تسوية سياسية وتعرية للمسوخ - محمد الجابري
تسوية سياسية وتعرية للمسوخ


بقلم: محمد الجابري - 26-02-2017
أصبح هم الوطن والمواطن يثقل كاهل السياسيين العراقيين كثيرا، فلا يتعدى يوم إلا ونرى مبادرة او مشروع، وبعناوين مختلفة، فمرة مشروع مصالحة وطنية، واخرى مبادرة إحتواء، وهلما جرى من هذه العناوين، التي لم تكن أكثر من خطابات فارغة، ومؤتمرات شكلية، لم يجن ثمارها العراقيون، لأكثر من عقد من السنين.

كثير مايدور الحديث، عن ضرورة طرح مشروع يحضى بتوافق وطني، يجمع شتات البلد، والمجتمع العراقي، في مابعد تحرير الموصل، وقد طرحت مشاريع كثيرة، ولكنها منيت بفشل ذريع، لأنها تفتقر لمراعاة الأسس التي تقوم عليها تلك المشاريع، وأهمها هو تعزيز المشتركات، ونقاط الإلتقاء، وتقديم تنازلات حقيقة، وليست إعلامية، من جميع الأطراف، لأجل تحقيق مصالح الشعب العراقي، الأمر الذي لم يتحقق.

تبنت رئاسة التحالف الوطني، مشروع التسوية الوطنية، مع الأخذ بنظر الإعتبار، جميع الملاحظات والمتبنيات، التي يتم تقديمها او الإعتراض عليها، من الكتل المنظوية تحت مظلة التحالف الوطني او غيرها، بجميع توجهاتها القومية، والمذهبية، وتعد خطوة في الإتجاه الصحيح، لأنها تسببت في كشف إنحطاط كثيرا ممن يتاجرون بدماء العراقيين.

أسوأ نموذج سياسي تشهده الساحة العراقية، هو الذي يتبنى قضايا الشعب، أمام الكاميرات، ولا هم له سوى الكوميشنات، والصفقات، وتقسيم الكعكة، من خلف الكواليس، وتعدى الأمر، الى ان يصوت بعضهم، على مشروع التسوية، داخل التحالف الوطني، ويظهر في الإعلام، ليهاجم ماصوت عليه، اي انه استخدم تلك الأساليب القديمة الجديدة، في النفاق، والتلون، والإستخفاف بدماء البسطاء من أبناء شعبه.


عندما تسير الإمور بهذا الشكل، على الشعب العراقي ان يستفيد مما تنتجه الإحداث، لأنها تسهم في كشف زيف هؤلاء السياسيين، وعليه كذلك ان يكون هو الذي يعاقب ويثيب، ولا يلعب دور المتفرج، فقد بلغ السيل الزبى، ولاينبغي ان تسلم الجرة في كل مرة للفاسدين، وهم يتلاعبون بمقدرات الناس، مما يوجب عدم إنتخابهم، وإعطاءهم مزيدا من الأصوات، في الإنتخابات المقبلة، ولابد ان ننتهز الفرص، فإنها تمر علينا مر السحاب.

في الختام، ما لايختلف عليه إثنان هو لابد للناس من إمام بر او فاجر، لذلك نقول، أما آن الأوآن للبررة والفاجرين من النخبة السياسية الحاكمة، ان يجربوا رص الصفوف، ووحدة الكلمة، عسى انهم بفعلهم هذا، يعتقون رقاب العراقيين، من المفخخات، التي تحصد ارواحهم، وتقطع رؤوسهم، وينهضون بالبلد، بعد الدمار الذي حل به، أم (على قلوب أقفالها).



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google