في العراق جيش مغوار يحتاج لساسة ذوي شرف وأفكار - سالم سمسم مهدي
في العراق جيش مغوار يحتاج لساسة ذوي شرف وأفكار


بقلم: سالم سمسم مهدي - 24-02-2017
بطولة الجيش العراقي وبسالته ليست بالشيء الجديد وان شجاعته الفائقة كانت ومازالت وستبقى حديث المنصفين على امتداد تاريخه الناصع المشرف ...

قليلون هم الذين تحدثوا عن دور الضباط العراقيين في سوريا الذين كانوا بمعية الملك فيصل الاول وعن دورهم في اشعال فتيل ثورة العشرين حيث اقدم هؤلاء الضباط بداية عام 1920 على ارسال رسائل مع الثقاة من سعاة البدو الى علماء منطقة الفرات الاوسط وشيوخ عشائره يخبرونهم انهم بايعوا الملك عبد الله ملكا على العراق ...

وحثوا في رسائلهم الجميع على الثورة ضد الانكليز كما ارسلوا اليهم العلم ذي الالوان الاربعة الذي رفعه ثوار العشائر وأصبح شعار العراق المستقل ...

في 25 حزيران رفعت عشيرة الظوالم في الرميثة رايات الثورة ( العلم العراقي الحالي وإن أُدخلت عليه بعض التغييرات الطفيفة لأكثر من مرة ) وبعد اعتقال الشيخ شعلان ابو الجون اندلعت الثورة بشكل واسع ...

استمر الجيش يسجل الصفحات المشرقة الواحدة تلو اخرى في حروب مقدسة في فلسطين وسوريا والأردن ومصر وكان للمرحوم عبد الكريم قاسم وقفة مشرفة في فك الحصار الذي فرضه الجيش الاسرائيلي على قطعات مصرية كانت في موقف صعب جداً استطاع انقاذها بحركة عسكرية سريعة على مسؤوليته لما فيها من مخاطر ...

بعد حل الجيش عام 2003 اخذت القوات الامريكية تتحكم بالوضع الامني وبدأت بتشكيل وحدات عسكرية جديدة حسب استراتيجيتها لم تسلم من اصابتها بجرثومة الفساد التي تفشت في مفاصل الحياة الاخرى وشمل كل دوائر الدولة ...

ان انتقال عدوى الفساد إلى القيادات العسكرية العليا وعلى خطى الاحزاب السياسية التي ادت تصرفاتها الى شرذمة المجتمع ووقوع البلد فريسة لنشاط المخابرات الاقليمية والدولية ومن ثم سيطرة داعش على مساحات كانت ومن معها يحلمون بها وهذا ما سهله لهم الفساد الذي ضرب قيادات الجيش العليا الذي تفشى لعدم وجود قيادة كفوؤة تستطيع تشخيص الاخطاء وتحاسب المقصرين على ضوئها ..

لقد كان من اسباب ثورة العشرين وحسب تشخيص المصادر البريطانية هو الفساد ورعونة وجهل بعض الحكام الانكليز ومعاونيهم الذي ادى الى استفزاز الناس ومن ثم تمردهم على الوضع السيئ السائد آنذاك ...

الشيء نفسه يتكرر اليوم في العراق ولذات الاخطاء مصحوبا بتساقط مئات الالاف من الضحايا وتدمير عشرات الالاف المساكن مع اندثار مريع في البنية التحتية مما اثار موجة غضب عارمة مهيأة للانفجار في اي لحظة ...

من المعروف ان هناك اولويات وقتال داعش هو المهم حاليا ولكن تصحيح اداء الطبقة السياسية أكثر إلحاحا وعليهم اولا ان يصلحوا انفسهم قبل ان يطلبوا من الشعب الانتظار مع هذا الاداء الفاشل لسنين غير معلومة وهو ما يضع البلد على كف عفريت وينذر بالخطر ...

ان جيش وشعب العراق اللذان اثبتا امام العالم قدرتهما الفائقة بالتصدي للصعاب يستحقون قيادات عفيفة شريفة نيرة الافكار وعندها سينتقل الوطن حتما مما هو فيه الى عالم الابداع والإشراق ليعود كما كان يقال بلد الحضارات .

سالم سمسم مهدي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google