بقلم: محمد الشذر -
25-03-2017 البلدان تحتاج ابناءها؛ ليكونوا نبراسا لشذى ايامها، فالبلد الذي لا يدافع عنه ابناءه، لا يمكن ان يوصف بأنه بلد يملك سيادة ما.
التاريخ زاخر بأحداث جمة، فلو تتبعت الحروب التي جرت في البلدان العالمية، والغزوات والاجتياحات التي تمارسها الدولة القوية، على البلدان الاضعف منها، لرعاية مصالحها، وسلب خيرات البلد المحتل، لوجدت ان البلد الذي تم اجتياحه، لم يرضخ لقوة العدوان، بل راح ينهك خصمه بتلك الحروب التي يخوضها ابناء ذلك الوطن، والحملات التي يقودها ابسط ابناءه، للدفاع عن الارض، ومقدسات تربتها، وهو لغز لا يمكن ان يفسر في روحية الانسان.
الحرب الشعبية في الصين ضد الاحتلال الياباني؛ بقيادة ماوتسي تونغ، الجهاد الليبي ضد المستعمر الايطالي 1911 بقيادة عمر المختار، حرب كوريا ضد الاحتلال الياباني؛ بقيادة كيم إيل سونغ، والحرب الشيشانية الاولى 1996- 1994، ضد روسيا، فيتنام وحرب الانفاق والشوراع التي انهكت الامريكان، وافغانستان، وكوبا، وبوليفيا، والعراق وفتاوى الجهاد، في ثورة العشرين، وفتوى الجهاد الكفائي للمرجع الديني السيستاني، وثورات بأبسط المقومات، كثورة التنباك للمجدد الشيرازي 1892-1891 في ايران، كلها حروب يقودها ابناء البلد للدفاع عن اوطانهم.
حرب الشوارع، والعصابات، والتي تنشب لاجل الدفاع عن الوطن وتربته، والتي يضحي فيها ابناء ذلك الوطن بالغالي والنفيس، خصوصا تلك الارواح التي تزف والتي تكثر في الاحياء الفقيرة منها عن الغنية-غالبا- فأن اؤلئك الابطال يطلق عليهم اسم "شهيد" ويكتسب هذا الشهيد مكانة معينة، تختلف عن غيرها، اذ هو من ذهب بأقدامه للموت، وراح يستقبل الرصاص في صدر اباءه.
العراق نصيبه اوفر، وربما هو من سوء حظه، ام من حسنه، فالعراق الحروب الداخلية، والاجتياحات العسكرية، والانفجارات التي لم يسلم منها حتى الطفل الرضيع، وربما هو هذا ديدن الحروب، اذ لا تملك شرف لاختيار اؤناسها، بل تتعدى حتى على الارصفة، لتصبغها بدماء واحبار، واوراق محترقة للمكاتب والرفوف، وهذا ما يدعو ان نركنها في خانة العقود السوداوية التي تمر على بني البشر.
الشهيد هو ذلك الذي يولد من رحم الوطن، ليروي الارض بدماءه، لتعيش بنفس طهور.
