يدافع الفقراء من اكواخهم عن الحرامية في قصورهم - سالم سمسم مهدي
يدافع الفقراء من اكواخهم عن الحرامية في قصورهم


بقلم: سالم سمسم مهدي - 27-02-2017
اصبح لكلمة القصور في المفهوم المعرفي العالمي معاني محددة ويقصد بها تلك التي تحتاج الى ملايين الدولارات لإدامة جمالها ونظافتها وحراستها من المدججين بأصناف السلاح فضلاَ عن الخدم والحشم والنفقات الباذخه وبهرجة الضيافة ...

الامثلة على ذلك قصر فرساي في فرنسا وقلعة وندسور في لندن وقصور القياصرة في موسكو وما ترك الملك فاروق في مصر وقصر الدام في امستردام وهلم جرى ولكنها مع هذا تدر جميعها اموال طائلة على خزائن بلدانها ...

في العراق بالغ النظام السابق في تشييد عشرات القصور ومع انها اقل فخامة من التي ذكرنا ولكننا اذا ما امعنا التفكير وقارنا وضع ملايين العراقيين البائس في ظل الحروب والحصار الذي فرض على الشعب دون سواه وما ترتب عليه من فواجع لأدركنا حجم الحيف الذي اصاب الشعب ...

خاصة وان هذه القصور استهلاكية لا مردود مادي لها وهي بالعشرات منتشرة في اغلب مدن العراق ولكن مع هذا فأنها من الناحية المعمارية تحكي نوعا من انواع الفن والأبهة التي تصلح كمتاحف ومواقع سياحية تفيد الخزينة الخاوية ...

وفي كل الاحوال فهي رابضة على الارض العراقية وليس هناك خشية لتهريبها من الذين اغتصبوها حاليا حالها مثل مليارات الدولارات التي طارت في مهب الريح بعيدا خارج الحدود لتكون من نصيب الذين يمارسون اللهو الماجن ...

من المعروف ان الدفاع عن الوطن هو من مسؤولية ابناءه وهذا شيء لا يقبل التأويل إلا أن المنطق يقول ان من يحظى بامتيازات اكثر عليه العبء الأكبر في دفع ضريبة الدفاع عن الوطن ...

ما يحصل في العراق يتناقض تماما مع هذا المنطق ويعمل بالضد منه اذ يتحمل الاقل تمتعا بحقوق المواطنة هذه المسؤولية وتتراكم عليهم هموم الدنيا مع هم الدفاع المقدس عن الثرى الغالي ...

اذا ما اردنا ان نستعرض موقف اغلب قادة العالم وعوائلهم لوجدناهم في مقدمة الذين يدافعون عن الحدود اذا ما قرعت طبول القتال ولنا في ابن رفسنجاني الجريح وابن سيد حسن نصر الله الشهيد امثلة واضحة على ذلك ...

وعالميا لنا بملكة بريطانيا عبرة عندما استأذنت اباها وهي في سن الثامنة عشرة وعملت سائق وميكانيكي في الجيش البريطاني اثناء الحرب العالمية الثانية أما ابنائها وأحفادها فخدموا في حرب الفوكلاند وأفغانستان وعملوا في القوات البرية والجوية وامضوا سنيين يخدمون بالجيش عن طيب خاطر لدرجة ان احد احفادها صرح ان تلك الخدمة صقلت شخصيته وطالب بإعادة الخدمة الالزامية ...

ان التهرب من الخدمة العسكرية يعني انعدام الروح الوطنية التي لا تعطيها حقها الاكاذيب والتدليس والخداع ولكنها بالوقت نفسه ليست فرضا على الفقراء من دون غيرهم .

سالم سمسم مهدي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google