ضفاف الأعزل ... - شعر : كريم سيد عبد
ضفاف الأعزل ...


بقلم: شعر : كريم سيد عبد - 24-02-2017
ضفاف الأعزل ...
بوابة عشتار تحترق
حين شم دخانها أسد بابل
فر الى الأهوار . . .
طاردته الدكتاتورية
لم تعثر عليه
جففت الأهوار ...
ومن يومها
المجرى شرب المصب
والجنائن معلقة من أرجلهاار الرصيف


تاركة في العراء
: الإسود ، النمور ، الفيلة ، الثعابين ، القردة ، ...
بعيدا سوف تمضي الغابة
مع أشجارها
في نزهة للصيد
في الصحراء
بحثا عن نجمة نائهة . .
... ... ...
لا أحد سواي
تأخذني معها
وتعود


أقيم مملكتي
بين رعاة
ورعية من ريش منتوف ...
أداعب الملكة
: ميع ... ميع
ندغدغ بلابل الرغبة
وندحرج ، الى المرمى ، كرة من صوف
ميع ... ميع
نبني قصرنا الشامخ بأشجار من ذهب
الحراس من فضة
والأبواب من حروف
ميع ... ميع
ثم نسمي قصرنا هذه القصيدة
ونسمي كاتبها : هذا الخروف


أرصف دوي الرعد
في صناديق
ثم أغلقها بإحكام
كي تأخذها الشاحنات
الى غابات مهجورة
وجداول غادر ماءها في قطار . . .
يسقط البرج
على تلك الصناديق
ويتدفق , الى أعلى , الغيم


أخرج الصباح الثلجي
من جيب معطفه
أجلسه أمام مدفأة
ومضى الى دوامه الرسمي ...
حين عاد
وجد الصباح الذكر والمساء الأنثى
عراة فوق سريره ..
وضع المدفأة في جيب معطفه
وخرج


نضع الماضي في آنية للتسخين
كي يتقطر المستقبل ..
نحفظه في أوعية زجاجية
تحت الارض
نستخرجه فيما بعد
نتناوله في كؤوس الحاضر . . .
لنقرع الكؤوس
نخب هذا الزمن البائد . .
_ في صحتك أيتها اللاساعة
يا شراع أمل مثقوب
في بحر اللاسنين


وأنا أتجول على حافة مياه
داخل لوحة معلقة
داهمتني المطارق خارجة من لوحة للمصانع
إلا أن الأفق إنحاز لي ...
اللوحة تتجول ، الآن ، على حافة مياهي
وأنا على حائط
ترسمني أنامل الأوقات


يحلو للبراري
أن تتسلى على أكتاف أيامي
تشرب الشاي معي في مقهى
أو تباغتني فوق رمل الساحل
تتعشى معي في قفص
في حديقة للحيوانات . .
أو تتسكع في زقاق منسي
في إحدى قصائدي . .
وكعادتها
تتسلق جذعي الى عثق من سرور
كي تقدم لي الثمر


ماض
نحو المراكب الثكلى
أحمل في السلال سمائي . . .
أنا الغريق
هدني البحث عن حبل نجاة
لموجة من ضوء
إبتلعها الحوت ..
زادي حصى الفجيعة
وطحالب القاع ردائي . .
. . . . . . . . .
أبصر ، من أسفل ، مايشبه ضفة تعوم
أهي سفينة جاءت لإنقاذي ؟ . . .
دنوت منها
رأيت الحوت


أمواج العمر دوي ودخان
النهر يستغيث
وأسماكه ، زوارقه ، بساتينه ،
ماءه الجاري ،
: الجسر
يرمى بالذائف
الجسر ...
لا أحد
يرفع النهر هامته
يحمل الجسر الجريح
ويمضي


في معبد
حيث جثث الضحايا
تقيم العزاء لنفسها ...
منتصف الليل
نهضت جثة
كتبت لافتة على الجدار الأمامي
( لا للحروب ... )
في مساء اليوم التالي
جئنا للعزاء
لم نر المعبد
لاجثث الضحايا
لااللافتة ...
رأينا طائرة تحوم
سنابل تهتز أردافها
على أنغام ساقية من خمر . .
عصافير من أضوية براقة
ولافتة ، من عسل ، على الجدار الأمامي
كتب عليها : ملهى النجوم


في محطة
بين " الدخول " و " حومل "
توقف القطار ، قليلا ،
نزلنا ، نحن الركاب ، كي نتمشى ...
نادى أمرئ القيس : قفا نبكي
وقفنا ... ... ...
القطار ، القطار
نحاول اللحاق به ...
لانسمع سوى صفيره


الجذور تعرف بعضها
أحيانا
تجلس في مقهى
تنظر ، من وراء زجاج ، الى أشجارها ،
الى فضاء السنبلة في تابوت ،
الى نث الثلج يأتي بالرسائل ،
الى الطيور تبحث ، بين أوراق الخريف ، عن أذرعها ،
الى القردة تتقافز ، كأحزاب صفراء ، بين الأغصان ،
الى الذئاب تطير ، تطير ، ...
الى الذئاب على وشك أن تهبط ، الآن ،
على وشك أن تهبط
على وشك أن . .
الجذور تغادر المقهى
، على عجل ،
أشجارها تركض ، خائفة ، بين الأزقة


تنظر الى بعضها
الأصابع المقطوعة فوق الارض
تنهض . . ( انليل هل ترانا ؟ )
دمها النازف
يرسم خارطة لبلاد تسير على حبل
مابين النهرين
دمها النازف
يعزف على قيثارة من طين
: أوروك
زهرة البداية ، بمسمار ، تزخرف حلمها
تحمل البحر في يد
وعلى متنها سفينة من نخيل ..
أوروك
رئة العشب
تغازل ، وراء المعبد ، نسيم الفكرة
وترفع راية من ثلج القناديل ..
أوروك
لكنا مازلنا في الحانة . ( أين كلكامش ؟ )
خمبابا يجر ضفائر الحديقة
الى نار وراء الجبال . . .
دخانها يرسم انكيدو
بين الغيمة
وعشبة المستحيل


يالذلك البرج الشاهق
قامته الشامخة ، أبدا ، تحت الشمس
في الريح
أو تحت المطر ...
ينحني ، عند منتصف الليل ، أحيانا
كي يستريح ، قليلا ، على سرير من ماء . .
لكنه يستيقظ قبيل بزوغ الفجر
يعيد ترتيب هيئته
ويعود ، ثانية ، الى مراقبتي


البساتين فوق الغيوم
تتدلى من نجمة
والينابيع تتأرجح في الهواء ...
أرى النجمة في بئر
صورتي على سطح ماءه
تتموج مثلما إنتظاري ..
أرى الجبل يسير ، بكامل قيافته ، أمامي
والسفينة تأخذ البحر
في رحلة
الى جزيرة العشب
تحت الشمس ..
وهناك تراني
أحاول أن أمسك حلم النجمة
يديها تلوح لي
يديها تلوح
يديها
أناديها : آت ، آت
يأتي صداي : آ آ آ آ آ ت ت ت
وأركض نحوها . . .
تفتح ذراعيها الريح
وتحتضن ، بلهفة ، حطامي


على غير عادتها
غادرت الصحراء مكانها
كي تشاركني الطاولة . .
كي تريني آثار عزلتها بعد الملاحم ،
آثار الخيول التي غادرتها ولم تعد ،
آثار صفنة الأيام تتدحرج فوق رمالها . . .
. . . . . . . . .
طردا للوحشة
تأخذني معها
ونمضي ، معا ، قافلة


حان دوري ، الآن ، أيها الجمل
كي أحملك عل ظهري
ونواصل المسير . . .
من بعيد
نرى بحيرة ماء تلصف
كلما نقترب منها
نراها تبتعد . .
نقترب . . . / تبتعد . . .
حين حل المساء
وجدنا الظلمة تنزف
فتكت بها الشمس وغابت . . .
حان دورنا ، الآن ، أيها الجمل
كي نحمل الصحراء ، معا ،
ونواصل المسير . . .
من بعيد
تنظر إلينا بحيرة ماء تلصف
كلما تقترب منا
ترانا نبتعد . .
تقترب . . . / نبتعد . . .
حين حل المساء
وجدتنا ننزف
فتكت بنا الظلمة وغابت . . .
من بعيد
أرى بحيرة ماء تلصف
كلما أقترب منها
أراها تقترب . .
أقترب . . . / تقترب . . .
إلتقينا
ضمآنا ألقيت نفسي بماءها
أعوم صوب الجرف . . .
هممت بالخروج
جرني تمساح


عشي الخريف
تتعرى أمامي الفصول
توميء لي أن افتح الباب . .
تريني مفاتنها
أمد يدي الى نهديها . .
امسك حلمة من سراب


ظلي اللائذ برماد
وريح عاصفة
حافي القدمين يمضي على جمر . .
كلما أنظر إلي
أجدني بلا نظر
تأخذني العاصفة عبر المحيطات
وأنا في مكاني


أبصرها
تسقط على صخرة الأيام
تلك الشمس
شظاياها في يدي . .
الفجر مضى على ظهر حصان
تعثر في درب التبانة
وهذا غباره


الأقفال والمفاتيح
تقطع يد الفضاء بفأس ،
عافية تأكل ذيلها ،
يقين ذاكرة ينغز جلده بإبرة ،
حرية تطارد ظلها الأعزل . .
لذا تغلف عواءها بالفسفور
، أثناء الليل ،
كي تدخل الممرات في مزمار
والحافلات في كهف
على منحدر


أحجار الرصيف
تعرف أقدام المارة
ذاكرتها تميز الظلال
: ظلال الأشجار ، ظلال الماضي ، ظلال الأحزان ،
ظلالي
وأنا أمضي ، وحيدا ، تحت المطر
أحمل رصيفي


( عقد قران . . . )
من قال
أن الكآبة لا تعرف الإصول ؟
تهاتفني قبل أن تأتي الى روحي
وحين تأتي
تنقر ، بهدوء ، الباب
تستأذن للدخول . . .
تجلس على كرسي من فخذ شجرة
ترحب بها طاولتي العامرة بقنينة من نبيذ التعب . .
تحدثني عن مشاغلها ، ( الملفات المتراكمة )
عن مدى إخلاصها لي ،
وقوفها الدائم معي . .
أحدثها عن آمالي التي ودعتها في ميناء للعطب
لقد غدرت بي المباهج
قرعت ، لغيري ، الطبول . .
طوبى لوفاءك أيتها الكآبة
always there for me
أعانقها
congratulations, congratulations, congratulations
the birds finally
begins to fly from my eyes
my hands is the wind
and my soul is the trees
( بشرى سارة
السبت القادم زفاف السيد كريم السيد عبد
على الآنسة كآبة
في فندق الأعراس الكائن على ساحل البحر
الدعوة عامة للجميع ) . . .
من بعيد
تنظر المباهج لي بذهول . .
تتعالى الزغاريد
للللللللللش . لللللللللش . لللللللللش
لللللللللش . لللللللللش
لللللللللش
( ما يقلقني ، حقا ، الآن
أن أرى المباهج في حفلة زفافي
حينها سوف يصل الى سابع جار هتافي
وأطلق كلاب الأحزان )
صور تذكارية ، هدايا ، بطاقات تهنئة ،
ماء ورد ، حلوى ، . . .
سلم المرتفعات ترتقيه السهول
سوف تحبل الكآبة مني
لللللللللش . للللللللش . للللللللللش
لللللللللش . للللللللش
للللللللللش
تتدحرج كرة آمالي فوق الفصول
عل جانبي الطريق رايات قوس قزح
النجوم من نوافذها
تنثر الورد على موكب سعادتي ..
تتطاير البالونات
خراف العيد ، روحي ، تتراكض فوق العشب
congratulations . congratulations . congratulation
سوف تنفتح ، على مصراعيها ، أبواب جناتي

للللللللش . للللللللش . للللللللش
وتدخل الخيول



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google