مَقْبَرَةُ الْخِلَافَةِ! - نــزار حيدر
مَقْبَرَةُ الْخِلَافَةِ!


بقلم: نــزار حيدر - 24-02-2017
لِفَضَائِيَّةِ [الكَوثر] عِبر خدمة [سكايْب]؛
مَقْبَرَةُ الْخِلَافَةِ!
نـــــــــزار حيدر
*لقد تحوَّلت المَوصل الحدباء الى مقبرةٍ للخلافةِ وليس كما أَرادها الارهابيّون عاصمةً لخلافتهِم! ولو كان خليفتهُم يمتلكُ ذرَّةً من الاِيمانِ بها لقاتلَ على أَسوارِها حتّى الانتحار! ولم يتخفَّ بزيِّ النِّساءِ مرّةً، كما نقلت مصادر إِستخباراتيَّة عليمة، وفِي الأَنفاق المظلمةِ أُخرى أَو قد يهرَب منها نهائِيّاً تاركاً جُندِ الخلافةِ المزعومةِ يُلاقوا حتفهُم على يد أَبطال ومغاوير قوّاتنا المسلَّحة الباسِلة والمُنتصرةِ باذن الله تعالى وبدعواتِ وتضرُّع العراقييّن!.
لو كانَ يُؤْمِنُ بالكلامِ المعسولِ الذي يغسل بهِ أَدمغة المضلَّلين لتمنّى الموت فوراً ليحضرَ مع رَسُولِ الله (ص) في الجنَّةِ مائدةَ غداءٍ أَو عشاءٍ بحضورِ الحورِ العين كما يدَّعي!.
*ستشبهُ المَوصل الحدباء بعد التّحرير الكامل والذي باتَ وشيكاً جدّاً كلمحٍ بالبصرِ أَو هو أَقربُ، كمريضٍ خرجَ للتوِّ من صالةِ العمليّاتِ الكُبرى، ولذلك ينبغي التّعامل معها بأَقصى درجات الحذر والدقَّة، آخذين بنظرِ الاعتبار كلَّ التّعقيدات التي تمرُّ بها الآن جرّاء الجرائِم المادّيّة والمعنويّة التي ارتكبها الارهابيّون على مدى السّنين الثّلاث الماضية!.
*وبرأيي فانّ المَوصل ما بعد التّحرير حصراً بحاجةٍ الى مصالحةٍ مجتمعيَّةٍ بكلِّ معنى الكلمة، فلقد نجحَ الارهابيّون في تجييش شريحةٍ على أُخرى، وللأَسف الشّديد فلقد ساعدهُم على ذلك الانقسامات السّياسيَّة الموجودة أصلاً بالمجتمع المَوصلي! فضلاً عن الدَّور السيِّء الذي لعبتهُ سياسات رئيس الحكومة السّابق الى جانبِ السّياسات الطّائفيَّة والعنصريَّة التي مارسها عددٌ من السياسيّين المَوصليين وعلى رأسهم محافظ المَوصل السّابق!.
*لذلك فانا أَعتقد أَنّ من الضّروري جدّاً بمكانٍ تهيئة كلّ شروط نجاح مثل هذه المصالحة المجتمعيّة، ومنها؛
١/ فتح ملفّ المَوصل بكلِّ تفاصيلهِ ليتسنّى للمَوصليّين على وجهِ الخُصوصِ معرفة هويّة من باعهم وباع محافظتهم وأَعراضهم وشرفهُم للارهابيّين! فلو بقيت الأُمور طيِّ الكُتمان لظلَّ الشكّ هو سيّد الموقف، وبالتّالي فستفشل أَيّة مُحاولة مُصالحة مجتمعيَّة! لانَّ مثل هذه الحالات تقومُ بالأَساسِ على الثِّقة بين الجميع.
إِنّ سياسة تبويس اللِّحى وتصفير المسؤوليَّة لتحفظ النّار تحت الرّماد، وهي لا تحلّ الأزمة المجتمعيّة وانّما ترحِّلها الى أَجلٍ آخر قد يكونَ قريباً لو تعلمون! والى متى؟!.
٢/ منع وفضح أَيَّ تدخُّلٍ خارجيٍّ إقليميٍّ على وجهِ التَّحديد عند التَّفكير والتَّخطيط لمثلِ هذه المصالحة، فكلّنا نعرف بأَنَّ دُول الجِوار لم تكن في أَيِّ يومٍ من الأَيام عامل مُساعد على التَّهدئة أَو لحلِّ المشاكل وبأَيِّ شَكلٍ من الأَشكال كذلك! ولذلك فانَّ فسح المجال الآن للقِوى الاقليميَّة للتَّدخُّل بمثلِ هذا المشروعِ المجتمعي سيزيدُ من الاصطفافات الدِّينيَّة والاثنيَّة والمذهبيَّة!.
٣/ أَن يتمّ منع كلّ الشخصيّات التي كان لها دورٌ في المَوصل قبل استباحتِها من قِبل الارهابيِّين! فانَّ أسماءهُم تُثيرُ المشاكل ولا تُساعد على التوصُّل لأَيَّة توافُقات مجتمعيَّة!.
إِنَّها أَسماءٌ مأزومةٌ ومسكونةٌ بالمشاكلِ، لا ينبغي أَبداً أَن يكون لها أَيَّ دورٍ في المصالحةِ المجتمعيَّةِ المُرتقبةِ!.
٤/ جعِل المَوصل مدينةً منزوعةِ السِّلاح، يحميها سلاحُ السُّلطةِ المركزيّةِ حصراً لحينِ تطبيعِ الاوضاعِ فيها ومعافاتِها!.
٥/ أَن ينبع مشروع المصالحة من المَوصلييّن واليهم ومن الخطأ الكبير الاستعانةِ بأَيَّةِ جهةٍ أَجنبيَّةٍ، حتّى اذا كانت الأُمم المتَّحدة، لأَنّها بالتّالي تتشكَّل من قِوىً دوليَّةٍ وإِقليميَّةٍ يسيلُ لُعابها للرَّشوة [البترودولار]!.
وأَنا هُنا بالمناسبة أَختلف جذريّاً مع أَيِّ مشروعٍ وطنيٍّ يدسُّ فيه صاحبهُ أَنفَ هذهِ المؤسَّسة الدَّولية أَو تِلكَ الدَّولة الاقليميَّة، منها مشروع [التَّسوية التّاريخيَّة] الذي يتبنّاهُ [التَّحالف الوطني] أَو بعض أَطرافه، حسب إِختلاف الرِّوايات! ومنها مشروع التَّسوية التي أطلقها زعيم التّيّار الصَّدري، وكذلك المشروع الذي أَطلقهُ [مؤتمر جنيف] لسُنَّة الْعِراقِ، او لبعضِهم!.
لقد علَّمتنا التّجربة بأَنّ المشاريع الوطنيَّة لا تنجح إِذا تدخَّلت فيها يد الأَجانب وبأيِّ شَكلٍ من الأَشكال! فساحتُنا معقَّدة بما يكفي فلا حاجةً لمزيدٍ من التَّعقيدات وأَدواتها وعواملها!.
ولذلك فموقفي المبدأي هو رفضُ اللُّجوء الى خارجِ الحدود لطلبِ المساعدةِ في إنجازِ أَيِّ مشروعٍ وطنيٍّ!.
إِنّ في الْعِراقِ دستورٌ وقانونٌ ومؤسّساتٌ كاملةٌ للدّولةِ فما معنى الاستعانةِ يوميّاً بالأَجنبي لانجازِ مشاريعِنا الوطنيَّة؟! أَلا يعني ذلك تجاوزٌ على كلِّ ذلك؟! الا يعني عدم ثقتنا بقدراتِنا الوطنيَّة في حلِّ مشاكلِنا؟!.
يُخطئ من يُقارن الْعِراقِ بدُولٍ أُخرى تطلب المساعدة اليوم من الأَجنبي لحلِّ مشاكلِها الوطنيَّة! فتلكَ النّماذج لا تمتلك أَيَّ شيءٍ ممّا يمتلكهُ الْعِراقِ على صعيد النِّظام السِّياسي! إِنّ وضعها يشبه حال الْعِراقِ بُعَيدَ التّغيير عام ٢٠٠٣ عندما سَقَطَ نِظامُ الطّاغية الذّليل صدّام حسين وليس اليوم وبعد (١٤) عامٍ من التّغيير!.
٢٣ شباط ٢٠١٧
لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google