خائن،، زقاقي،، من الأول الى الاخير وستبقى كذلك ان كنت رئيس جمهورية أو صعلوكاً من الصعاليك" وكان عبد السلام يقاطعه أنجب،،أسكت أترك سماعة التلفون،، شيوعي وكح،،،و كان الجواهري قد حذر قاسم من عدم التساهل مع القوى المعادية في قصيدة منها ( فضيق الحبل وأشدد من خناقهما – فلربما كان في أرخائه ضرر ) يتبع

.............................

المصدر:-

1- الباحث، جرجيس فتح الله، العراق في عهد، ص ، 895

2-دكتور الناصري الايام الاخيرة لقاسم، ص، 404



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google