ترمب الرئيس هو غير ترمب المرشح ! - زين العابدين الحيدري
ترمب الرئيس هو غير ترمب المرشح !


بقلم: زين العابدين الحيدري - 31-03-2017
أطلق دونلد ترمب (٦٩) حملته الدعائية وتحول إلى مرشح الحزب الجمهورى بشكلرسمي رغم تباين جميع التوقعات تجاهه.

و قد رأى الكثيرون في ذلك مزحة ودعاية،ولا سيما أن تهديد ترامب ببناء جدار عازلبين الولايات المتحدة والمكسيك لمنع الهجرةأصبح موضوع نكات في كل العروضالسياسية المسائية.

الجدار العازل هو واحد من عشراتالإثارات التي أفرزها من يوصف في إيرانبالمتموّل المتهوّر.

قائمة النشاز عنده تطول و تطوللتشمل إنحيازه ضد النساء و ضد الأقلياتو أرائه المتناقضة مع الإتجاه العام للبوصلةالأمريكية نحو حليفتها الاستراتيجية فيالشرق الأوسط، المملكة العربية و تجاه نفطالعراق و الإتفاق النووي مع إيران! لكن ماالذي حصل بعد فوزه؟


يتحول الكابوس الليلي الى حقيقة!

قليلٌ من إستطاع الفوز بتنبئه في نتيجةالإنتخابات الرئاسية الأمريكية؛ لكن منأصاب بتحليله، هو من أصاب في حُكمهتجاه الرجل الغريب في الحملةالدعائية أيضا؛




إنه هو ذات أسلافه، ربما قد سلكه غيرطريقهم للوصول إلى خلف طاولة الرئاسةفي البيت الأبيض لكن سرعان ما تحول الىنسخة طبق الأصل منهم.

فترمب الرئيس هو غير ترمب المرشح

إنه رئيس، حاله حال باقي رؤساء الولاياتالمتحدة.

هذا يعني لا مجال لقرارات متسرعة اومتفردة و خارجة عن سياقات نظام الحكم و مصالح اللوبيات المسيطرة في إدارةالولايات المتحدة حتى إن توعّد بها المرشح وفاز بها.

فالجدار العازل لم يُشَيّد!

و إنحيازه ضد الأقليات لم يُنجِز سوى قرارمعَرَّض للطعن من قبل محاكم الولايات،يقضي بمنع سبع دول و تقليله الى ستدول و لفترة معينة من الدخول إلى الولاياتالمتحدة !

و تُستَقبل القيادات السعودية على طليعةالدول المسلمة في البيت الأبيض و يخرجالإجتماع بهم بقرار إيجاد منطقة آمنة فيسورية، رغم حديث ترمب المتناقض معالقرار خلال الحملة الدعائية و كلامه المركَّزضد الإرهاب و ضرورة القضاء علىداعش!

و تتحول زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى العنوان الأول في الإعلامالأمريكي دون مطالبته بالنفط الذي كانيراه ترمب أنه من حق أمريكا!

إذاً تتناقض شخصية من يدخل إلى البيتالأبيض مع من يسعى لذلك.

و على غرار هذا النمط من إتخاذ القراراتيمكن الحديث عن مستقبل الإتفاق النووي؛

فأولاً، ليس الإتفاق ثنائياً بين واشنطن وطهران بل هو إتفاق بين الأخيرة و بينالمجتمع الدولي الذي مثله في طاولةالمفاوضات، مجموعة السداسية و الإتحادالأوروبي.

ثانياً، ليس بوسع ترمب المصطدم معالجميع منهم أوروبا إيجاد إجماع دوليكالذي كان عليه الغرب في عهد بوش واوباما لفرض عقوبات إقتصادية شاملةتحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة و يعرف الجميع عدمجدوى القرارات الأوحادية الجانب.

ثالثاً، يكاد يتفق المراقبون على أن الولاياتالمتحدة ليس بوسعها أن تتحمل مسئوليةعودة إيران إلى المربع الأول في الملفالنووي خاصة و أنها لم تفقد شيئا يعيقهافي تشغيل اجهزة الطرد المركزي للتخصيببالنسب المحضورة و بعد ردة فعل طهرانالشديدة التي جائت على لسان رأس هرمالسلطة فيها، اية الله خامنئي بأن ايرانستحرق الإتفاق إن قامت أمريكا بتمزيقه.

رابعا، لم يُظهر ترمب الرئيس، حَزمه فيتنفيذ وعوده الدعائية خلال فترة الترشيح بلتراجع عن معظمها بطريقه أو أخرى إذ إنهو بعد فوزه في الإنتخابات دعى إلىمراجعة الإتفاق بعد ما كان يدعو إلىتمزيقه و وصفه بأسوء إتفاق في تاريخالولايات المتحدة.

لذلك فأن ترمب المرشح، قد يمثل واقعالولايات المتحدة المتأزم لكنه لم يرهبالخصوم و على رأسهم إيران بقدر ما يثيرسخريتهم!

"فترمب الرئيس هو غير ترمب المرشح"



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google