شذرات من قصائد الشاعر نزار قباني ! - د. رضا العطار
شذرات من قصائد الشاعر نزار قباني !


بقلم: د. رضا العطار - 20-02-2017


الحب
الحب يا حبيبتي
قصيدة جميلة مكتوبة على القمر
الحب مرسوم على جميع اوراق الشجر
الحب منقوش على
ريش العصافير وحبات المطر
لكن اي امرأة في بلدي
إذا احبت رجلا
ترمى بخمسين حجر

حين انا سقطتُ في الحب
تغيرتْ
تغيرت مملكة الرب
وصار الدجى ينام في معطفي
وتشرق الشمسُ من المغربِ

ياربُ قلبي لم يعد كافيا
لأن من احبها . . تعادل الدنيا
فضع بصدري واحدا غيره
يكون في مساحة الدنيا

لقد حجزتُ غرفة لأثنين في بيت القمر
نقضي بها نهاية الاسبوع يا حبيبتي
فنادق العالم لا تعجبني
الفندق الذي احب ان اسكنه هو القمر
لكنهم هناك يا حبيبتي
لا يقبلون زائرا ياتي بغير امرأة
فهل تجيئين معي
يا قمري الى القمر ؟

لن تهربي مني . . فإنني رجلُ مُقدًرُ عليك
لن تخلص مني . . فإن الله قد ارسلني اليك
فمرة اطلع من ارنبتي اذنيك
ومرة اطلع من اساور الفيروز في يديك
وحين يأتي الصيف يا حبيبتي
اسبح كالاسماك في بحيرتي عينيك

لماذا . . لماذا منذ صرتِ حبيبتي
يُضيء مدادي والدفاتر تعشبُ
تغيرت الاشياء منذ عشقتي
واصبحت كالاطفال بالشمس العبُ
ولست نبيا مرسلا غير انني
اصير نبيا . . عندما عنكِ اكتبُ

محفورة انتِ على وجه يدي
كاسطر كوفية
على جدار مسجد
محفورة في خشب الكرسي يا حبيبتي
وفي ذراع المقعد
وكلما حاولتِ ان تبتعدي
دقيقة واحدة
اراك في جوف يدي

لا تحزني
إن هبط الروادُ في ارض القمر
فسوف تبقين بعيني دائما
احلى قمر . .

*وفي قصيدة اخرى يقول الشاعر :

الى حبيبتي راس السنة
انقل حبي لكِ من عام الى عام
كما ينقل التلميذ فروضه المدرسية الى دفتر جديد
انقل صوتكِ وراحتكِ ورسائلك
ورقم هاتفكِ وصندوق بريدكِ
واعلقها في خزانة العام الجديد
وامنحكِ تذكرة إقامة دائمة في قلبي

انني احبكِ
ولن اترككِ وحدكِ على ورقة 31 ديسمبر ابدا
سأحملك على ذراعي
واتنقل بكِ بين الفصول الاربعة
ففي الشتاء ، سأضع على رأسك قبعة صوف حمراء
كي لا تبردي
وفي الخريف سأعطيكِ معطف المطر الوحيد
الذي املكه ، كي لا تتبللي
وفي الربيع سأترككِ تنامين على الحشائش الطازجة
وتتناولين طعام الافطار
مع الجنادب والعصافير
وفي الصيف
سأشتري لكِ شبكة صيد صغيرة
لتصطادين المحار وطيور البحر
والاسماك المجهولة العناوين

اني احبكِ
ولا اريد ان اربطكِ بذاكرة الافعال الماضية
ولا بذاكرة القطارات المسافرة
فانتِ القطار الاخير الذي يسافر ليلا ونهارا
فوق شرايين يدي
انت قطاري الاخير
وانا محطتكِ الاخيرة

انني احبكِ
ولا اريد ان اربطكِ بالماء او بالريح
او بالتاريخ الميلادي او الهجري
ولا بحركات المد والجزر
او ساعات الخسوف والكسوف
لا يهمني ما تقوله المراصد
وخطوط فناجين القهوة
فعيناك وحدهما هما النبوءة
وهما المسؤولتان عن فرح هذا العالم

أحبكِ
واحب ان اربطكِ بزمني وبطقسي
واجعلكِ نجمة في مداري
اريد ان تأخذي شكل الكلمة
ومساحة الورقة
حتى اذا نشرتُ كتابا . . وقرأه الناس
عثروا عليكِ كالوردة في داخله
اريد ان تأخذي شكل فمي
حتى اذا تكلمتُ
وجدك الناس تستحمين في صوتي
اريدكِ ان تأخذي شكل يدي
حتى اذا وضعتها على الطاولة
وجدكِ الناسُ نائمة في جوفها
كفراشة في يد طفل
انني لا احترف طقوس التهنئة
إنني احترف العشق
واحترفكِ
يتجول هو فوق جلدي
وتتجولين انتِ تحت جلدي
واما انا
فاحمل الشوارع والارصفة المغسولة بالمطر
على ظهري . . وابحث عنكِ

* مقتبس من ديوان الشاعر م 2 ص 661






Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google