رسالة مفتوحة الى الامام فضيلة شيخ الأزهر للشريف...الى : سماحة شيخ الأزهر الشريف - من : مير عقراوي
رسالة مفتوحة الى الامام فضيلة شيخ الأزهر للشريف...الى : سماحة شيخ الأزهر الشريف


بقلم: من : مير عقراوي - 25-02-2017
/ فقيه كردي وباحث في الشؤون الاسلامية والكردستانية
الموضوع / كفر داعش
,, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
قرأت قريبا عنكم في مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية ، وفي الفترة القريبة الماضية أيضا عدم تكفيركم لداعش ، لأنه يتشهد بكلمة التوحيد ، وهو – أي داعش – مازال مقيما على الأركان الدينية الأساسية المعروفة دينيا وإيمانيا .. هذه ، وفق آستقرائي الزبدة وخلاصة الخلاصة لرأيكم في عدم الذهاب الى تكفير داعش .
كنت أظن في العام الماضي ، والذي قبله أيضا بأن توقفكم في عدم تكفير داعش يرجع الى الحكمة العظيمة التالية ، التي هي إسلامية بالأصل والأساس – كما تعلمون - ، وهي : إن الكافر في الاسلام لايُقتل بسبب كفره . لهذا لو تم تكفير داعش ، ومن ثم تمت مقاتلته بناءً لهذه العلَّة والسبب ، حينها قد يفهم البعض ويتوهم بأنه يجوز قتل الكافر بسبب كفره ، أو المشرك بسبب شركه .
الايمان ، هو – كما تعلمون سماحة الامام – جعله الله سبحانه وتعالى أمرا إختياريا للانسان ، فهو حر ومختار ، ودونما أيَّ ضغط وإكراه وقهر في قبوله ، وكما في عدم قبوله أيضا . هكذا قرر القرآن الكريم أمر الايمان والّلاإيمان في الكثير من آياته البينات الحكيمات المحكمات .
لكن إتضح لي وتبين جليا فيما بعد بأني كنت مخطئا فيما ذهبت اليه عن فضيلتكم ، وفيما ظننته من التحليل عنكم ، في موضوع عدم تكفير داعش ، ويا ليته كان ظني في محله ، ولم أصب بخيبة من إجتهاد فضيلتكم حول موضوع تكفير داعش ، مع إنكم أعلنتم عدوانية داعش وجوريته ، أما إن ذلك الإعلان هو ضئيل الجِرْم والحجم والرد بالنسبة لواقع داعش المولغ في الفسق والفجور والعدوان والطغيان والفساد في الأرض كلها .
شيخنا الفاضل : كما تعلمون جيدا وأنتم في مقام رفيع وخطير ، وهو إمامتكم للأزهر الشريف إن الايمان مقرون بشروطه ومستلزماته ، كما هو مقرون بالعمل الصالح والخيِّر . لهذا لاينفع عند الله عزوجل إيمانا مقرونا بسفك الدماء كالأنهار والعدوان والتجاوز لأعراض النساء البريئات ، مع السلب والنهب للأموال والثروات .
إن الآيات القرآنية الكريمة وصحيح الأحاديث النبوية الشريفة ، هي صريحة وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار في هذه الصدد ، منها : حكم الحِرابة ، وسفك الدماء والعدوان على كرامة الناس في الأعراض والأموال والأمن والأمان والإستقرار ، أو نشر الرعب والذعر والهلع والخوف بين الناس ، ، أو تفجير دور العبادة من الكنائس والمساجد ، أو تفجير أضرحة الأنبياء الكرام – عليهم الصلاة والسلام – والصحابة الأخيار – رضوان الله عليهم - .
إن هذه الجرائم العظمى والذنوب الكبرى والفظائع الخطيرة وأمثالها قد آرتكبها داعش جهارا نهارا ، وعلانية في العراق وسوريا ولبنان وكردستان ، كما في ليبيا وتونس والمغرب والجزائر والصومال ونيجيريا والباكستان وأفغانستان واليمن والسعودية ، مرورا ببلدكم مصر المحروسة ، مضافا الى البلدان الغربية .. ونحن حينما نقول داعش فإنه يدخل في حكمه طالبان بشقيه الأفغاني والباكستاني وبوكو حرام النيجيرية وأشباههم من الخوارج المارقين المرتدين الطغيانيين العدوانيين الوحوشيين والاجراميين في هذا العصر العصيب ، حيث هم كانوا مع نِحْلتهم التكفيرية المتطرفة المعروفة ، حيث هي مصدر إلهامهم وفكرهم الخبيث وتكفيرياتهم كانوا السبب الأساسي في تشوية صورة الاسلام والمسلمين في العالم كله وإدخالهم في مواقع ومواقف ، هي غاية في الاحراج والخطورة ! .
سعادة إمام الأزهر الشريف : كثيرا ما يكرر القرآن الكريم – والعلم عندكم بغزارته – في الكثير من مواقعه ويؤكد على أن الايمان ينبغي أن يُقترن بالعمل الصالح ، وبالفعل الصالح كما نقرأ قوله سبحانه : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات .. } البقرة / 277 ، و: { وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات .. } آل عمران / 58 ، و: { والذيم آمنوا وعملوا الصالحات .. } النساء / 57 ، و : { فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات .. } النساء / 173 ، و: { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهُمُ الأمن } الأنعام / 82 ، و : { الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب } الرعد / 29 .. هكذا نرى في جميع مساحات القرآن الكريمة إن الايمان ليس مجردا ، بل هو مقرون بالعمل الصالح ، وبالفعل الصالح ، ولا يزن عند الله تعالى جناح بعوضة الايمان المجرد والخالي من الأعمال الصالحة ، بخاصة اذا ما آقترن ذلك النمط من الايمان بالذنوب الكبرى ، وبالفظائع والشنائع والبشائع العظمى التي باتت تهدد العالم كله ، حيث تقشعِرُّ بذكرها الأبدان والقلوب والأفئدة ..
أما حديثيا فقد ورد في صحاح الأحاديث النبوية بأن الخوارج سوف يمرقون من الدين { مروق السم من الرمية } ، والمروق – كما يعلم أكثر منا سماحتكم - ، هو الخروج السريع من الدين ، من الايمان ، من الاسلام ، هنا نتساءل : ماذا يعني الخروج من الدين ، أليس هو الكفر بالدين ، وإن لم يكن كذلك فما هو إذن ، بخاصة إن التنزيل الحكيم والرسول الأكرم قد أوضحوا كل الوضوح والبيان الشافي حول الذين يحاربون الله ورسوله ويفسدون في الأرض وينشرون الخوف في البلدان والمجتمعات ويسفكون الدماء كالأنهار ويخطفون الآلاف من النساء الآمنات المحترمات البريئات والعدوان عليهن بأنهم قد كفروا كفرا بواحا بالتنزيل وبرسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام - ، ثم اذا لم يكن ذلكم الأعمال الشنيعة والأفعال الفظيعة كفرا ، فما هو الكفر ياشيخنا الجليل ...؟
والقضية ليست في كفرهم ومروقهم عن الاسلام وحسب ، بل القضية ، كل القضية هي إنهم أصبحوا لايعترفون بالحلال ولا بالحرام ، أصبحوا يهددون الاسلام والمسلمين والعالم كله بشكل عام كما ذكرنا ، لهذا فإن قتالهم ومكافحتهم ليست لكفرهم ، بل لأجل ما آقترفوه من الآثام الشنيعة والجرائم الكبرى والشنائع التي قل مثيلها في التاريخ كله ..
الأمر جد خطير ، بل هو أكثر مما يتصور يا فضيلة الامام ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google