ولكن ماذا عن أسباب توالد " المنصات " - صلاح بدرالدين
ولكن ماذا عن أسباب توالد " المنصات "


بقلم: صلاح بدرالدين - 03-03-2017
منذ التحضيرات الأولية لمفاوضات جنيف 4 وحتى الآن طغت ظاهرة " المنصات " على ماعداها من الأحداث والتطورات في القضية السورية في لقاءات المندوب الدولي من الوفود وخاصة وفد – الهيئة العليا – وفي تصريحات المسؤولين الروس مما خلقت انطباعا عاما عن مدى هشاشة صفوف المعارضة وعدم قدرتها على تشكيل وفد موحد في مواجهة وفد النظام الى جانب اصرار الراعي الروسي على اشراك ممثلي – منصتي موسكو والقاهرة – وتناغم السيد – ديمستورا – معه في تصريحاته على مدى أيام الجولة الحالية .
كان الانطباع السائد في الجولات السابقة أن من يمثلون منصات ( موسكو والقاهرة وأستانا ) أقرب الى مواقف النظام وروسيا بحيث لم يشاركوا في العمل ضد النظام ولم يرفعوا يوما شعار اسقاطه وكانوا على الدوام بالضد من الثورة السورية وأهدافها ولم يتعدى سقف مطالباتهم المصالحة مع النظام واجراء بعض الاصلاحات دون المساس بجوهر النظام ومؤسساته مع المبالغة في اتهام الثوار وكل أصدقاء الشعب السوري .
ولكن منذ اتفاقية فيننا ومفردات اجتماعات جنيف 3 وتحديدا منذ تشكيل – الهيئة العليا التفاوضية – في مؤتمر الرياض وماتمخض عنه من رؤا وقرارات وبيانات ظهر حصول تغير كبير في الخطاب السياسي وتدني في سقف المطالب وتراجع عن أهداف الثورة المعروفة باسقاط النظام واجراء التغيير الديموقراطي علما أن المعارضة منذ ( المجلس الوطني مرورا بالائتلاف وانتهاء بالهيئة التفاوضية ) لم تكن يوما تمثل الثوار أو مخولة من الثورة بشكل ديموقراطي شرعي ولكن كانت تظهر نفسها اعلاميا أنها ملتزمة بأهداف الثورة .
وقد شهدت ( الهيئة التفاوضية ) منذ اعلانها اقبالا منقطع النظير من جانب الوافدين الجدد من أهل النظام ومن مسؤولين سابقين كانوا يشغلون مواقع متقدمة في مؤسسات النظام العسكرية والحزبية والادارية والدبلوماسية مما أثر ذلك بشكل واضح على الموقف السياسي باتجاه الانسجام مع مقررات فيننا التي كرست مبدأ الحفاظ على مؤسسات النظام وكذلك مع سياسات النظام العربي الرسمي الداعم والمحتضن للهيئة التي لم تكن في أية لحظة مع اسقاط النظام وتحقيق الانتصار للثورة السورية كما وضع حدا لماتبقى من الخطاب الثوري لدى بعض الأشخاص .
كل ذلك قلص المسافة بين مختلف جماعات المعارضة التي كانت محسوبة على الثورة أو الموالية للنظام والتقت على موقف موحد من القضية الرئيسية وأعني القبول بالنظام ومؤسساته والاستعداد للتحاور معه والعمل سوية في حكومة واحدة على أساس ورقة مندوب الأمم المتحدة حول حكم غير طائفي وصياغة دستور واجراء الانتخابات في عدة مراحل قد تطول لسنوات او عقود ليس معلوما وفي هذا التطور المتدرج لم تتغير المعارضة الموالية من هيئة التنسيق الى المنصات الثلاث وبقيت ثابتة على مواقفها ومن تبدل حقيقة هو الائتلاف والهيئة التفاوضية .
ماحصل دفع جماعات – المنصات – الى التقدم خطوات ففي السابق كانت تتمنى مشاركة ممثل واحد بوفد المعارضة والآن لاتكتفي بمشاركتها بوفد ( الهيئة ) بل تطالب بالحضور كممثلي منصات أيضا وتفرض شروطها ليس اعتمادا على المحتل الروسي الممسك بكل الخيوط فحسب بل على تراجع – الهيئة العليا – عن مواقفها السابقة والاقتراب منها أكثر وفي هذه الحالة تقتضي الواقعية أن تكون المنصات هي صاحبة اليد العليا في جنيف 4 وأن تكون الهيئة التفاوضية ملحقا بها لأن الأولى لم تتراجع والأخيرة هي من انحرفت عن طريق الثورة .
في الحالة الكردية السورية وعلى ضوء تمثيل ( المجلس الكردي ) في وفد الائتلاف واستبعاد ممثلين عن جماعات – ب ي د – بمسمياتها المختلفة كنا نردد دائما أن ليس هناك من خلافات سياسية عميقة بين الطرفين الكرديين بخصوص القضية الرئيسية أيضا وهي النظام والثورة والحقوق الكردية وبالتالي لافرق بالنسبة للقضية الكردية السورية من يحضر من الطرفين معا أو على انفراد وفي الواقع فان - ب ي د – أيضا ممثل مباشرة أو غير مباشر في ( الهيئة العليا ) عبر هيئة التنسيق وفي المنصات الثلاث أيضا اما عبر أفراد أو بتطابق المواقف السياسية ولكن الجانبين الحزبيين الكرديين لاتتوفر فيهما شروط تمثيل الشعب الكردي ولايحملان المشروع الوطني الكردي حتى هذا الانقسام الكردي يدل على مدى ضعف ومسؤولية – المعارضة – السورية وعدم أهليتها لتمثيل أطياف ومكونات الشعب السوري .
من جهة اخرى وبما أن – موديل – المنصات أصبح رائجا فهناك في الساحة الكردية السورية امكانية الاعلان عن منصات اضافية ولاشك أن اكبرها وأوسعها على الاطلاق هي منصة المستقلين التي تضم الشباب والمثقفين وسائر الوطنيين أي الغالبية الساحقة من الكرد السوريين ولكن الفرق بينها وبين منصات ( أستانة وموسكو والقاهرة وحميميم ودمشق وبيروت وطهران ) أنها ليست تابعة لأجندات خارجية وغير طامعة في حضور أي جنيف حضورها الوحيد في هذه المرحلة مع شعبها بالوطن وبلدان المهاجر وسكان المخيمات .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google