الباب الثالث جزء من بحث خلق ادم ع ونزوله الى اﻷرض - نعيم الهاشمي الخفاجي
الباب الثالث جزء من بحث خلق ادم ع ونزوله الى اﻷرض


بقلم: نعيم الهاشمي الخفاجي - 31-03-2017
قول اﻹمام علي ع حول خلق آدم ع
البحث يكون ذات نكهة جيدة عندما نستدل في اقوال اﻹمام علي بن ابي طالب ع لذلك ارتئيت ان اخصص باب في بحثنا في مادة التفسير في جامعة المصطفى في تسليط الضوء على اقول الامام علي ع حول خلق ادم ع في الخطبة اﻹولى في نهج البلاغة لذلك اذكر ما ذكره الامام علي ع حول خلق آدم ع، قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُون هناك حقيقة ٍالانسان لم يكن حاضرا ولا شاهدا على خلق أبيه ادم ع فهو شيء غيبي عنا نحن أبناء آدم واحفاده، وصدق قول الله سبحانه وتعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول، وهنا علينا أن نتأمل و نسأل، عندما نقرأ خطبة ونسمع أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام وهو يصف كيفية خلق آدم عليه السلام، نرى أن اﻹمام عليه السلام ينقل صورة دقيقة بشكل دقيق عن عالم غيبي عنا وكأن اﻹمام عليه السلام كان حاضرا وعاش في ذلك العالم، وشهد تلك اﻷحداث، علينا أن نقف وقفة تأمل كيف الإمام علي ع وصف اﻹمور في جزئياتها وأن نتساءل كيف؟ لكن امير المؤمنين الامام علي ع لم يترك اﻹمور مبهمة عن شيعته ومحبيه فقد أجاب الإمام ( عليه السلام ) عن هذا التساؤل أن هذا ليس هو بعلم غيب ، و إنما هو تعلّم من ذي علم، وكلام الإمام ع إشارة واضحة أن مصدر علمه هو رسول اللّه صلى الله عليه وآله عن الوحي اﻷمين جبرئيل عن اللّه سبحانه الذي لا خالق إلا هو ولا يعلم إلا سواه، ولهذا السبب نرى الإمام ع تكلم بثقة ويقين، وفي إرادة، لا بحدس وتخمين وتحليلات واحتمالات، وهو القائل عليه السلام لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا، اللّه فرض على جوارحك كلها فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة، وهناك حقيقة كل الناس الذين يعرفون حقيقة الإمام ع يعلمون أن عليا تنسجم أقواله مع أفعاله ، وأفعاله مع دينه و ضميره أي أن علي بن ابي طالب ع هو قرآن ناطق كما هو الحديث عن رسول الله محمد ص عليا القرآن الناطق، ونحن نتجول ونغوص في علوم نهج البلاغة لابد لنا من الوقوف والتأمل على بعض عجائب خطب الإمام علي ع لكي نتزود من قطوفها الدانية البهيجه، و نرتوي من عذب ماء أنهارها ونقاوة المنبع، وصدق ونقاء الكلمات والمعلومات وتقتبس من أنوار هذه الخطب نور المعرفة والعلم ونفرح ونستمتع بجمالها وروعتها وننور عقولنا في روضة أشجارها المورقة بالفصاحة ومن انهارها البلاغة وسمائها نور الحكمة وأرضها صلد الإيمان، خطب بليغة ودقيقة ولغة فصيحة تأتي بعد القرآن وأقوال حكيمة تصلح أسس لعلوم اﻹجتماع واﻹقتصاد والتواصل، و هي من نفائس درر كلام مولانا أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام ,وقفتنا هنا نقرأ خطبة الى معلمنا ومثلنا وشفيعنا اﻹمام علي ع وهو يصف لنا أمير المؤمنين ع صفة خلق آدم عليه السلام ويفترض في المفسرين الاحتجاج في وصف الامام علي ع لخلق ادم ع والتي ابان بها الحقائق حيث قال الامام ع ومن الخطبه الاولى في نهج البلاغة,يقول علي ع، ثمّ جمع سبحانه من حزن الأرض و سهلها ، و عذبها و سبخها، تربة سنّها بالماء حتّى خلصت، و لاطها بالبلّة حتّى لزبت، فجبل منها صورة ذات أحناء ووصول وأعضاء وفصول، أجمدها حتّى استمسكت، و أصلدها حتّى صلصلت، لوقت معدود، وأمد معلوم، ثمّ نفخ فيها من روحه فمثلت إنسانا ذا أذهان يجيلها، وفكر يتصرّف بها، وجوارح يختدمها، و أدوات يقلّبها، و معرفة يفرق بها بين الحقّ و الباطل و الأذواق و المشامّ و الألوان و الأجناس، معجونا بطينة الألوان المختلفة، و الأشباه المؤتلفة، و الأضداد المتعادية و الأخلاط المتباينة، من الحرّ و البرد، و البلّة و الجمود. الامام علي ع افتتح خطبته هذه بحمد اللّه و تمجيده، و نفي صفات المصنوعين عنه، ثم أشار إلى مبدأ الخلق بشكل دقيق، و أصل الكون المسبوق بالعدم، ثم تطرق إلى خلق الملائكة، و هو يشير الآن إلى أصل الإنسان الأول، من أي شيء خلق، و كيف تم خلق هذا المخلوق، و قد تكلم الناس من علماء ومفكرين عن الكون و حقيقة اﻹنسان و أصله و عمره و أطواره، فقد تكلموا أيضا عن أصل الإنسان ووضعوا مراحل لتطور اﻹنسان، و كم مضى عليه من السنين في هذه الأرض، ووضعوا في ذلك الكتب و النظريات و ثبت زيفها و مع هذا لم يعرفوا عنه إلا القليل، يبقى علم الإنسان بنفسه محدودا، بل هناك حقيقة هذا المخلوق اﻹنسان استطاع أن يعرف عن غيره من الكائنات أكثر مما يعرفه عن أسرار نفسه، وحتى لو أن الإنسان يستطيع أن يعرف حقيقته على أتمها جسما وروحا فإنه لا يستطيع و لن يستطيع أن يعرف كيف تم خلق أبيه الأول، وإن ادعى ذلك مدعى طالبناه بالدليل و سألناه من اين لك وماهو دليلك، ان التجربة تعتمد وتقوم على المجهر و التحليل الكيماوي في المختبرات، و أين هو الإنسان الأول حتى يراه الباحثون على شريحة المجهر، أو يحللوا في مختبراتهم أعضائه و العناصر التي تألفت منها هذه الأعضاء، أو أن المدعي يستدل بالعقل والفكر والدليل وليس من شك ان معرفة العقل بأصل الإنسان وكيف تم خلقه تماما كمعرفته باسم والديه وعشيرته وفصيلته و بقامته طولا و عرضا، أو يستند المدعي الى التنقيب في الحفريات، و قد أعلن المختصون من علماء التنقيب أن أحدث المعلومات التي حصلوا عليها من دراسة الحفريات ودراسة وتحليل جماجم البشر التي عثر عليها ان الانسان كان موجودا على وجه هذه الأرض منذ مليون سنة تقريبا، و بالبداهة ان هذا شي ء، و أصل الانسان شي ء آخر، وليومنا هذا ما تجرأ أحد على الزعم بأنه عثر على رفات آدم أبي البشر و حطامه، أو أن المدعي يعتمد النقل و الرواية، و الشرط الأول في النقل أن يروي ما رأت العين وشاهدت، و أية عين هذه رأت خلق آدم ع اب البشرية، بل أية عين رأت خلق نفسها، ورب العالمين يقول في القرآن (أشهدوا خلقهم) 19 الزخرف، و هنا تتضح الحقيقة لا سبيل على الاطلاق الى العلم بأصل الانسان وخلق آدم ع إلا بالوحي من خالق الإنسان، وعلى هذا الوحي الذي نزل على الرسول محمد ص وحده اعتمد الإمام عليه السلام بعلومه عن خلق الإنسان و أصله، و الانسان سلسلة متصلة الحلقات ، تبتدى ء بآدم أبي البشر ، وتستمر الى يوم البعث والحساب، و لا يختلف مؤمن وجاحد على أن الإنسان بجميع أفراده، وتفرعاته واختلافاته، هو مخلوق من تربة هذه الأرض ومائها وهوائها و انه يعيش عليها كضيف مؤقت، ثم يعود إليها لا محالة، ووضع أصحاب النظريات نظرية اﻵكل والمأكول، لكن كل ذلك أبدا لا خلاف في شيء من ذلك، و إنما الخلاف هل كان للإنسان وجود سابق في عالم آخر غير هذه الأرض ،و كيف وجد عليها، هل وجد أول ما وجد على صورته الحالية أو على غيرها، ومتى بدأ ظهوره على الأرض، و ما هي العناصر التي يتألف منها جسمه، و من الذي أوجده، و ما هو الهدف من وجوده، و هل يملك رساله خاصه في هذه الدنيا ، أو أنه ليس لديه رسالة إلا أن طور نفسه بنفسه وان اصله قرد كما يقول أصحاب النظريات المادية، و أيضا هل يخرج من الأرض بعد موته، وهل يحشر في جسمه ويعود ثانية إلى الحياة، إلى غير ذلك من الموضوعات والخلافات، ما أعجب الإنسان، أنه يبحث عن نفسه بنفسه، و ربما هو الكائن الوحيد الذي امتاز بهذا الوصف، و مع ذلك قال بعض أفراد الانسان من اللادينيين يعتقدون أن أباهم قرد وتطور و قال آخرون إن أباه تولد من عفونة القاذورات تماما كما تتولد الحشرات، وقبل عدة سنوات أثار هذه القضية دكتور شيوعي عراقي قال لي انا استطيع أخلق؟ قلت له كيف؟ قال لي اضع قمامة في حاوية واخلق حشرات؟ قلت له ومن الذي خلق حبوب الطعام؟ ابتسم وقال لي كلامك وجيه وصمت، فإذا كان أصل اﻹنسان قرد فلماذا لم نشاهد قرود تطورت وأصبحت بشر مثلنا، واصحاب نظرية العفونة لماذا لم نشاهد بشر خرج إلينا من قمامة زبالة؟ ومهما قالوا و تحدثوا أنهم لم ولن يدركوا الحقيقة، ويبقون بجهل وضياع، إن ما قاله الإمام عليه السلام هنا عن أصل الإنسان هو شرح و تفسير لما جاء في القرآن الكريم . المعنى، خلق اللّه سبحانه آدم من جسم و روح ، و لكن بالتدريج لا دفعة واحدة ، كمثل البناء الذي يبني بيت يبني طابوقة على طابوقه، الله سبحانه وتعالى في البداية خلق جسما بلا روح و أيضا خلق هذا الجسم على أطوار كما يظهر من قول الإمام عليه السلام، ويمكن ترتيب المراحل كما يلي
1 ( ثم جمع سبحانه من حزن الأرض و سهلها ، و عذبها و سبخها تربة ) قول الإمام جمع سبحانه تربة، كلام الامام ع صريح في أن آدم لم يكن له عين ولا أثر قبل هذه الأرض، الله أكد هذه الحقيقة التي ذكرها الامام علي ع (إن مثل عيسى عند اللّه كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) 59 آل عمران. أي لم يكن موجود في هذه الأرض فكان أبونا آدم من تراب، و نحن أيضا في لحمنا و دمنا من تراب، لأن ما نأكله من اللحوم و الحبوب و الفواكه و الخضار والنبات، كل ذلك كان في الأصل ماء وترابا : (هو الذي خلقكم من تراب) 67 غافر.أما قوله ( عليه السلام ) : (من حزن الأرض و سهلها ، و عذبها و سبخها) فهو إشارة الى ان الانسان مثل أصله الأرض يجمع غرائز وتناقضات والمفارقات كالطيب و الخبيث ، و الأسود و الأبيض ، قال الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) : « خلق اللّه آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على مثل الأرض ، منهم الأسود والأبيض و الأحمر.
2 (و سنها بالماء حتى خلصت ، و لاطها بالبلة حتى لزيت) . يشير بهذا إلى قوله تعالى : (إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين) 71 ص .و قوله في الآية 11 من الصافات من طين لازب .نتساءل : لماذا لم يخلق اللّه آدم بكلمة « كن، الغاية من ذلك أن الله تعالى أراد أن يعلم الناس أنهم في الخلق سواء، لا فضل لأبيض على أسود، وهناك حديث عن الرسول محمد صلى الله عليه وآله يؤكد حقيقة أصل اﻹنسان من التراب، كلكم من آدم ، وآدم من تراب، وأن يعتبروا بقدرة اللّه التي خلقت من المادة الصماء إنسانا عاقلا يفعل الأعاجيب ، و يومىء إلى ذلك قوله تعالى : (أكفرت بالذي خلقك من تراب) 37 الكهف و أيضا أن يستدل الإنسان على النشأة الثانية بالأولى كما تشير الآية 5 من سورة الحج : « يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب » . و قال الإمام : « عجبت لمن أنكر النشأة الأخرى ، وهو يرى النشأة الأولى.
3 فجعل منها صورة ذات أحناء ووصول ، وأعضاء وفصول، لو قمنا في اعراب الجملة نجد ضمير (منها) يعود إلى التربة ، و المراد بالصورة صورة آدم ، قال سبحانه : (و صوّركم فأحسن صوركم) 64 غافر و فى جسم الإنسان أجزاء الرأس و اليدين و الصدر و الرجلين و إليه أومأ بكلمة أعضاء ، و فيه أضلاع ، وإليها أشار بالحناء ، و فيه مفاصل ،و هي ملتقى العظام و لولاها لعجز الإنسان عن الحركة ، و قد عبّر الإمام عنها بالفصول ، و فيه عصب يشد الأعضاء بعضها إلى بعض ، و هي المقصود من كلمة وصول من الوصل.
4 ( أجمدها حتى استمسكت ، و أصلدها حتى صلصلت ، لوقت معدود ، وأمد معلوم ) . بعد أن صار الماء و التراب طينا جامد و تماسكت أجزاؤه ، و أصبح جسدا واحدا ، يابسا و متينا ، إذا هبّت عليه الريح يسمع له صلصلة ، و أسند جمود الطين و صلصلته الى اللّه ، لأنه هو الذي خلق التراب و الماء ، و مزجها حتى صار طينا .و بهذه الأطوار الأربعة تم الجسم و كمل ، و مع هذا أبقاه سبحانه بلا روح مسجى والملائكة تنظر إلى هذا المخلوق الجديد لأن حكمة الله تعالى قضت أن يكون لكل أجل كتاب . ( ثم نفخ فيه من روحه )، . اختلفوا في معنى الروح لكن الله سبحانه وتعالى قال (قل الروح من أمر ربي) 85 الإسراء، انا كاتب السطور شاهدت خروج روحي من جسدي ورأيت شيء عجبا لحظات شاهدت بقاء جسدي على اﻷرض والروح التي خرجت من جسدي ترى اﻷشياء وعادت الروح الى جسمي واحسست كيف اشخر مع حركات عجيبة غريبة، عادت روحي ونهضت متعبا وللظاهر رب العالمين ابقاني حي لكي اواصل مهمتي في فضح فلول البعث وهابي من جيوش السفيانيون الارجاس، اخي المتصفح الكريم انظر الى علي ع يشير الإمام (عليه السلام) بهذا إلى أن في طبيعة الإنسان ومزاجه توجد قوى عناصر مهمة، منها ما ينسجم بعضها مع بعض كانسجام العلم مع الحلم أي أن العالم يجب ان يكون حليم، و الصدق مع الوفاء، أي لاصدق بدون وفاء، و انسجام الجبن مع البخل ،والكذب مع الرياء، ومنها ما يختلف بعضها مع الآخر ، كاختلاف الرضى والغضب، والسعادة مع الشقاء و الضحك مع البكاء،و الحفظ و النسيان والذكاء مع الجهل والمعرفة مع اﻹمية.كل هذه اﻹمور تصب لخير الإنسان و صالحه ، و بقائه و استمراره ، و لو نقصت منه صفة واحدة لاختل توازن الإنسان ، و لم ينتفع بشيء، لولا نعمة النسيان لتراكمت الهموم على الانسان ولبقى حقود ولم يستمتع بشيء ولولا اﻷمل لما عم اﻹعمار والبناء وانتهت حياة اﻹنسان في أمد قصير، ولولا نعمة العلم والمعرفة لعشنا في الظلمات، بل و لم يهتد الإنسان إلى كيانه الصغير وهي العائلة التي ينتمي إليها، ولما عرف صاحبته و بنيه، ولولا العقل ﻷصبح البشر حاله حال الحيوانات لربما يخرج من بيته ويستحيل ان يعود اليه، وهكذا سائر الصفات المتباعدة منها و المتقاربة، و كلها تجري على نظام مشترك ،وقدر جامع، وإن دل هذا على شي ء فإنما يدل على وحدة الخالق و المدبر الذي لا إله إلا هو : قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرً، وملخص حدينا أن اﻹمام علي بن ابي طالب ع تكلم عن خلق آدم والسموات واﻷرض والملائكة وكأنه كان حاضرا تلك اللحظات وهذا يكشف مدى رقي ومكانة اﻹمام علي بن ابي طالب ع، اﻹمام علي ع قال الحقيقة الدامغة في خلق آدم ع وبذلك قول الامام ع هو الفصل بعد كلام الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، نصيحتي لجميع الباحثين والمثقفين عليكم في نهج البلاغة يحتوي على مفاهيم وعلوم واسس لتشريع قوانين تخدم اﻹنسانية جميعا مع تحيات نعيم الهاشمي الخفاجي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google