بقلم: أ.د عبودي جواد حسن -
03-03-2017 جامعة عجمان\عجمان الامارات
تثير تكنلوجيا السيارات الكثير من الدهشة هذه الايام حيث لم يخطر في البال قبل خمسة سنوات ان يعيش الانسان في مستقبل وهو في سيارة ذاتية الحركة تأخذه الى المكان الذي يريد بكل يسر وسهولة.
الا ان الوصول الجهة المطلوبة ينطوي على عدد من المراحل لان السيارة ستصبح ذاتية الحركة اكثر فاكثر ولكن لابد ان يبقى عند الانسان دور ما يقوم به اثناء السياقة.
حيث يقول تقرير لشركة بلومبيرغ ان شركة فورد ستتجاوز مرحلة من هذه المراحل وتصنع راسا سيارة ذاتية الحركة بالكامل. ويقول التقرير وذلك لان المهندسين الذين يختبرون سيارة شركة فورد ذاتية الحركة ينامون على المقود لقلة انشغالاتهم وكثرة وقت الفراغ.
وابلغت الشركة بعض الاعلاميين ان قسما من هذه القصة صحيحا حيث نسب اليها القول " ان التقارير التي تقول ان مهندسي فورد ينامون بينما يختبرون السيارة ذاتية الحركة تقارير غير دقيقة"
ولكن تواصل الشركة القول" ان مستويات الحركة الذاتية دون قدرة المرء على الاستقلال الذاتي يمكن ان يوفر شعور خاطئ بالأمان
وهذا يعني من الصعوبة على السائق ان يسيطر فجاءة عند حصول حالة لا تستطع التكنولوجيا التحكم بها . ولهذا السبب سنرجع مباشرة الى مستوى الامان رقم 4 وهو المستوى الذي تتمكن فيه قدرة الحركة الذاتية على اخراج السائق من عملية السياقة في اماكن محددة
وقامت المنظمة العالمية لمهندسي الحركة الذاتية بتحديد ست مراحل للحركة الذاتية ابتدا من الصفر حيث يكون السائق مسيطرا تماما على السيارة أي هو الذي بقود السيارة الى المستوى او المرحلة 5 حيث تقوم السيارة بكل شيء في كل الظروف.
في يناير في لوس انجليس ابلغ (كين واشنطن )من شركة فورد بشكل شخصي احد الاعلاميين ان الشركة ستصنع سيارة ذاتية الحركة بالكامل وستكون جاهزة في سنة 2021. حيث اضاف كين ان سيارة الشركة الذاتية الحركة التي ستكون جاهزة في ذلك التاريخ ستكون ذاتية الحركة بالكامل وبدون مقود وبدون دواسة الكبح او التوقف.
وقال ان هذا يعني لا حاجة هناك ان يقوم ا لسائق باي عمل لان السيارة ستعرف كيف تفعل في كل الظروف والسيناريوهات
يبدو ان معظم شركات السيارات تعتقد ان تطور السيارات ذاتية الحركة لابد ان يكون امر تدريجي مع قيام السائق بالتدريج التعلم بالوثوق بسيارته وتقوم السيارة بكل الاعمال هي نفسها في أخر مرحلة . ولكن الاعلاميين يتفقون مع سبب عدم تأني شركة فورد لبعض الوقت والوقوف عند مرحلة تدخل السائق بين الحين والاخر عند قيادة السيارة ذاتية الحركة.
في السنة الماضية قام احد الاعلاميين بسياقة سيارة " تسلا" المعروفة بطريقة السائق الذاتي على الطريق العام في امريكا ووجدها العملية عملية مثيرة للأعصاب حيث رأى ان يديه تتحرك يمينا وشمالا على المقود وساقيه كذلك على الكابح تخوفا . وبتطور التكنولوجيا سيسترخي الانسان ولا يستعمل يديه على المقود او رجليه على الكابح ويستطيع تناول الطعام وهو يسوق ومشاهدة شريط فيديو كذلك ولكن كل ذلك سيجعل المرء اقل قدرة على الاستجابة السريعة عندما يتطلب الامر ذلك.
ولهذا السبب ترغب شركة فورد بتحرك سريع لصنع سيارة ذاتية الحركة بالكامل.
وعلى الصعيد نفسه التقى الاعلاميون كذلك بشخصية بريطانية رائدة ومهتمة بهذا المجال وهو البرفسور بول نيومان الذي تطور شركته سيارات ذاتية الحركة.
يعتقد هذا الرجل ان شركة فورد جادة حول تحقيق الهدف في سنة 2021 ولكن اكد ان ما توعد به فورد ليس سيارة تقود نفسها بنفسها في كل مكان ولكن تقوم بخدمة ذاتية الحركة . ان السيارات ستصنعها فورد لا يمكن ان تكون الا سيارات لشركة وتعمل كنوع من سيارات التاكسي ذاتية الحركة وستكون خدمتها محدودة وفي شوارع معينة مثلها مثل الحافلات الباصات لا يمكنها الذهاب الى أي مكان خارج المدن ولكنها تعمل في اماكن تحت النظر والسيطرة.
ويعتقد البرفسور نيومان ان العالم سيشهد سيارات ذاتية الحركة بالكامل تعمل بسرعات بطيئة نوعا ما في المدن وليس على الطرق الخارجية وبعد ذلك يبدأ التطور نحو الافضل.
لذا عندنا هنا استراتيجيتان متنافستان . تدرس حاليا معظم شركات السيارات اضافة المزيد من القدرات ذاتية الحركة لصنع سيارة لاتزال تبدو تقليدية عادية حتى سنة 2030 تتمكن من صنع سيارة ذاتية الحركة بالكامل وبأعلى مستويات الامان.
ويبدو ان كل من شركة فورد وشركة غوغول واثقتان من صناعة سيارات ذاتية الحركة بالكامل و لا تبدو مألوفة من المستوى الرابع تعمل في اماكن محددة ...ويأملان ان ذلك سيغير بسرعة اكبر الطريقة التي يفكران بها حول النقل الطرقي ولتبدأ المعركة بينهما الان.
