العقل العراقي .. بين سوء التكوين والتخريب ! - خضير طاهر
العقل العراقي .. بين سوء التكوين والتخريب !


بقلم: خضير طاهر - 31-03-2017
موضوع تكوين العقل العراقي وفعله التخريبي .. بحاجة الى دراسات في علم النفس العام والطب النفسي ، وربما فروع علمية أخرى ، وسأحاول هنا تأشير ملاحظات سريعة وبسيطة حوله .

ينشأ الفرد في العائلة العراقية على أسس مغلوطة ، فهو يتربى على الإحتفاء بالعائلة والعشيرة والطائفة ، وهذا يخلق في وعيه ويجعل شخصيته تتشرب بالفكر والمشاعر العنصرية ضد الآخر سواء كان إبن البلد أو الأجنبي .. كذلك يتغذى الفرد منذ صغره على تقديس فكرة القوة الجسدية والهيبة وقوة الشخصية ... مما يخلق في داخله إحتقارا لنفسه إذا كان لايتطابق مع مفاهيم القوة هذه ، وأيضا إحتقارا لمن لاتتوفر فيه شروط القوة، ويتم تنميط الناس بين قوي وضعيف وليس مثقف وجاهل أو صاحب قيم أخلاقية ومجرم .


لاتوجد لدى العائلة والمجتمع ثقافة وتقاليد ( العمل الجماعي ) لقد فشلت كافة المشاريع الجماعية سواء كانت أحزابا أو نقابات أو جمعيات أو حتى على مستوى مطعم يشترك به عدة أصدقاء سرعان ماتجدهم يختلفون وتنفض الشراكة بينهم ، تصوروا أحزابا تدعي انها تتحرك بمباديء عقائدية مثل الحزب الشيوعي والأحزاب الإسلامية الشيعية والسنية حصل فيها عدة صراعات وإنشقاقات خلال تاريخها ، ولم تنفعها المباديء التي تؤمن بها ، وإنتصرت طبيعة الفرد العراقي في الفشل في النشاط الجماعي .


غياب فكرة المصير المشترك ، لاتوجد لدى العراقي هموم الجماعة ، بل شعاره الدائم هو ( مشي يمعود شعلينه ) فالعراقي لايشعر بالمسؤولية الوطنية نحو أبناء بلده ، ولن تجد أي عمل جماعي تطوعي حتى مستوى تنظيف شارع في منطقة سكنية ، إذا لايزال العقل البدائي الفردي الذي عاش وحده في الكهوف والغابات هو المتحكم في سلوكهم .


العراقيون شعب ضعيف لايمتلك شخصية التفكير المستقل بمصيره ، فقد جربوا لمدة عشرات السنين الأفكار الماركسية والقومية والإسلامية ، وفشلت هذه الأفكار في إدارة شؤون البلد وتسببت في خرابه ، لكن مع هذه الكوراث كلها لم يجروا مراجعة نقدية لحياتهم ، وطرح سؤال حول ماهي حاجات الواقع السياسي لبناء البلد ، لأنهم شعب فاقد الإستقلال وليس أحرارا فهم اما عبيدا ( للأفكار الحزبية أو عبيدا للدول ) .


العقل العراقي ميؤوس منه .. فهو غير مؤهل من حيث التكوين والفكر على تصحيح الأخطاء والإستجابة لحاجات الواقع والناس ، والتفكير بشكل برغماتي عملي يذهب بإتجاه مصالح الإنسان ، ومؤسف جدا العراقي حينما يصبح سياسيا تنتفض في داخله نوازع الشر والإجرام واللصوصية والتخريب ، وكأن العراقي لم يغادر بعد الفكر والسلوك البدائي الهمجي الذي كان فيه كل فرد يهاجم الآخر ويفترسه !



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google