بقلم: قاسم محمد الحساني -
25-02-2017 النقطة الرابعة برنامج امريكي خالص يهدف الى تقييم الوضع في الشرق الاوسط وايجاد حلول تحافظ على مصالح المعسكر الغربي في المنطقة وهي ايضا تضم دراسات موسعة تهتم بالجانب السياسي وتؤشر الدول الموالية للغرب وتحدد الشخصيات التي يمكن لها ان تستلم مركز القرار لتؤمن على العلاقات الطيبة معها وتعمل الى استحصال مواطيء قدم او تدخل عند حصول اي مشكلة او ازمة من شانها التاثير على الغرب ومصالحه ,وبقراءة سريعة نستعرض هنا مصدر النقطة الرابعة واهم رجالاتها من الرؤساء والمسؤولين في المنطقة .
تاسست المخابرات الامريكية cia عام 1947 واسسها الن دالاس في زمن ولاية الرئيس الامريكي دوايت ايزنهاور بعد الحرب العالمية الثانية وهي مؤسسة جاسوسية كبرى تهدف الى الاطلاع على اوضاع العالم وطرق تفكير دوله خاصة مع قدوم الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي السابق ولما كانت منطقة الشرق الاوسط تشكل موقعا جغرافيا هاما يربط خطوط المواصلات بين القارات الثلاث اسيا واوربا وافريقيا فلابد من السيطرة عليه بكل طريقة ممكنة فبعد عام 1953 ومجيء جمال عبد الناصر الى الحكم تحركت المخابرات الامريكية وكلها خشية من تنامي نفوذ عبد الناصر حليف الاتحاد السوفيتي والملاصق حدوديا لاسرائيل الدولة المدللة للغرب وعمدت الى انشاء مراكز مراقبة في المنطقة مدعومة بشخصيات محلية تساندها وتوفر لها المناخات الملائمة للعمل فبدات بتحويل المخابرات الايرانية في زمن شاه ايران محمد رضا بهلوي الى شرطي قوي في المنطقة ساعده في ذلك الضعف العام الذي تعانيه دول المنطقة انذاك ,واضاف الى ايران سياسيي تركيا التي خرجت مثقلة بجراح الحرب لحلفها مع المانيا واصدار العقوبات الدولية بحقها الامر الذي جعلها تئن وتلتمس اي شيء لشعبها ووجدت في هذه الفرصة طوق النجاة لها ,ايضا جندت السياسي السوري اديب الشيشكلي الذي لعب دورا كبيرا في السياسة السورية في حينها وهو من المؤيدين للوحدة السورية المصرية ليكون ممثلا للمخابرات الامريكي و يطلع مباشرة على طريقة تفكير عبد الناصر ومن معه ,ايضا انضم لهذه الجوقة رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد والذي كان تربطه علاقات وثيقة بالمملكة المتحدة وكان يمثل سياستها في المنطقة ,وبعد الفوضى السياسية وحصول انقلاب عام 1958 ومجيء الجيش للسلطة تم الاتصال بعبد السلام عارف ليكون عين امريكا والغرب في المنطقة وبالفعل وافق الرجل وبعد ان كشف امره القي القبض عليه في تشرين عام 1958 اي بعد ثلاثة شهور من الانقلاب ,عندها لجا الغرب الى الاتصال بشخصيات سياسية مصرية رفعة المستوى فاتصلت بمصطفى امين اليهودي الاصل وجعلته عميلا مباشرا لها اضافة الى عمالته لدولة اسرائيل اصلا ,ايضا كان من رجالات النقطة الرابعة وزير الدفاع المصري في عهد انور السادات المشير عبد الحليم ابو غزالة وفي لبنان كان بيار الجميل وكميل شمعون اهم الشخصيات التي خدمت المنظمة ومن بعدهم بشير الجميل الذي اغتيل في قصره بعد انتخابه رئيسا للبنان وفي الاردن كان الملك حسين افضل عملاء المنظمة وعمل جاهدا على تخليصها من المقاومة الفلسطينية وكانت حرب ايلول الاسود عام 1970 والتي بسببها خرجت الفصائل الفلسطينية من الاردن وتوجهت الى لبنان وسوريا والعراق ,وفي الوقت المتاخر بعد اغتيال الملك السعودي فيصل تم اتخاذ ملوك السعودية من خالد وفهد وعبد الله وحتى سلمان رجالا للمنظمة وقاموا بادوارهم ليس على المستوى العربي بل وتعدوا حدودها وخرجوا الى العالمية فاثروا على الاقتصاد العالمي باكمله واضيف لهم العميل الاكبر حسني مبارك الذي كان له الدور المباشر في عملية اغتيال الرئيس المصري انور السادات في حادثة تشرين عام 1981 المعروفة .
اذن هؤلاء ابرز رجالات النقطة الرابعة التجسسية في الشرق الاوسط والذين ساهموا بفعالية بتغيير المعالم السياسية في الشرق الاوسط والذين لهم الفضل في الحفاظ على مصالح الغرب في الشرق الاوسط ولنا تكملة للموضوع .
قاسم محمد الحساني
