الموصل تحررت , فماذا نعمل بجنرالات الجيش؟ - محمد رضا عباس
الموصل تحررت , فماذا نعمل بجنرالات الجيش؟


بقلم: محمد رضا عباس - 27-02-2017
الموصل تحررت ولكن ليس بالكامل , فمازالت احياء في الجانب الأيمن منها بيد التنظيم المجرم , وما تحريرها الا مسألة وقت , حيث ان جميع المحللين العسكريين يعتبرون ان الموصل قد سقطت عسكريا من يوم دخلت القوات الأمنية الجانب الايسر منها. داعش انتهى عسكريا في العراق ونامل من أبناء المدن المحررة التعاون مع القوات الأمنية العراقية و الاخبار عن أعضاء التنظيم الاجرامي , حتى يبدأ اعمار مناطقهم المدمرة ويرجع ابناءهم الى أعمالهم وحياتهم الطبيعية.

معركة الموصل أعطت برهان ساطع على عودة الجيش العراقي الى عافيته و هيبته , وهذا لم يكن ليصير لولا الفتوى المباركة للأمام السيستاني والذي كانت الشرارة الأولى لانبثاق الحشد الشعبي الذي اعطى المجال لإعادة تجحفل وتدريب القوات العراقية بعد كبوتها وتعاون القوى الوطنية ودعمها لهذه المؤسسة المحترمة العريقة .

لقد افرزت معركة المواصل قادة عسكريين من الطراز الأول , اذهلت العالم بشجاعتها و تخطيطها و تضحياتها واصرارها على النصر . هذه المجموعة من العسكريين تمثل ثروة للوطن حالها حال النفط والغاز في باطن الأرض العراقية. فهؤلاء الابطال الميامين من يحمي الأرض والعرض و التقدم الاقتصادي و العملية السياسية , وما في جوف الأرض يمد العراق بأسباب التنمية البشرية والاقتصادية.

لا يجوز ان يعطل دور الجنرالات الذين ساهموا في تحرير الأرض العراقية من بطش داعش بإحالتهم على التقاعد او انزوائهم في معسكرات الجيش , لان من يثبت جدارته في إدارة معركة مثل معركة تكريت والفلوجة والرمادي والموصل , يسهل عليه إدارة أي دائرة مدنية مهما كانت من تعقيدات . بعض دوائر الدولة لم تواكب نجاحات جنرالات الجيش في المعارك. هناك دوائر أصبحت عالة على المواطن , على الاقتصاد الوطني , وعلى مستقبل البلاد , وتحتاج الى إدارة يقودها رجال مهيوبين على وزن قادتنا العسكريين الابطال .

تعيين جنرالات من الجيش في وظائف مدنية ليست بدعة ضالة , الله يحاسب عليها , وانما حالة تستخدمها كل أنواع النظم السياسية بما فيها الديمقراطيات العريقة , خاصة اذا كانت بعض المؤسسات تنحو نحو الفشل والتلكؤ . لا اعتقد ان أي من الأحزاب والكتل السياسية في العراق لا توافق الراي بان الزراعة قد وصلت الى مرحلة غير مقبولة وان القطاع الصناعي قد أصابه الشلل العام وليس النصفي. ولا اعتقد أحد سوف لا يشاركني الراي ان الكثير من المؤسسات الخدمية أصبحت لا تتناسب روح العصر بل تخلفت مسافة عشرة كيلو مترات من جيران العراق العرب وغير العرب.

هل يعقل ان يعطل دور " البرق والبريد " وهي احدى اهم دعائم الدولة وسيادتها على كامل الأرض العراقية؟ دوائر "البرق والبريد " تعتبر رمز الوحدة الوطنية وهيبة الدولة المركزية ووجودها على كل شبر من ارض البلد , ولكن هذه الدوائر أصبحت معطلة وسببت معاناة إضافية للمواطن , خسارة دخل سنوي للدولة , وضياع فرص للمواطنين . دائرة " البرق والبريد " توفر على الأقل خمسة عشر فرصة عمل ومن كافة الاختصاصات في أي مدينة حجم سكانها 100 الف مواطن , فتصور عدد فرص العمل التي توفرها دائرة " البرق والبريد " لمدينة مثل حجم "الصدر" , "الشعلة " , " الاعظمية" او "الكاظمية". ان إعادة الحياة الى هذه المؤسسة الحيوية والخطرة لا يتم عن طريق تعيين مدير عام بالواسطة او الترشيح الحزبي , إعادة الحياة الى هذه المؤسسة تحتاج الى صبر وقوة إرادة و تصميم ومعرفة التعامل مع الاخرين بجانب القوة على اخذ القرار , وهذا لا يتم الا بتعيين احد القادة العسكريين لهذا المنصب . الكمارك العراقية ,مازالت تعاني من الفساد والذي اصبحنا نسمع عنها كل يوم , هي الأخرى أصبحت تحتاج الى جنرال عسكري يعرف التعامل مع الوجه الاخر للإرهاب , الفساد المالي والإداري . دوائر مهمة أخرى تحتاج الى قيادات حكيمة بوزن حكمة جنرالات جيشنا المقدام . ان قيادة قادتنا العسكريين الشجعان لدوائر الدولة المتلكئة أصبحت حالة ضرورية لتقدم البلد و الانتهاء من حالة العجز التي تعاني منها . بالتأكيد ستخرج أصوات من هنا وهناك تندب الديمقراطية و عسكرة المجتمع , لا تسمعوا لهذه الأصوات , الديمقراطية والمدنية هما أيضا بحاجة الى انياب و مخالب حادة تقضي على الفساد مثل ما يقضي النسر على الطائر الوجعان .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google