آهات عراقية .. تلاشتْ: - عزيز الخرزجي
آهات عراقية .. تلاشتْ:


بقلم: عزيز الخرزجي - 30-03-2017
آهات عراقية .. تلاشتْ:
كمختص بتكلنوجيا التربية و تطوير المصانع الأنتاجيّة و الأدارة الحديثة بجانب أختصاصات أخرى ناهيك عن العمل السياسي و الحركي و حتى الحرفي؛ طرحتُ بعد السقوط الكبير مشاريع و برامج ستراتيجيّة عديدة لبناء العراق الجديد لتحقيق الرّفاه و سعادة الشعب, و لكني أحسستُ و كأنّ المسؤوليين يتخوّفون من قبول ذلك و الأعتراف بآلفضل, خوفاً من إنكشاف جهلهم و تعريتهم و بآلتالي خسارتهم لمواقعهم الذي حصلوا عليه بآلمحاصصة و تقسيم السّلطة و ليس على حساب العلم و العمل!

بل طرحت مع بعض الأصدقاء في كندا من المؤمنين المختصين بآلتكنولوجيا و التجارة؛ عمل لجنة دولية للأشراف على جميع الواردات إلى العراق بحيث لا نسمح لأيّ حاجة حتى لو كانت أبرة من إدخاله للعراق ما لم تتمّ الموافقة عليه بعد التحقيق في نوعية الحاجة أو الجهاز المطلوب عراقياً, لكن لم نلق آذاناً صاغية ربما بقصد معلوم, حيث لم يكن همّنا سوى تلافي الفساد خصوصا من الحيتان الكبار, لعلمنا بأنّ هناك آلاف الشركات الوهمية التي ستسرق أموال البلد بدعاوى كاذبة حين يقومون بشراء أجهزة أو معدات أو حتى طائرات لأجل التغليس و آلنهب ..

و لذلك و للأسف الشديد كان قادة الأحزاب و الكتل و معظم السياسيين .. إن لم أقل كلّهم - الذين هرب بعضهم مع المليارات و بعضهم ما زال يتقاتل على السلطة للمزيد؛ لا يعترفون بذلك و لا بآلعلم لكونهم كانوا بلا حياء و أغبياء و مغروريين يتسترون بدماء الشهداء الأبرياء وهم لا يفقهون حتى تعريفاً للأدارة الحديثة و التوسعة الصناعية .. بل جاؤوا بعد كل تلك السنين العجاف ليحصلوا على مرادهم و يضربوا ضربتهم من الأموال التي إعتبروها مباحة, لأنها لا تعود لملكية أحد كما إدّعوا, و الحال أن الشرع الأسلامي الذي هو الآخر سيّسوه لمصالحهم الشخصيّة تقضي بإعادة حتى درهم واحد وجد بآلصدفة في مكان أو طريق, و وجوب إعادته لصاحبه جهد الأمكان, و ذلك عبر آلأعلان عن تلك الأموال أو الحاجة المفقودة في الصحف و الوسائل المتيسرة, و في حال عدم معرفة صاحب المال أو الحاجة المفقودة, يجب إعادتها للشارع كي يتمّ صرفه للصالح العام

هذا هو حكم الأسلام بآلنسبة لدرهم و دينار واحد لا قيمة له .. فكيف الحال حين يكون المال بآلملايين أو قضايا تتعلق بمستقبل أمة بكاملها!؟

ألله أكبر على الظالمين

ربما كان و لا يزال بعض المسؤوليين الذين أعرفهم أطباء أو مهندسين أو مختصين في علم الفقه, لكنهم كانوا أميين فكرياً و ستراتيجياً و لم يسمعوا في حياتهم بآلعلوم المختصة في الأدارة و التربية و التصنيع الحيدث, و لذلك كانوا لا يستمعون أو يستكبرون حين كنت أكتب أو أتحدث عن (البرامج المطلوبة) كي لا تسجل عليهم نقطة ضعف .. بل بعضهم كان و لمجرد سماعه لبعض إرشاداتي كبدائل إدارية أو ما يتعلق بالطاقة ؛ و بناء المحطات؛ أو التخطيط الأستراتيجي كونه أحد إختصاصاتي؛ كان يقول و هو يكذب:
نعرف هذا من زمن .. و قد تناقشنا عليه .. ووو أكثر من ذلك ...

طيب لو كنتم تعلمون و تدركون حقاً ما قلته و ما كتبته؛ فلماذا لم تُنفّذوا منها حتى مشروعاً واحداً .. بل و فوق ذلك هدرتم ترليون و نصف ترليون دولار بلا بناية معتبرة أو مصنع أو مستشفى أو جامعة علميّة واحدة متطورة بحسب المواصفات العالمية, لا بل حتى مكتبة أو حديقة بمواصفات عالمية!؟

لذلك لم أخطأ حين قلت؛ بأنكم لستم سوى أولاد حرام(1) . . جئتم في غفلة بفضل (بريمر) لتنتقموا من الشعب العراقي المسكين الذي هو الآخر (ضيّع المشيتين) حين أيّد البعثيين في غفلة من الزمن أيضاً ثم الذين توالوا من بعدهم, و كما يقول المثل العراقي المعروف ..

لتكون النتيجة النهائية خراب و دمار البلد و سحق الأجيال المسكينة التي لم تلد بعد بسبب فساد عقائدهم و أحزابهم و تكبرهم و غبائهم و لهوثهم على الدُّنيا و الترف و الشهوة و غسيل الأموال العراقية الصعبة إلى لندن و سويسرا و دبي و عمان لمعرفتهم بهشاشة موقفهم و بفقدان الرئاسة عاجلاً ..
و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
لذلك إعتزلت السياسة بعد ما تلاشت الهمم و الهرم و سُرقت خزائن العراق و رهنوا حتى أرضه و كنوزها لمرحلة ما بعد داعش .. لعدم وجود ناصر يدعمنا من المخلصين لبناء العراق بدون الدواعش و أسيادهم!
عزيز الخرزجي
مفكر كونيّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الذين يأكلون أموال الناس و اليتامى بآلحرام ؛ إنما يأكلون في بطونهم النار, و هم إنما أسوء بكثير من أولاد الزنا الذين يُولدون قهراً و لا ذنب لهم, و ربما لا يُحاسبهم الله بشيئ مثلما يُحاس الذين نهبوا أموال الفقراء و اليتامى بآلقانون الذي شرّعه مجلس النهاب لصالح الأحزاب و الكتل و السياسيين.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google