هل العراق إتحاد فيدرالي أم كونفيدرالي - محمد العامري
هل العراق إتحاد فيدرالي أم كونفيدرالي


بقلم: محمد العامري - 27-03-2017
حتى نعرف ماهو النظام الذي يحدد هوية الدولة العراقية – إتحاد فيدرالي أم كونفيدرالي علينا أن نحدد المفاهيم التالية :

أولا : - الإتحاد الفيدرالي هو : إتحاد ولايات أو أقاليم في إطار دولة إتحاد مركزي يقام لأجل تعايش إستراتيجي موحد .

وكذلك هو : شكل من أشكال معينة من الأنظمة السياسية حيث يكون فيه مستويين أو أكثر من الحكم ، وبالتالي يضم عناصر من الحكم المشترك والحكم الذاتي الإقليمي في الوحدات المكونة للدولة الفيدرالية .

وكذلك هو : نظام سياسي من شأنه قيام إتحاد مركزي بين مقاطعتين أو إقليمين ، أو مجموعة مقاطعات أو أقاليم ، بحيث لا تكون الشخصية الدولية إلاّ للحكومة المركزية مع إحتفاظ كل وحدة من الوحدات المكونة للإتحاد الفيدرالي ببعض الإستقلال الذاتي .

ومن أبرز الفيدراليات الحديثة ، الولايات المتحدة وروسيا الإتحادية وألمانيا وكندا والأمارات المتحدة وغيرها الكثير من دول العالم من ضمنها العراق الإتحادي .

ثانيا : - الإتحاد الكونفيدرالي هو : رابطة أعضاؤها دول مستقلة ذات سيادة تربطها معاهدات ملزمة أو دستور يحدد سياستها .

كذلك هو : إتحاد دائم للدول ذات السيادة للعمل المشترك فيما يتعلق بالدول الأخرى . وغالباً ما تنشأ الكونفدراليات للتعامل مع القضايا الحساسة مثل الدفاع والشؤون الخارجية أو العملة المشتركة حيث يتعين على الحكومة المركزية لتوفير الدعم لجميع الأعضاء .

والإتحاد الأروربي يعتبر من أبرز الكونفيدراليات الحديثة .

بعد سقوط سلطة البعث عام 2003 ، أقر قانون إدارة الدولة العراقية الفيدرالية . فقد جاء في المادة الرابعة : " نظام الحكم في العراق جمهوري ، أحادي ( فيدرالي ) ديمقراطي ، تعددي ، ويجري تقاسم السلطة فيه بين الحكومة الإتحادية والحكومات الإقليمية والمحافظات والبلديات والإدارة المحلية . يقوم النظام الإتحادي على أساس الحقائق الجغرافية والتاريخية ، والفصل بين السلطات على أساس الأصل أو العرق أو الأثنية أو القومية "

وفي ظل هذا النظام تتوفر للوحدات الفيدرالية كامل الصلاحيات في تدبيرها للشأن المحلي على أن تبقى العلاقة بينهنا وبين الحكومة المركزية للإتحاد الفيدرالي محكومة بمبدأ تقاسم السلطة والسيادة .

وبمراجعة الباب الثالث حول صلاحيات الحكومة الإتحادية نلاحظ أن المادة الخامسة والعشرون تحدد الشؤون التالية :

1 – رسم السياسة الخارجية والتمثيل الدبلماسي والتفاوض بشأن المعاهدات والإتفاقات الدولية ، والتوقيع عليها وأبرامها ، ورسم السياسة الإقتصادية والتجارية والخارجية وسياسة الإقتراض السيادي .

2 وضع وتنفيذ سياسة الأمن الوطني بما في ذلك إنشاء قوات مسلحة وإدارتها لتأمين وحماية وضمان أمن حدود البلاد والدفاع عن العراق .

3 - رسم السياسة المالية وإصدار العملة وتنظيم السياسة التجارية عبر حدود الإقاليم والمحافظات في العراق ، ووضع الميزانية العامة للدولة ورسم السياسة النقدية وإنشاء بنك مركزية وإدارته .

4 – إدارة الثروات الطبيعية للعرق والتي تعود لجميع أبناء الأقاليم والمحافظات في العراق بالتشاور مع حكوماتها .

5 – تنظيم أمور الجنسية العراقية والهجرة واللجوء .

6 – تنظيم السياسة الإقتصادية .

تعالوا لنرى ، هل هذا مطبق ومعمول به في العراق ؟ فأنا متأكد أن معظم العراقيين ولا أريد أن أقول كلهم سيجيبون بالنفي ( لا ) .

فهل سمعتم بدولة ذات نظام إتحادي فيدرالي لها جيشين منفصلين ومستقلين تماما عن بعضهما ويهدد بعضها الآخر ؟ أو أكثر من جهاز أمن وإستخبارات لا علاقة بينها ولا إدارة مركزية لها ؟ أو عدم سيطرة الدولة على الثروات الطبيعية وأهمها النفط ؟ أو عقد إتفاقات ومعاهدات أمنية وعسكرية دولية بدون علم الدولة المركزية ؟ أو سياسات خارجية وبروتوكولات دولية بدون دراية الدولة المركزية ؟ أو إعطاء تأشيرات دخول للإقليم ، ووجوب الحصول على تصريح إقامة في حال حصولك على عمل والعيش في الإقليم ؟

هل سمعتم أن هناك جيشين في الوالايات المتحدة الأمريكية أو روسيا الإتحادية أو سويسرا أو المانيا وغيرها من البلدان ذات أنظمة إتحادية فيدرالية ؟

لقد إلتبست على الشعب العراقي مفردات ومصطلحات النظام السياسي والإداري في بلده العراق ، بسبب الفوضى السياسية وغموض نوع النظام السياسي من جراء :-

1 – عدم إستقلالية الحكومة المركزية في إدارة البلاد في الشؤون الوطنية الكبرى والمصيرية ، كالسياسة الخارجية والعسكرية والأمنية وحتى المالية والإقتصادية .

2 – إرتباط الكتل الحاكمة وأحزابها ليس بالوطن وإنما بدول الإقليم المجاورة للعراق .

3 – عدم وضوح النظام السياسي والإقتصادي في العراق ، لا رأسمالي على وجه ، ولا إشتراكي ، ولا إسلامي ولا ليبرالي – لا أحد يعرف الى أي قبلة متجه .

4 – عدم دستورية الرئاسات الثلاث أي عدم دستورية النظام بكامله ، لأنه إعتمد على المحاصصات الطائفية والقومية ، وهذا غير مثبت في الدستور العراقي . – الدستور لم يحدد أن يكون رئيس الجمهوري كردي ، أو رئيس مجلس الوزراء مسلم شيعي ، أو رئيس البرلمان مسلم سني .

محمد العامري

27 آذار 2017



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google