فوبيا البككة pkk - بيدار حجي شيخو
فوبيا البككة pkk


بقلم: بيدار حجي شيخو - 07-03-2017
لا يخفى على احد تاريخ حزب العمال الكردستاني المليء بالكفاح الفكري والمسلح ضد السلطة التركية العثمانية التي انفردت بالسلطة بشكل دكتاتوري ، وارتكبت كبرى الجرائم بحق كل من اعترض على سياستها التعسفية و بالأخص بحق الاكراد والاقليات الدينية بذلك محت وجود الايزيدية والمسيحين والارمن .
بعد التغيرات الكبيرة في السياسة الدولية وبعد موجة التغيرات السريعة التي عصف بمنطقة الشرق الاوسط لتقلب انظمة الحكم راسٍ على عقب و بالأخص في سوريا وبعد عام 2011 وبعد الاعوام التي تلتها نشط هذا الحزب في سوريا وكون ما يسمى بالإدارة الذاتية واستطاع بإمكانيات بسيطة بسط نفوذه، وبقوة واسلحة بسيطة كونها قوة عسكرية استطاعت تثبيت نفسها على الارض، وبرز دوره ايضا بشكل بارز في مواجهة خطر الارهاب الاسلامي الراديكالي المتطرف بمختلف التسميات واخرها الدولة الاسلامية في سوريا والعراق التي اعادت الى الاذهان جرائم ما قبل الاف السنين.
بعد ان هاجم داعش العراق وسيطر على 6 محافظات او اكثر بمساعدة عشائر لم تقف اي قوة بوجه هذه الدولة الى ان وصلت حدود اقليم كردستان وبعد انسحاب كافة القوات الامنية اصبح الايزيدية فريسة سهلة بيد هذا التنظيم الاجرامي دون ان يساعدهم احد لم يتردد حزب العمال لحظة واحدة وبادر بالتحرك عبر حدود دول عدة ووصل الى منفذ ربيعة الحدودي وبإمكانيات بسيطة لينقذ حوالي ربع مليون انسان برئ من سنجار وظل يقارع هذ الارهاب الوحشي طيلة اشهر دون دعم.
لكن بعد توسع نفوذ هذا الحزب وانضمام الكثير من الاكراد لصفوفه وبدا يشكل خطرا على سلطة الاحزاب التي كانت تحتكر السلطة دون منافس اصبح يشكل خطرا على الامن القومي الكردي!
و بدأت موجة من التصعيد الاعلامي والسياسي ضد هذا الحزب طبعا تزامنت هذه الموجة في العراق مع الموجة التي بدأت بها تركيا ضد حزب العمال الكردستاني .
هناك الكثير من الاسئلة الذي تطرح نفسها هنا؟؟

*لماذا الاعتراض على وجود هذا الحزب الان بالذات بالرغم من ان وجوده يتجاوز العقدين في سلسلة الجبال بين ايران والعراق وتركيا والعراق؟

*لماذا يحرم على البككة التواجد في سنجار في حين يتواجد في السليمانية بصورة شبه رسمية وبعلم حكومة الاقليم؟

*لماذا لا يوجد اعتراض على وجود الجيش التركي الذي يقصف كل يوم مناطق شمال العراق ؟

*لماذا يتم ربط تواجد البككة بالايزيدية دائما في حين يتواجد في السليمانية ومخمور ودهوك دون اعتراض ؟
*لماذا الاحزاب الكردية العراقية واعوانهم مصرين على اعتبار وجود البككة اعتداء على السيادة في حين هم نفسهم لديهم تدخل في مناطق نفوذ البككة بسوريا و مؤخرا بتركيا؟
* باعتبار البككة طرف موثر وفعال ومهم ضد الارهاب الراديكالي لماذا يعتبر وجوده الان خطرا على الامن القومي؟ في حين توجد العشرات من المنظمات الاسلامية المتطرفة التي تسرح وتمرح دوت رقابة والتي تدعم الكثير من النشاطات المشبوهة وهذا لا يعتبر خطرا؟

*في الوقت الذي يحتاج فيه الايزيدية التعاون والمساعدة تحاول الاحزاب الكردية العراقية تصفية حسابتها الاقليمية والعقائدية على ارض سنجار ! لماذا تحديدا في سنجار فقط لأنها منطقة ايزيدية؟ ام انهم مصرون على خرابها كما اصروا على تسليمها على طبق من ذهب لأشرس تنظيم ؟
*لماذا يتم عنونة الصراع الايزيدي ؟ على انه صراع بين الالوان في حين ان الحقيقة مختلفة لان الصراع الايزيدي الان هو صراع وجود في عقر دارهم وفي كردستان الحرية.
*لماذا لا تبحث حكومة الاقليم والاحزاب الكردية في سبب توسع دائرة نفوذ البككة وانضمام الكثير لها؟
*الا يعقل ان تكون البككة قد وفرت جو فكري للمواطن الكردي لم يكن متواجد لدى الاحزاب الكلاسيكية الكردية السابقة ؟
*اذا كان تواجد البككة انتهاكا لسيادة الاقليم لماذا لا تحاول اخراجها بنفسها ؟ لماذا يتم دفع بعض الايزيدية لتوجيه اتهامات على الاعلام للبككة في حين الاطراف الاخرى ساكتة
وبالأحرى جعل الصراع ضمن اطار ايزيدي ضد ايزيدي ؟
*بوصف الاقليم اقليما ديمقراطيا يحكمه دستور ديمقراطي يؤمن بحرية الفكر لكل مواطن فهذا يعني ان كل شخص حر بفكره .هذا واضح وما هو مطبق للمواطنين المسلمين وحتى المسيحين في حين
لماذا يحرم على المواطن الايزيدي تبني اي فكر ويعتبر خارج ايدلوجية الاحزاب الكردية خطرا على الامن القومي ؟
*يجب على حكومة الاقليم ان تدرك ان المتواجدين في سنجار ليسوا جميعهم من البككة وهناك من حارب بدون دعم وبدون مقابل وببطولة فريدة من نوعها وهذا بشهادة مسؤولين كبار من القيادة الكردية وهناك من يفضل بالبقاء مشردا على ان ينضوي تحت اسم قوة تركته في اليوم الذي كان بأمس الحاجة اليها
مؤخرا صدرت على تصريحات من الحكومتين العراقية والاقليم ان الذين يسمُون بالبككة سوف يرحلون ولن يبقوا في حين ان البككة في سنجار والعراق غالبية المنظمين له هم مواطنين اكراد عراقيين، كيف سيتم ترحيلهم من العراق في حين يتواجد الالاف من الارهابين الذي ما زالوا في العراق والذين لا يستحقون ان يبقوا دقيقة على ارض العراق لما فعلوه من جرائم بحق العراق والعراقيين .
يجب على الحكومتين ان تدرك كما هو داعش متجذر في فكر الكثيرين منذ قرون فان البككة وغيرها هي افكار خالدة مثل الشيوعية غيرها ولا تفنى باعتقال شخص هنا واخر هناك واغتيال الاخر سرا
هكذا مسيرة وايدلوجية لا تنتهي بسهولة ويجب يدرك هذه الحقيقة الحكومتين العراقية والكردية والاهم ان الكثيرين ادركوا خطورة الاحزاب الدينية وخاصة الاسلامية منها بعدما حكمت العراق طوال سنين طوال والحقت دمارا وخرابا بكل شيء .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google