45 تعليقات مسلم معتدل وحواراتي معه 2/5 - ضياء الشكرجي
45 تعليقات مسلم معتدل وحواراتي معه 2/5


بقلم: ضياء الشكرجي - 28-02-2017
[email protected]

www.nasmaa.org
هذه هي الحلقة الخامسة والأربعون من مختارات من مقالات كتبي في نقد الدين، حيث نكون مع مقالات الكتاب الثاني «لاهوت التنزيه العقيدة الثالثة»، وستكون خمس حلقات تتناول حوارات مع أحد المعلقين المدافعين عن الإسلام، وهو من مصر، وكان - مما يحسب له - مؤدبا جدا. أردت نشر تعليقاته والحوارات بيننا، كنموذج لطريقة تفكير واستدلال غالبا ما نجدها لدى الدينيين، مع العلم إن الرجل يمثل نموذجا للمنفتحين والمعتدلين، وفي ضوء ذلك نستطيع تصور كيف سيكون أسلوب المنغلقين والمتطرفين. سأشير إليه بالحرفين الأولين من اسمه (ش.ش).

تعليقات القراء على «التنزيهية» وشرحها وردوي

(ش.ش):

أستاذ ضياء ..تحياتي لشخصك الكريم .على الرغم من أن حضرتك لم تعلق على المقال الذى كتبته من أجلك، إلا أننى سأتواصل معك في مقالاتك بعد إذنك، لأبين لك قبل أن أبين للقراء، أنك حتى الآن لم تأتِ بجديد كما تتصور. كل ما قلته حتى الآن لم يخرج عن تعاليم الإسلام وعباءته قيد أنملة. ثم إن لي سؤالا بعد إذنك، حضرتك تقول «أي من أكثر الدينيين بشكل خاص، فرحمة الله تأبى أن يكلف الناس بأحكام مرهقة فوق الوسع والطاقة»، فما هو الذي في تعاليم الإسلام، سواء كانت حقائق، أو شعائر، أو تشريعات، أكثر من احتمال البشر وأكبر من طاقتهم؟؟
جوابي:

أعود للعزيز السيد (ش.ش)، مع الشكر والتحية والمودة. تقول إني «لم آت بجديد كما أتصور، فكل ما قلته حتى الآن لم يخرج عن تعاليم الإسلام وعباءته قيد أنملة». أقول أنت تكون محقا، إذا ما دللتني على النصوص الإسلامية الأصلية، وليست المُستنبَطة والمتأوَّلة، أي من الكتاب والسنة، التي تقول إن الله «متنزه عن جُلّ من نسب إليه كل دين»، أي بما في ذلك الإسلام، وإذا ما دللتني على النص الذي يؤدي معنى أن الله «لا يعذب لكفره أحدا من الكافرين»، وعلى النص الذي يؤدي معنى أن الله «إنما بإحسانه يثيب المحسنين، آمنوا به، أو لم يكونوا يؤمنون»، أي من الكافرين، أو على النص الذي يؤدي إلى معنى «إنما العقل رسوله، والضمير رقيبه»، أو على النص الذي يؤدي إلى معنى «وَمَنِ استَحَقَّ تَعويضاً عَمّا أَصابَهُ أَو عَمّا فاتَهُ [بمعنى سواء كان مؤمنا أو كافرا، مسلما أو مسيحيا، ملتزما بالعبادات أو غير ملتزم] فَلَن يَّجِدَ مِثلَهُ مِن مُّعَوِّضٍ؛ إِنَّهُ أَجزَلُ المُعَوِّضينَ». أما النصوص التي تؤدي إلى المعنى النقيض لكل مما ذكرت، فأرجو ألا تضطرني لسردها، فأفضل أن أرجئها إلى ما سيتناوله كتابي «الله من أسر الدين إلى فضاءات العقل». ثم إنك لو قرأت «رسالة من الله إلى الإنسان»، لرأيت الكثير مما يفترق فيه لاهوت التنزيه عن اللاهوت الديني، وبعض من مواطن الافتراق، وفقط بحدود ما ورد في (التنزيهية)، ستقرأه في الحلقة الرابعة، إن شاء الله، مع تحياتي.

الحلقة الثالثة:

(ش.ش):

أستاذ ضياء الشكرجي .. تحياتي أولا، والسلام عليكم. أستاذي الفاضل، أخي الكريم، حنانيك، رويدك، انتبه، احذر الشيطان، إنه يجرجرك إلى الكفر والإلحاد والتعالي على الله من حيث لا تدري ولا تشعر، داخلا من باب حبك لله ويقينك برحمته ورحمانيته، فيصور لك أنك أرحم منه، وإنك أبلغ منه، وإن كلامك أفضل من كلامه. أنت لا تنقد الدينيين الآن، ولا فهمهم الخاطئ للدين، أو حتى لآيات من القرآن، أو لأحاديث رسول الله، أنت الآن تنتقد ذات القرآن. هل تفهم وتعي معنى ما أقول؟؟؟؟!!! أنت تعترض وتنتقد وتتأله على الله ذاته، بتقوله بالبلدي كده، إنت غلطان يا رب، أنا كلامي أحسن من كلامك، قرآنك غلط، لا لا لا لا، هذا إذا كنت تعتمد القرآن، أما إذا كنت كفرت به، وبأنه ليس كلام الله، فهذا شأن آخر. هذا من حيث الشكل والمضمون لكلامك، أما موضوعيا، وشرحا لآيات الله، وشرحا لكلامك الذى تتصور أنه أدق وأحسن من كلام الله - أستغفر الله العظيم - فلي معك عودة، لأتباحث معك في هذا الأمر. استغفر الله يا أخي، استعذ بالله من الشيطان الرجيم، راجع نفسك وعقيدتك سريعا قبل فوات الأوان، وعد إليه طالبا الصفح والمغفرة، وأن يحفظك من تلاعب الشيطان بك، وأعود إليك لاحقا بإذن الله، وهداك الله.

جوابي:

أفهم جيدا أنها تمثل صدمة لا يتحملها أمثالك، مع احترامي ومحبتي لعقلائكم وإنسانييكم، حتى لو كرهني البعض أو الكثير منكم، متوهما أنه كره مقدس يتقرب به إلى الله. أنا والمعاذ بالله لا أتأله على الله، وشكرا لهذا المصطلح، لأنه يمكّنني من استعارته، وتنبيهكم أنكم من حيث لا تشعرون تجعلون الدين يتأله على الله، ولا أريد أن أقول أكثر من ذلك، مما لا تتحملون سماعه. أنا أنزه الله مما يخدش من جماله وجلاله وكماله وحكمته وعدله ورحمته، فيما يرد في النصوص الدينية، وأنت تعتبر كلامي كفرا وإلحادا، ولا تعتبر تأليه الدين شركا بالله، من حيث لا تشعرون، بجعل الدين أقدس من الله، وأنزه منه، فيكون الإيمان الديني المُألِّه للدين على الله إيمانا وتوحيدا، ويكون إيمان المنزهين كفرا وإلحادا. لن أرد عليك أكثر من هذا، وأسأل الله لك الهداية إلى ما هو أرضى له، وإلم يتحقق ذلك، فلا تبتئس، لأن الله - صدقني - لن يعاقبك على خطأ الفهم عندك له، لأنه ناتج عن قصور، وعن تقليد واتباع لما وجدته بين يديك، لا تملك حرية الانفكاك عنه، فأنت حتى هذه اللحظة مجبر غير مخير، ولذا فأنا لا أخاف عليك، رغم خطأ عقيدتك، من عذاب الله لك، بسبب خطئك، كما تخاف عليّ مشكورا ومأجورا من عذابه لي على خطئي، إذا تبين أني مخطئ، وهو احتمال وارد، وإن كنتَ كما يبدو غير مستعد أن تعتبر خطأ ما أنت عليه أيضا احتمالا ممكنا وورادا، ولو من قبيل الافتراض النظري.
ك من هاوية لا قرار لها توشك أن تقع فيها؟؟؟ أنت للأسف الشديد جدا جدا، مش عارف أتكلم، أستاذ ضياء، أعود إليك لاحقا، الكلام مش حينفع دلوقتى، أطلب منك طلبا رجاء، بالله عليك أن تنفذه، قم توضأ، وصلِّ ركعتين لله، وأدم الاستغفار، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. سأحاورك وأناقشك في صميم كلامك، بعيدا عن أي شيء، عن أي شيء في الوجود. سأحاورك في مضمون كلامك ومقارنته بآية «اهدنا الصراط المستقيم»، التي تعترض عليها، وتعتبر أن «اهدنا سراطا مستقيما» أفضل منها، هذا هو مجمل الاعتراض الآن، أنا لا أناقش عقيدتك ذاتها، أنا أناقش تصورك ذاته، في الآيات القرآنية ذاتها، هذا كما قلت إذا كنت لم تزل مؤمنا بأن القرآن كلام الله، أما إذا كنت تعتقد أنه ليس كلام الله، فهذا أسميه، أنت ... ما تسمي هذا، اسمه إيه ده؟؟

عذاب إيه وخوف إيه اللي حضرتك بتتكلم عليه أستاذ ضياء؟؟؟؟ ليس الأمر كذلك أبدا، العذاب الإنسان هو اللي بيروح إليه برجليه، عندما يستسلم لهواه ولأوهامه، ولا يتبع الطريق والرسول الذي دلنا الله عليه في القرآن: «قُل إِن كُنتُم تُحبّونَ اللهَ فَاتَّبعوني يُحبِبكُمُ اللهُ»، «لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كانَ يَرجُو اللهَ وَاليَومَ الآخِرَ». أستاذ ضياء، كن مباشرا، وشفافا وموضوعيا. سؤال لو سمحت وأجبني عليه بنعم أو لا، هل أنت مؤمن بأن القرآن كلام الله أم لا؟؟؟؟ وشكرا. من هنا نبدأ.

أما كلامك: «اِهدِنا إِلى سِراط مُستَقيم»، فتعالَ معي، أولا أنت نكرت الصراط، أي عدّدته، بمعنى إنك عدّدت الحق، أي إن هناك أكثر من حق، وليس أكثر من حقيقة ينفع كده؟؟!!

ثم قولك «إلى» أي معناها الإشارة إليه، وليس شرح تفصيلاته، وهذا نقص في الهداية والتوجيه، فربما بالطريق عقبات ومطبات، وحرف الجر «إلى» لا يفي، ولا يشير لهذه العقبات. أيهما أبلغ؟ الفرق بين كلامه سبحانه وكلامك، ولو أن لا مجال أصلا للمقارنة، «اهدنا الصراط المستقيم»، ما معنى الصراط المستقيم أولا، الصراط المستقيم هو أقصر الطرق بين نقطتين، وأوضحها وأنفعها، والمشمولة بالحق التام، والحق واحد لا يتجزأ، ولا يتعدد، الحق غير الحقيقة أستاذ ضياء التي يراها كل إنسان من وجهة نظره. أما إذا كان المخبر الله، فلا فرق هنا بين الحق والحقيقة، التي أخبرك بها الحق ذاته بلام التعريف، لأن في أي مجال أو عمل أو منحى من مناحي الحياة لا ينجح نجاحا حقيقيا دائما ومتواصلا إلا من لزم طريق الحق والصدق والعلم والعمل الجاد، إذن هو طريق واحد، ومنهاج عام في كل شؤون الحياة، كونه مفعولا به أدق، لأن الهداية هنا تكون مفصلة، وهادية إلى تفصيلات الطريق ذاته، وليس فقط الإشارة إليه، ثم يتركك لشأنك تعاني فيه. أي يهديك إلى الطريق بتفصيلات.

جوابي:

[...] أقول على وجه السرعة للسيد (ش.ش)، أنا لم أقل إنك تكرهني، قلت إن الكثيرين يكرهونني، فإنهم إذا كانوا مؤمنين بالدين حق الإيمان، فيجب عليهم بحكم ما يفرضه عليهم الدين أن يكرهوني، ولي أدلة كثيرة على ذلك، لأن المؤمن الحق بمعايير الدين، «يحب في الله، ويكره في الله»، و«في الله» هذه بفهم معايير الدين، وليس بما هو الله، تألقت آيات جماله. وأقول باختصار المشكلة إنك لا تميز بين الحقيقة المطلقة في عالم التجريد التي لا يعلمها إلا الله، وبين الحقيقة النسبية في عالم الإنسان، لكون حقائق ومعارف الإنسان لاسيما في القضايا الميتافيزيقية هي حقائق ومعارف نسبية، ولذا يصح على النسبي التعدد، ولا يصح اللاتعدد إلا على المطلق. فميّز أرجوك. [...] آملا أن أستطيع العودة لمواصلة الحوار، لكن أرجو عدم تكرار نفس المضامين. مع مودتي واحترامي لك رغم اختلافي وإياك.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google