بقلم: ثائر الربيعي -
22-02-2017 أبنتي فاطمة تطالبني دائماً بزيادة مصروفه اليومي ,لكنها متأرجحة في قرارها ورؤاها ما بين أمها وبيني ,أما رانية فقد حسمت موقفها معي واختصرت المسافة والطريق بدلاً من وجع الرأس ,عرفت من أين تأكل لحمة الكتف كما يقولون فكان العطاء لها بدون تردد وطلباتها مجابة ولا يوجد خطٌ أحمر وفيتو لما تريده,كما وأني أغض النظر حتى عن أخطائها ,وفضلاً عن هذا كله أخذها معي في سفرة سياحية صغيرة لحديقة الحيوانات وتلعب بملاعيب الأطفال وأشتري لها الحلوى فهي مدللة لأنها اختارت الأقوى من في البيت ,ومن له الغلبة ,ويصنع قرار الفصل في أغلب المواضيع ,قلت مراراً وتكراراً لفاطمة عزيزتي :لا يمكن أن يكون لك وجهة نظر في الليل وأخرى في الصباح ,رأي ٌمع أمك ومعي وأنت لست معها ومعي ,عليك أن تحددي موقفك ,المناورة في كل الأوقات لن تجدي نفعاً مع هذا العالم المليء بالتحديات والأزمات ,ثم أن الجانب المادي هو المحرك الرئيسي والوسيلة المهمة لتلبية كافة احتياجاتك ,أنظري لأختك كيف سارت أمورها بسلاسة دون متاعب ,الا أنت تقولين لي شيء وتفعلين شيء آخر ,أعلمي جيداً أن والدتك أن أرادت أن تتخذ قراراً فستكون الموافقة صادرة مني أولاً وبتوقيعي الشخصي ,لكنها تخفيه عن الأنظار حفاظاً على ماء وجهها وتتحدث باعتبارها هي من أصدرت الأمر بالصرف, لم تقتنع بما طرحته عليها وأصرت على تذبذبها فكانت النتيجة هي من خسرت ,ظلت تعاني كثيراً وكنت أتحجج بإلقاء التهم عليها لتوبيخها ,وهي ترى شقيقتها تنعم بالرخاء والرفاه ,بعد التي واللتيا ,وافقت (فاطمة ) أن تكون ضمن معسكري وأن تكون مطيعة ممتثلة لأوامري ,لكني رفضت وبشدة على الرغم من قبولها بشروطي ,لأنني أردت ضمانات بأن لا تخرج عن خطي ومشورتي ,وفعلاً تدخلت وساطة لإنهاء الأزمة فطلبت الحضور بمكان محايد يجمعنا,حيث ذهبت فاطمة لأمي وتوسمت بها الخير للمساعدة ,فأرشدتها لشخصين من ثقاة القوم وعلييهم تمثلت بالسيدين (محمد ,و,أسعد )وهما محل احترام وتقدير عالي لدي لتوقيع وثيقة التزام بيننا,جاء فيها : بأن لا تتصرف (فاطمة) بأي موضوع الا بعد الرجوع لي في كل صغيرة وكبيرة ,وأن تنهي حالة التمرد التي سلكتها على أوامري بالانصياع التام لقراراتي ,وأن تكون لي العين في البيت بغيابي لنقل كافة التحركات الواردة وأخباري بها ,وأن تعادي من أعاديه وتسالم ومن أسالمه ,مقابل أطلاق العنان في الصرف المالي لها وزيادة مصروفها ,والدفاع عنها مهما تفاقمت الأخطاء التي تصدر منها ,وتهيئة غرفة صغيرة خاصة بها وتلبية كافة الاحتياجات التي تريدها مني دون المساءلة ,أن ألتزمت بما طرح عادة المياه لمجاريها ,وأن رفضت ستفتح نيران ليس قدرٌ بدفعها .
الكاتب / ثائر الربيعي
