مفوضية الانتخابات . هذا من فضل ربي - جمعة عبدالله
مفوضية الانتخابات . هذا من فضل ربي


بقلم: جمعة عبدالله - 27-03-2017
الانتخابات النيابية الحالية , لا تختلف في الشكل والمضمون عن سالفتها , في النظام البعثي , في انتخابات المجلس الوطني آنذاك . فقد وعد نظام صدام حسين , عن اجراء انتخابات المجلس الوطني , واختيار ممثلي الشعب بارادة الناخب العراقي , عبر ممارسة العملية الانتخابية , بالديموقراطية الحرة , دون تدخل او تأثير من اي احد , بأن تحقق الحقوق المتساوية لجميع المرشحين دون استثناء , وما صاحبها من بهرجة وصخب اعلامي مهرج وساخربالكوميدية الرثة , عن العراق يختار الطريق الديموقراطي الحر , والحياة البرلمانية النزيهة . واسوق هذه الحكاية على لسان احد الاصدقاء , الذين شاركوا آنذاك , في عملية فرز الاصوات وحسابها , توزيعها على المرشحين المشاركين في انتخابات المجلس الوطني , لكي يتم ارسالها الى الهيئة العليا المشرفة على ادارة الانتخابات , يقول صديقي سهرنا حتى الصباح في العد والفرز وتوزيع قوائم الاصوات , ولم نذق طعم النوم لحظة واحدة , بواسطة اقداح الشاي المتكررة عدة مرات . يقول ونحن في مهمة مواصلة العد والفرز , فجأة سمعنا من المذياع اعلان عن نتائج الانتخابات , واسماء الفائزين بمقاعد المجلس الوطني . يقول . اصابتنا لحظات حرج ورعب وخوف وقلق حقيقي , واخذ احدنا يتطلع بالاخر , ماذا نفعل ؟! اذا توقفنا عن مواصلة الفرز والعد , قد تسبب لنا احراج , بأننا لا نعترف بالعملية الانتخابية , واذا واصلنا العد والفرز , قد نتهم بأننا لا نعترف , بالنتائج التي اذيعت بشكل رسمي , وبفوز الاسماء التي حصلت على مقاعد المجلس الوطني آنذاك . هذه المهزلة تعاد صياغتها بشكل جديد تتلائم مع العهد الجديد , لكن المهزلة والمسرحية التهريجية بالانتخابات , تبقى نفس الصيغة لم تتغير قيد انملة , في العهد الدم قراطي الهش والكسيح . بأدارة عملية الانتخابات البرلمانية , تحت اشراف مفوضية الانتخابات الفاسدة , في مكرها وخداعها الشيطاني , بأن تترك المواطنين الحرية الكاملة في الانتخاب والاختيار الحر , والتصرف الديموقراطي النزيه , امام وسائل الاعلام , كأننا نعيش ديموقراطية الانتخابية الحقيقية , التي تماثل الدول الاوربية , ولكن يكمن الشيطان خلف الابواب والغرف السرية , بين مفوضية الانتخابات , والقوائم والكتل الكبيرة , المشاركة في عملية الانتخابات , بأن تجري مساومات مالية على الثمن والقيمة المالية على كل مقعد برلماني , من يدفع اكثر مالاً , يحصل على اكثر حصة من المقاعد البرلمانية . والقوائم الكبيرة المتنفذة , تملك المال الوفير من عمليات النهب والحواسم , وهي تعرف مسبقاً عدد المقاعد التي اشترتها من المفوضية , وهي من اموال الشعب , وبهذه الحالة تحولت عملية الانتخابات , الى مساومة مالية في البيع والشراء , وهي سرقة وجريمة بحق الناخب العراقي , وهذا السبب تعود الوجوه القديمة الفاسدة مجدد في كل عملية انتخابية , هذه الوجوه التي حطمت العراق بالخراب والدمار , تعودة منتشية بالنصر , بفوزها في المقاعد البرلمان , هذه هي حقيقة , المهازل الكوميدية التهريجية , تحت غطاء الانتخابات النيابية , ولكنها تمثل قمة المهزلة والدعارة السياسية , ولكن هل تستمر هذه الحالة المأساوية , امام المد الشعبي العريض الناهض والمتصاعد بشكل كثيف بالزخم الشعبي الواسع , الذي يضغط بشكل هائل من اجل التغيير والاصلاح . ان العقبة التي تقف حجرة عثرة , امام التغيير والانعتاق من الظلام الى النور , هي مفوضية الانتخابات الفاسدة , واذا لم تتغير مفوضية الفاسدين , فأن الانتخابات ستعتبر مهزلة وضحك على ذقون الشعب , بأن يكون صوت الناخب العراقي , بضاعة للبيع والشراء ................................... والله يستر العراق من الجايات !!


جمعة عبدالله



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google