شر البلية ما يضحك … ام رب ضارة نافعة … ام كلاهما؟ - الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي
شر البلية ما يضحك … ام رب ضارة نافعة … ام كلاهما؟


بقلم: الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي - 04-03-2017
قيل أن كلمة (لو) الافتراضية تجلب الوساوس الشيطانية لانها ضد ما تم تقديره من قَدَر وهذا خطأ. بل بالعكس يفترض بالانسان ان يراجع نفسه ويضع افتراضات في حال الخسارة او الربح لتحديد افضل المسارات فيما لو تم اتخاذ قرارات وافعال مختلفة لكي يتعلم من اخطاءه ويتلافاها.

معركة الموصل والتي سبقها معارك ابتدأت من محيط بغداد حتى الموصل حققت انتصارات للقوات الامنية العراقية جميعها بما فيها الجيش. وقد اعاد هذا الجيش البطل هيبته في معارك الموصل ولكن هل تجعل هذه الانتصارات الشعب ان ينسى المتسببون بالانتكاسات؟ وهل كان على العراق ان يقدم هذه الدماء والضحايا والايتام والارامل ام انه بحاجة لتلك المآسي التي عانى منها منذ عام ١٩٧٩ ولحد اليوم؟ وهل سيفلت المتسببون من السياسيين والمسؤولين السابقين والحاليين من المحاسبة على تقصيرهم واهمالهم وعدم ادائهم واجباتهم لمنع مآسي داعش ووقوع مدن العراق في قبضته؟ لماذا قام (بول بريمر) بحل الجيش العراقي السابق وهو جيش العراق وليس جيش أحد، مما احدث ثغرات عديدة في الداخل والخارج وترك الحدود سائبة؟ من الذي كان مسؤلاً وقائداً للجيش الجديد حين سقوط الموصل وهل تمت محاكمته ومحاكمة القادة الامنيين في الموصل حين هربوا آنذاك؟ اين صار ملف سبايكر؟ ولماذا لاتفتح الحكومة والجهات المختصة بشفافية ما لديها من معلومات عن تلك الجريمة المروعة؟




القوات الامنية العراقية وحدها تسطر الانتصارات بعد تعافيها من كبوتها التي تسبب بها سياسيو الصدفة والاهمال والطائفية والفساد. اما هؤلاء الساسة وملفات فسادهم بقيت كما هي وبقي الذين تسببوا بكل هذا البلاء والدماء والقتل والدمار … صحيح الانتصارات تثلج القلوب وتضع من جديد الجيش العراقي في مكانته الصحيحة والقوية كجيش وطني فذ كما هو الشعب العراقي العظيم ولكن هذا لايمحي ولايتجاوز المتسببين ويجب ان لايكون كذلك. من ناحية اخرى ما الذي جناه سياسيو المناطق الغربية العراقية من تأجيج الصراع الطائفي ودفع الناس نحو ذلك غير امرين؟ الامر الاول هو الكوارث التي حلت بمدنهم وتهجير اهلها في ضروف غاية في التعاسة والامر الثاني هو تربعهم على عروش السلطة والفساد شأنهم شأن غيرهم من الطائفين الذين استخدموا المذهب للتسلق والتسلط وليس حباً به. هذه الطائفية البغيضة هي سبب رئيسي لما حدث وليس ثانوي وللاسف لاتزال تنتهج من قبل نفس الشخوص التي لاتحب الا نفسها وملذاتها وترفها ….

ولرب ضارة نافعة … فالمحن تخلق الشعوب القوية الصامدة وتجعلها تعيد حساباتها بالنظر الثاقب للامور ومحاولة اصلاح الخلل. والتأريخ فيه امثلة حية ماثلة امامنا من اليابان حتى امريكا فكيف لاينهض شعب قدم الحضارة للانسانية من كبوته؟! هو درس بل دروس يجب ان تعلمها الاجيال العراقية الجديدة لكي لاتقع بنفس المطبات التي وقع بها الاباء والاجداد وان لايلتفتوا الى المذهبية والطائفية بل التعايش السلمي واحترام الغير والتفكير الحر والابتعاد عن التجريح والمحاصصة …..


لعل العراق مدعو ان يتخذ من (قرية آل بو ناهض) مثال يطبقه الشباب في كل مكان وكل في محلته ومنطقته لكي يكون العراق خالي من العنصرية والطائفية والتلوث والضجيج يعتمد التكافل الاجتماعي ويسعى لاسعاد كافة مواطنيه كما هو الحال في قرية آل بو ناهض ….



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google