الروبوت الذى قتل الناس على جسر ويستمنستر - كمال هولير
الروبوت الذى قتل الناس على جسر ويستمنستر


بقلم: كمال هولير - 26-03-2017
عمل إرهابى آخر وقع فى لندن يوم الأربعاء الماضى 22 آذار 2017. هذه المرة وقع على جسر ويسمنستر الذى يبدأ من المستشفى سينت توماس و ينتهى عند الساعة الشهيرة بدقّاتها و المعروفة بإسم ساعة بكبن المنتصبة فى بناية البرلمان البريطانى. هل كان الهجوم الإرهابى هذه المرة موجها نحو قلب الديموقراطية فى بريطانيا, البرلمان؟ لماذا إذن قاد سيارته بجنون نحو المارة و المتجمّعين على الجسر بهدف إزهاق أكبر عدد ممكن منهم قبل أن ترتطدم سيارته بحاجز سياج البرلمان؟ و سواء كان البرلمان هو الهدف أم الضحايا , أو كلا الهدفين معا, فالحادث الإجرامى صُنّف تحت عنوان أصبح معروفا فى ميديا الغرب ب(عمل إرهابى) الذى يعنى القتل العشوائى بلا تحديد, و الهدف منه إلقاء الرعب فى قلوب الناس و نشر الفوضى و الإرهاب داخل المجتمع. هذه المرة قام به شخص بريطانيٌّ المولد يدعى خالد مسعود. و الأسماء بعد ذلك لا تهمّ بقدر ما تهمّ الجريمة نفسها و آثارها المباشرة على الضحايا, منهم مَن فارقوا حياتهم و فارقوا أهاليهم و أحباءهم, و منهم مَن أُصيبوا بالجروح و أُدخلوا المستشفى و سيحملون آثارها الجسدية و النفسيّة معهم على مدى حياتهم. و حقا الأسماء لا تهمّ و قد أبدل القاتل إسمه ثلاث مراتٍ رسميّا بعد إشهاره الإسلام, عدا أسماء أُخرى كان يتسمّى بها عند الآخرين. ما الذى يفرق فى أن يكون إسمه خالد مسعود أو مسعود خالد , أو يكون إسمه زيدأً أو عمر؟ بل عندى, أنه مجرد إسم مثل أىّ إسم إرهابى آخر يحمل معه نفس الآيديولوجية الإرهابية جاء ذكره فى التاريخ الإسلامى. إنه حتما لا يفرق عن حملة أسماء مثل خالد بن وليد, و القعقاع و سعد بن وقاص و عمر بن خطاب و عمرو بن العاص, و الى آخره من الأسماء المعروفة إرهابا, و عند أصحاب نفس الآيديولوجية تقديساً, ما دام العمل الذى يجمعهم هو نفسه .. الإرهاب. و كما أنّ الأسماء لا تهمّ فى هذا النوع من الجرائم الإنسانيّة, كذلك لا تهمّ الأجساد التى ترتكب العمل الإرهابى, و خالد مسعود كان مجرد "جسد" شحّن ببرنامج لأداء المهمة الإرهابية. و هنالك "أجساد" أُخرى إرتكبت من قبل أعمالاً إرهابية مماثلة ليس فقط لإنزال الإيذاء البدنى بضحاياهم الذين لم يحدث أن إلتقوا بهم من قبل, بل أنّ هذه "الأجساد" المبرمجة للعمل الإرهابى على إستعداد بلا حدود لأن تفقد حياتها هى نفسها. إنها "أجساد" تتحرك بلا شعور و تمضى نحو أهدافها و تقترف جرائمها بلا وازع من ضمير او وعى إنسانى. لن ألوم و أنا أتطرّق الى موضوع الإدانة التى تعرّض اليها الإسم "خالد مسعود" و "الجسد" الذى إرتكب مجزرة جسر ويستمنستر دون إدانة الآيديولوجية نفسها التى وجّهته الى مسرح الجريمة, لأنّى أتّفهم أسباب ذلك و هى عديدة و لا يمكن القفز عليها بسهولة بدون إثارة ردود فعل ليست من الحكمة عند أصحاب الشأن إثارتها. لذلك نرى انّ القانون البريطانى يسمح للشرطة البريطانية بأن تبحث عن الروبوت الإرهابى و إدانته, ولا تسمح لها بالبحث عن (البرنامج Software ) الذى يوجّه ذلك الجسد الروبوت نحو الهدف و إدانته. من هنا نرى أنّ اللوم كله يقع على عاتق الروبوت, و أمّا السوفت وير فلا أحد يجرأ على الإقتراب منه لأنّ مصدره مقدسٌ عند ملايين الناس. و من هنا أيضا لا نستغرب توجيه جميع السهام نحو الروبوت, و يبقى مصدر (السوفت وير) سالما بعيدا عن أية شبهة, و أصبحنا بالتالى نسمع كالعادة بعد كل عمليّة إرهابية بأنّ ما إرتكبها الروبوت من جريمة لا تمتّ بصلةٍ الى مصدر ذلك السوفت وير, مع أنّ الحقيقة تقول: أنّ هذا الروبوت ما كان بإمكانه أن يتحرك و يتوجّه الى مكان الحادث و ينجز عمله لولا أنّه كان مشحوناً بذلك السوفت وير. أنّنا ندرك ذلك تماما, والجميع يعرفون أيضا ذلك. و لا نضيف شيئاً جديداً عندما نقول: إنّ مصدر البرنامج Software) ) الذى يغذّى الإرهاب العالمى اليوم هو القرآن الذى كتب رموزه- -code النبى محمد باللغة العربية و بلهجة عشيرته القريش, إضافة الى أحاديثه فى الجهاد و الإستشهاد و كتب سيرته.

كمال هولير



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google