أَلْمُجَامَلَاتُ...لِمَاذَا؟! [١٤] - نــزار حيدر
أَلْمُجَامَلَاتُ...لِمَاذَا؟! [١٤]


بقلم: نــزار حيدر - 02-03-2017
أَلْمُجَامَلَاتُ...لِمَاذَا؟!
[١٤]
نـــــــــزار حيدر
عُمرُها المُجاملاتِ الزّائدة عن الحدِّ في الشَّأن العام لم تحلَّ مشكلةً، قد ترحِّلها ولكنَّها لن تجد لها حلاً أَبداً!.
والتَّرحيلُ خطيرٌ جدّاً فقد يحوِّل المشكلة الى ما يشبه كُرة الثَّلج المتدحرجة من قمَّةِ جبلٍ أَو من علٍّ! تتَّسع وتكبر وتتضخَّم وتتغوَّل مع مرورِ الوقت!.
وبمراجعةٍ سريعةٍ لمشاكلِنا الحاليَّة فستتأَكَّد لنا هذه الحقيقة.
في هذا الاطار أَودُّ أَن أَسوقَ مثلاً واقعيّاً وحقيقيّاً مازال شاخصاً أَمامنا!.
هو نموذجٌ أَسوقهُ لتوضيحِ الفكرةِ فقط، من دونِ رأيٍ أَو موقفٍ!.
[الظّاهرة الصَّدريَّة]!.
هل تتذكَّرون هذا المُصطلح؟! ومَن مِن العراقييّن نسيَهُ؟! فمنذُ سقوط نِظامُ الطّاغية الذّليل صدّام حسين في التّاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ برزَ هذا المُصطلح الذي تداولهُ السِّياسيّون على أَلسنتهِم لحظةً بلحظةٍ! ليس الشّيعة منهم العائدونَ الى البلادِ بعد هجرةٍ قسريَّةٍ دامت (٢٣) عاماً جرّاء سياسات النِّظام الدّيكتاتوري التَّعسفيَّة والتَّدميريَّة الارهابيّة، فحسْب، وإِنَّما كذلك على لسانِ بقيَّة السياسيّين ومن مُختلفِ الاتّجاهات والتَّيّارات السّياسيّة والأيديولوجيّة! فلم ينتهِ إِجتماعٌ لهم في بغداد أَو في النَّجف الأَشرف أَو حتّى في أَربيل، فانَّ [الظّاهرة الصَّدريّة] هي محور الاجتماع وأَوّل ما يناقشُها المجتمعون وهي أَوَّل ما ينطقونَ بهِ في المؤتمر الصَّحفي الذي يعقدونهَ نهاية الاجتماع!.
وظلَّت هذه [الظّاهرة] الى الآن هي المرض المُزمن الذي يؤرِّقَهم كلَّهم وخاصّةً التّحالف الوطني! لماذا؟!.
حسب معلوماتي الدَّقيقة فانَّ السَّبب الحقيقي والرَّئيسي لاستمرارِ هذه الظّاهرة هو المُجاملات الزّائدة التي ظلَّ يتعامل بها قادة التّحالف تحديداً مع [الظّاهرة]! فلا هُم قرَّروا التَّعامل معها والسّعي لهضمِها واستيعابِها وصهرِها في صفوف التَّحالف! ولا هُم قادرونَ على رفضِها والإعلان عن أَنّها ليست جزءً من تحالفهِم! ليُريحوا ويستريحوا!.
الى الآن يكذِبونَ على الشّارع بالقولِ أَنّها جزءٌ من التّحالف، ليتبيَّن أَنّها ليست كذلك من خلالِ خطاباتِ زعيمها أَو مشاريعهِ!.
فيما مضى أَتذكَّر عندما كانت [الظّاهرة] تتجلّى عسكريّاً بحمل السِّلاح كنتُ أَقترحُ على بعضِ قادةِ التَّحالف في بغداد زيارة زعيم [الظّاهرة] في النَّجف الأَشرف للتَّفاوض معهُ ومحاورتهُ بما يَصُبُّ في المشروع السّياسي العامِّ!.
وقتها كنتُ أَسمعُ منهم جميعاً وبِلا استثناءٍ ردَّهم بالقولِ [نخافُ، لا أَحد يجرُؤ على زيارتهِ، لأَنَّ التَّفاوضُ معه لا يتعدّى المُجاملات]!.
وبعد مرورِ (١٤) عامٍ تقريباً فانّ نَفْسِ الجواب أَسمعهُ من أَكثر من طرفٍ! ومن الواضحِ فانَّ الخوفَ نتيجتهُ المجاملة وعدم الحديث الصَّريح!.
لقد حاولَ زعيمُ التَّحالف الوطني جاهِداً [مُنفرِداً طبعاً] إقناعَ الرّأي العام العراقي بأَنَّ [التَّسوية التّاريخيّة] هي مشروع التَّحالف الوطني! حتّى إِذا أعلن زعيمُ [الظّاهرة] عن تسويتهِ الخاصَّة تبيَّن أَنَّ التَّحالفَ تحالُفَين وأَنَّ التَّسوية تسويَتَين! بغضِّ النَّظر عن صحَّةِ أَو خطأ أَيٍّ منهُما، فأَنا الآن لستُ في معرضِ تقييم التَّسويات وإِنَّما أَبحثُ في موضوعٍ آخر يقولون َ أَنَّهُ سيظلّ يؤرِّقهم طبعاً مازالت المُجاملات هي الحاكمة هي علاقات الشّأن العام!.
وبرأيي فانَّ [الظّاهرة الصَّدريَّة] هي إِحدى أَبرز نتاجات المُجاملات الشّيعيَّة الشّيعيَّة وعلى مُختلفِ المستويات!.
فعندما يريدُ التَّحالف في كلِّ مرّةٍ تشكيل حكومتهِ تراهُم يتودَّدون لزعيمِها حدّ تقبيل [مِداسِهِ] وعندما ينتهون من ذلك يتجاهلونهُ حدَّ الالغاءِ!.
إِستمرَّت هذه الحال (١٤) سنة لحدِّ االآن! وستستمر لازالت المُجاملات هي الحاكِمة!.
ولا أَكشِفُ سِرّاً فانَّ كلَّ أطراف التّحالف بلا إِستثناء مُستأنسون على هذه الحالةِ بعد أَن تحوَّلت الى أَداةٍ من أَدوات الضَّغط والابتزاز المتبادَل فيما بينهُم! فكم مرّةً وظَّفَ رئيس الحكومة السّابق الظّاهرة للضَّغطِ على خصومهِ؟! وكم مرّةً حاول تصفيتَها بالسِّلاح؟! وهكذا ولا أُريدُ أَن أَسترسلَ بالتّفاصيلِ التي يعرفها القاصي والدّاني!.
والمُضحكُ في الأَمرِ أَنّ زُعماء التَّحالف أَو ذيولهُم وأَبواقهُم وبعد (١٤) عامٍ من المُجاملات مع [الظّاهرة] يطلبونَ مني [أَنا المواطن البسيط] أَن أَتَّخذَ موقفاً [حازماً] بعيداً عن المُجاملاتِ!.
*يتبع
١ آذار ٢٠١٧
لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google