بقلم: مهدي قاسم -
04-03-2017 يحرسون اللحظة عندما تتفتح البراعم
بلمسة حنو مباغت من تساقط ندى يقدم ما تبقى من عطاياه .
شعراء كفجر ذاهل برحيله القريب ،
يستحم بآخر دفقة ضوء مكتنزة لنجوم مستعجلة .
شعراء كنسور ترمم بخفقة أجنحتها حطام الهواء .
شعراء كصفصافة حائرة ،
لا تعرف ماذا تفعل بجثة كناري متمدد بين أحضانها
لا زالت أصداء هديله تملأ الغابة ترجيعا . .
شعراء كالملوك يتثاءبون في كآبة أماسيهم القاحلة :
ــ " يا لهذه الأرض الضيقة تحت خطونا !" . يقولون .
ثم يفركون كلمات لتزيح الستار عن جمال مذهل ومخبوء
بين تراكم أنقاض أو بين صحارى منسية .
شعراء كغيوم عارمة و مستنفرة دوما ،
على صيحة ينابيع تذرف قامتها البلورية على جفافها الشاحب .
شعراء كرماد مقدس يتوهج في ذاكرة الأرض ،
بذورا لأزهار جمال و عناقيد رؤيا !.
فآنذاك ...............
يحّن الكون إلى فراغه الأول ،
و الأرض إلى عذريتها و بياضها الناصع
و الرب إلى ممالكه ما قبل الخليقة .