شهيد في الذاكرة العراقية - يوسف رشيد حسين الزهيري
شهيد في الذاكرة العراقية


بقلم: يوسف رشيد حسين الزهيري - 23-02-2017
قال تعالي (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ).. صدق الله العلي العظيم

فهنيئا لكم يا أشرف وأطهر وأكرم وأنبل بنـي البشر عند الله,,أنتم أيها الشهداء الأبطال في مرتبة العز والفخر والمجد كنتم ولا تزالون في نظرات أحداقنا وفي نبضات قلوبنا,وفلذة أكبادنا ومنارة عقولنا,وصناع مجدنا,ومستقبل أبنائنا وا,وأمل أوطاننا وسعادة حياتنا , والتي بذلت ارواحكم الطاهرة في الدفاع عن الاوطان والمقدسات .فكم هو شرف كبير وقدرٌ عظيم أن نقف وننحنـي إجلالاً وإكباراً أمام عظمتكم أيها الشهداء,وأنتم ترتقون كالشهب إلى فسحة السماء الى عليين

الشهيد الملازم اول بكر عباس السامرائي مواليد 1987 بغداد العامرية خريج كلية الشرطة لعام 2012 دورة 60 والذي رثاه معلم دورته النقيب سيف خالد عبد ضابط ميدان الصاعقة في كلية الشرطة بمزيجا من الكلمات والدموع وهو يتحدث عن انضباطه وخلقه وصفاته النبيلة ابان فترة تدريبه واعداده كضابطا للشرطة حيث كان الشهيد مثالا للغيرة والاندفاع الوطني وكان يرفض حتى التوصية عليه عند ضباط التدريب ويأبى الا ان يتعاقب مع افراد مجموعته في اجراءات الضبط العسكري علما ان الشهيد كان من الملتزمين والمنضبطين بالقواعد والقوانين ولم يعاقب طيلة فترة ثلاثة السنوات التي قضاها طالبا في كلية الشرطة .وتخرج برتبة ملازم في شرطة الحدود .واشار معلم تدريب الصاعقة ان الشهيد كان قد التقاه لاكثر من مرة بعد تخرجه وكان يساله عن خطورة الوضع في الانبار وان يكون على حذر في تلك المناطق الخطرة .فيجيب عليه الشهيد بنظرة ابتسامة متمنيا الشهادة . بما كان يتحلى من شجاعة واقدام وبسالة واختتم معلم الكلية حديثه بالدعاء له بالرحمة والمغفرة مضيفا ان واجبنا يتحتم علينا ان نكون مشاريع استشهاد فداء للوطن ونحن جميعا على طريق الشهيد بكر ماضون حتى تحقيق النصر المؤزر

ويذكر ان الشهيد بكر تم اختطافه مع اثنين من رفاقه على طريق النخيب في الانبار من قبل المجاميع الارهابية وبثت بعدها داعش اصداراً فيديوياً لعملية اعدام الشهيد الملازم اول بكر. بنفس الطريقة الاعلامية التي تحاول دائما الترويج لها لدوافع طائفية او لزرع الخوف والرعب لدى قلوب الناس من قوة التنظيم الجبان وبطشه واستهانته بدماء الناس وتعذيبهم بالطرق و الأساليب الهمجية . ولا نستغرب ايضا موقف الشهيد في تلك النظرة القوية وهو يكابر في موته بكل عزة وشموخ ووقار ذلك الاسد امام اعداء الله و الوطن وهو ينظر امام عينه مصيره الاخير ليقهر بتاك النظرات الشجاعة عدوه بكل قوة واقتدار

بتلك النظرة الشجاعة خلال دقائق بنى هذا الشهيد الشاب تأريخاً مشرفاً للأجيال المتعاقبه. و ترك بصمة مُشرفه امام العالم اجمع و هو يعلم بأن هذه البصمة هي من ستكون سبب احترام العالم لشجاعة العراقي الباسل الغيور الذي لم يطأطئ رأسه كما فعل الكثيرون....

ويوثق التسجيل إعدام الضابط ذبحا، في حين أعدم رفيقه الأول رميا بالرصاص داخل حفرة يعتقد أنه أجبر على حفرها كعادة التنظيم في إصدارات سابقة. فيما لم يعرف مصير الثالث، حيث لم تظهر صور إعدامه.

وكانت عائلة الضابط بكر عباس ياسين السامرائي، أعلنت اختطافه في الأنبار، ليبقى أمر السامرائي ورفاقه مجهولا، حتى أعلن إعدامه من قبل "داعش".

وتظهر في التسجيل الذي بثه داعش مجددا همجية التنظيم، وتعمده للعب على وتر الطائفية في العراق، حيث يظهر أن اسم الضابط في الشريط الدعائي هو عباس ياسين دون ذكر اللقب، لغرض طائفي واضح، وهو أنه من المكون الشيعي وليس السني لزرع بذور التفرقة والطائفية بين العراقيين.

ودفع ذلك العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن ضرورة نبذ الطائفية والعنصرية التي يحاول زرعها الإرهابيون، وفق رأيهم، متناقلين صورة السامرائي كرمز من رموز "عراق موحد" ومهدد من قبل عدو واحد.ويجب على الجميع دحره ودحر مخططاته الطائفية في العراق
الكاتب يوسف رشيد حسين الزهيري



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google