سقطت الأقنعة ... لم تسقط بغداد - صادق_الحسناوي
سقطت الأقنعة ... لم تسقط بغداد


بقلم: صادق_الحسناوي - 30-03-2017
في ذكرى احتلال العراق ، لستُ ادري لِمَ يرددون على الاسماع (سقطت بغداد) !!! بغداد ليست مبغى لتسقط ولامبنى لتنهار وليت شعري هل فقد العرب احاسيسهم وهم يرددون مفردة (سقطت)!!
أليست من المفردات الدونية التي يأباها العربي ويتحاشاها لمدلولها النفسي السلبي فلماذا يرددون اذن ، سقطت بغداد ؟!
قد يراد بذلك ، التعبير عن سقوط نظام الحكم في بغداد ولو اخذنا به جدلاً فليس صحيحاً التعبير عن سقوط نظام سياسي بسقوط اعرق عواصم العرب وقطعة الجنة على الارض ألم يقل الشاعر ذات يوم :

"أعاينت في طولٍ من الارض  والعرض
كبغداد داراً انها جنة الارض !!"

أين الخلل اذن ؟ وهل يعيد التصحيح اللفظي بغداد كواجهة عربية ومنارة للعلم والثقافة والمعرفة ؟ الم يقولوا ذات يوم ان الكتاب يكتب في مصر ويطبع في بيروت ويقرأ في العراق ؟ وهي اساءة اخرى وليست تكريماً لكننا غضضنا الطرف عنها لصدورها من اخوة لنا يعز علينا تأنيبهم والا فان الكتاب يُكتب ويُطبع ويُقرأ في العراق وليس العقل العراقي عقلاً استهلاكياً فقط ولعل العرب يعلمون ان مدرسة علم الاجتماع العربي المعاصرة نشأت وتبلورت في العراق ومَن من العرب لايعرف من هو الدكتور علي الوردي او من يكون الدكتور عبد الجليل الطاهر ، حتى الريادة في البحث التاريخي كانت عراقية الى عهد قريب قبل رحيل اخر العمالقة كالدكتور جواد علي مؤلف
( المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام)
سقطت بغداد !!!! يا لله  ما اسقطكم
بغداد رغم جراحها لم تتآمر يوماً على العرب ولم تتنكر للاسلام ، بغداد لم تغلق انابيب النفط الى الان عن عرب دعموا الارهاب وآووه ، بغداد ليست صدام حسين وليست حزب البعث ورُغم انعدام التكافؤ في العدة والعدد قاوم العراقيون الاحتلال الاميريكي ورفضوه فيما كان الذين قدموا البلاد غُزاةً مع الغُزاة ومحتلين مع المحتلين يبثون سمومهم ليربطوا بين مقاومة الاحتلال وبين الرغبة في عودة نظام الحكم المنهاروكأن الوطنية منحصرة بنظام تلاشى وانهار ، وليست قيمة انتماء المواطن لوطنه !!
اليست عظمة العراق هي من دفع الغزاة لغزوه ؟؟ كلنا سمعنا آنذاك ثلاثي الشر خوزيه ماريا ازنار وطوني بلير وجورج بوش وهم يصرحون انهم بصدد بدء الحملة العسكرية على بلدٍ يملك كل المقومات ليكون عظيماً ، وللاسف وقع العراق العظيم تحت الاحتلال غير انه كان احتلالاً جحيمياً لم يهنأ المحتل به ولم يطب له المقام فقد قاومه الشيعة المضطهدون ابان حكم صدام حسين وقاومه السنة وهتف الجميع
( اخوان سُنة وشيعة هذا الوطن مانبيعه) وأسقط الشيعة قبل غيرهم مشروع فدرلة العراق وتقسيمه حينما أصر السيد مقتدى الصدر وانصاره على رفض نظام الاقاليم ومن ثم تخلى عنه دعاته ورفضوه وظل العراق موحداً الى الان مع استمرار التظاهرات والاحتجاجات اسبوعياً لالغاء المحاصصة الطائفية وتعديل الدستورالذي كُتِب بيد الاميريكي نوح فيلدمان .
ومن دلائل عظمة العراق انه رغم جرحه الغائر لم يتخل يوماً عن فلسطين بل لم يتوانى عن دعمها ونصرتها وآخر تلك المواقف ما اعلنه الزعيم العراقي السيد مقتدى الصدر لتأسيس قوة لتحرير القدس الشريف في حال نقل السفارة الاميريكية اليها ولم يقف العراقيون ضد قضايا الامة وخاصة مقاومة الاحتلال الصهيوني في فلسطين ولبنان وسوريا وغيرها
بغداد لم تسقط لكنها اسقطت الكثير من الاقنعة سيّما أقنعة أبناء السقوط .

#صادق_الحسناوي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google