لماذا يستمر التوتر في المناطق المحررة ؟؟ - سالم سمسم مهدي
لماذا يستمر التوتر في المناطق المحررة ؟؟


بقلم: سالم سمسم مهدي - 22-02-2017
منذ ان هيأت الولايات المتحدة الامريكية المناخ المناسب للتنظيمات الارهابية بالظهور في العراق بأسماء وأساليب مختلفة والشعب يعاني شرورها وإجرامها الذي لم تسلم من اذاه وفجوره ارواح الناس وممتلكاتهم ...

وما ان ينجح العراقيون بكسر انف اي من هذه التنظيمات نفاجأ بظهور تنظيم اخر يحمل النوايا الشريرة ذاتها ان لم تكن اكثر قبحا وضراوة ...

تكرر المشهد لعقد من الزمن حتى كانت النكبة الكبرى في استيلاء داعش برئاسة شخص مغمور لا وزن له من خريجي السجون الامريكية في العراق لقب نفسه (ابو بكر البغدادي ) قام بعمل اكبر من وزنه وحجمه كثيرا واستولى على اراضي في بلاد الرافدين وسوريا ...

ليعلن عن تشكيل دولة يمارس من خلالها ابشع انواع العنف البربري في مواقع كثيرة كان اشدها ايلاما جريمة سبايكر المرعبة ...

ان هذا العمل الكبير يؤكد ويُثبت ان ما حصل ليس من نتاج البغدادي ومن معه من شراذم وحثالات تدفقوا علينا من دول شتى على شكل مرتزقة كانوا تائهين في دروب الرذيلة بل هو بالتأكيد تخطيط عالي من دوائر ذات كفاءة فائقة لديها القدرة على ادارة هذه التنظيمات المارقة وُفِرت لها مستلزمات هذه المعارك الصعبة ...

اما النفير الإعلامي الأسود الذي ساند داعش ورفع من مكانتها الوضيعة لإرعاب الناس فحدث ولا حرج وتشهد عليه برامج الفضائيات المأجورة ذاتها التي توفر الدعاية والتمويه ...

في العلم العسكري هناك دروس اسمها الغش والاختفاء والتمويه يضاف لها درس ما يسمى مصائد المغفلين تُعد هذه الدروس مكملة للعلوم العسكرية الاخرى وهو ما يمارسه معنا الذين صنعوا داعش وطالبان والقاعدة ومنظمة الشباب الصومالي وبوكو حرام وغيرها حيث تحتاج هذه التنظيمات الى موارد مادية هائلة كي تستمر ...

بالمقابل ينفق على ما اسميناه دروس الغش وغيرها من التسميات موارد تافهة قياسا باحتياجات التنظيمات الاجرامية القائم اساسا على ابتزاز الدول المسلوبة الارادة ذات المقدرة المادية علما ان التمويه يشمل عقد مؤتمرات وانتقادات علنية كاذبة للقتلة الارهابيين في وقت تجري تغذيتهم بأقوى الاسلحة والمعدات من وراء الحجاب من اجل استمرار بقائهم واستمرار تأخر الانسان العربي عن العالم ...

هذا يعني ان القتل سيستمر رغم ما يسميه البعض وجود خطوات استباقية ومشاريع تستنزف من الناس اموالهم مثل حزام بغداد وصقر بغداد وغيرها وكلها لم توفر للناس الحماية من الموت الارهابي ولم تقدم ادنى متطلبات الامان والأكثر من ذلك مثارا للانتباه ما يجري من اعمال ارهابية قد تكون نوعية في مدن مثل كركوك والطارمية وسامراء ناهيك عن التفجيرات التي وقعت في المدن المحررة حديثا مثل الفلوجة والرمادي والساحل الايسر وهو ما يؤشر استمرار التوتر الامني في هذه المناطق فضلا عن مناطق اخرى ويدل على وجود فجوة بين سكانها والحكومات المحلية والمركزية ولا يمكن للأمور ان تستتب من دون ردم هذه الفجوة وتبقى الاجراءات البعيدة عن الثقة المتبادلة بين المواطن والجهات الرسمية بلا فائدة مهما حفرت خنادق ونُشرت اسلاك شائكة لان العلوم العسكرية وصناعة المتفجرات تجاوزت هذه الطرق القديمة ولم تعد قادرة على الحد منها من دون تعاون الاهالي .

سالم سمسم مهدي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google