بقلم: خضير طاهر -
28-03-2017 ليست مشكلة .. بل فجيعة كبرى ألا يحصل في المجتمع العراقي مراجعة نقدية للكوارث السياسية منذ قيام الدولة قبل 96 عاما ولغاية الآن .. فأي شعب ميت نحن ؟!
لدينا خراب على صعيد عمل وظائف العقل نتيجة حشوه بالخرافات والأفكار المغلوطة وهراء الأيديولوجيات والهذيانات الغوغائية التي تحولت الى ركائز ومقاييس ، فالضوابط المنطقية والعملية تغيب عنا في تقكيرنا وسلوكنا اليومي ، والطبقة السياسية مصيبتها أكبر فهي تمارس الخداع الذاتي الشعوري المقصود واللاشعوري على كافة الصعد ، متمسكة بالفكر الدوغماتي الصنمي على حساب مصالح الإنسان .
التيارات الثلاثة التي سادت في حياتنا السياسية .. الماركسية والقومية والإسلامية بشقيها : الشيعي والسني .. جميعها ليس لديها تعريف واضح لمعنى الفشل السياسي ، فهي تجادل وتكابر وتبرر إخفاقاتها وهزائمها على ان السبب يرجع الى ( التطبيق وليس المباديء) وهذا التحجر الدوغماتي يحتفي ويعبد الأفكار ولايهتم بمصالح الإنسان بدليل إستمرارية عبودية الشعارات والمباديء لعقول معتنقي أيديولوجيا هذه التيارات وتحميلهم المسؤولية للواقع والبشر وتنزيه المنهج والأفكار .
لايمكن مطلقا حصول حركة نقدية للتاريخ السياسي مالم نضع مصالح الإنسان أولا ، ونزع القداسة عن الشعارات والمباديء والنظر اليها بوصفها وسيلة متحركة ومتغيرة غايتها سعادة البشر .. ونحن نكرر الأخطاء دائما لأننا نتحرك بفعل عقل سياسي مبرمج أيديولوجيا على ثوابت تسيره بشكل قهري ، العقل السياسي لدينا يدافع عن التحجر والجمود بحجة البقاء على هذه الثوابت بغض النظر عن نتائج الواقع ، مع غياب لقيم الإنتماء الوطني والقيم الأخلاقية بشكل عام !
إن العراق بحاجة الى فكر سياسي برجماتي عملي يتحرك حسب مصالح الإنسان ، ويضع أمامه نموذج الشعب الياباني ونخبه السياسية عندما ضحوا بشعارات السيادة الوطنية والإستقلال وقبلوا بعلاقة دبلوماسية وتحالف وقواعد عسكرية أميركية من أجل خدمة مصالحهم ، فهل يجرؤ أحد على إتهام الشعب الياباني الشجاع بأنه جبان ومتخاذل امام أميركا وساسته الوطنيين الذين صنعوا عظمة بلدهم بانهم خونة قبلوا بالإستعمار ؟!
