مَنْ يَعُودُ؟ لِمَنْ؟! [٣] - نــزار حيدر
مَنْ يَعُودُ؟ لِمَنْ؟! [٣]


بقلم: نــزار حيدر - 31-03-2017
مَنْ يَعُودُ؟ لِمَنْ؟!
[٣]
نـــــــــزار حيدر
أَلأَوَّل؛ أَنَّ الْعِراق غادرَ [محيطهُ العربي] ولذلك يلزم إِعادتهِ الى [الحضيرةِ العربيَّةِ!] بأَيِّ ثمن وبكلِّ الوسائل والأَساليب المشروعة وغير المشروعة! وهي عادةً غير مشروعة كُلُّها فالنُّظم الاستبداديَّة والديكتاتوريَّة البوليسيَّة الشُّموليَّة لا تمتلك أَدوات الشَّرعيَّة بأَيِّ شَكلٍ من الأَشكالِ.
الثَّاني؛ أَنَّ الْعِراق وقعَ تحت الاحتلال وهو يتعرَّض لغزوٍ أَجنبيٍّ ولابدَّ من مُساعدة [العراقييِّن] لتحريرِ بلادهِم من كلِّ ذلك! ليعودَ مرَّةً أُخرى الى محيطهِ العربي على إِعتبارهِ متحرِّراً وغير خاضع للسَّيطرة الأَجنبية وقِوى الاستكبار العالمي! أَو كأَنَّهُ ليس محميَّات بريطانيَّة وأَميركيَّة في المنطقة! خاصَّةً نُظُم القبائِل الفاسدة الحاكمة في دُول الخليج!.
أَو كأَنَّهُ ليس هوَ [المُحيط العربي] الذي مكَّنَ الولايات المتَّحدة وحليفاتها من [إِحتلال] الْعِراقِ وتدميرهِ عندما هيَّأَ لها كافَّة المستلزمات لذلك، خاصَّةً استخدام قواعدها العسكريَّة على أَراضيه وكذلك أَجواءهُ ومياههُ! فضلاً عن الغطاءِ السِّياسي والشَّرعي!.
ولتحقيقِ ذَلِكَ جيَّش [المُحيط العربي] واستنفرَ كلُّ ما يملك وما لا يملُك، فصدرت بادئ ذي بِدء فتاوى التَّكفير والقتل والذَّبح والتَّدمير من عددٍ كبيرْ من فُقهاء الحزب الوهابي المحميِّ بنظامِ القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرةِ العربيَّة وكذلك من قبَل فَقِيه موزة [فقيه النَّاتو فيما بعد] وبذلك أَضفَوا على حربهِم ضدَّ الْعِراقِ الجديد صبغةً شرعيَّةً من خلالِ توظيفِ الدِّين والفتوى! وهو الأَمرُ الذي ينسجم مع عقليَّة العربِ خاصَّةً!.
ثم شنَّ [المُحيط العربي] غزواتٍ إِعلاميَّةٍ شاملةٍ وكاسحةٍ قلَّ نظيرُها في التَّاريخ لغسلِ أَدمغةِ ومن ثمَّ لتحريضِ جراثيمهِ ودوابِّهِ وتشويقهِم للهجرةِ الى الْعِراقِ الذي فُتحت فيهِ أبوابَ الجنَّةِ! فمَن أَرادَ أَن يغنمَ حور العين ويحظى بمأدُبةِ غداءٍ أَو عشاءٍ في الجنَّةِ مع رَسُولِ الله (ص) فعليهِ بالهجرةِ الى الْعِراقِ وليس الى غيرهِ فيقتُلَ ويُقتَلُ وينتهي كلَّ شيءٍ! ليجدَ نفسهُ في حضنِ حوريَّةٍ أَو أَحد الولدان المخلَّدون!.
هنا تحرَّك البترودولار ليغطِّي الفواتير وكلِّ النَّفقات المترتِّبة على ذلك! فغطّى الاعلام التَّحريضي الطَّائفي والعُنصري الذي راحَ يصنع رموزاً جديدةً للأُمة العربيَّة والمتمثِّلين بالارهابيِّين والانتحاريِّين والقتلة والذَّبَّاحين! من جهةٍ، وليغطِّي مصاريف أُسَر [المُجاهدين] الذين تجمَّعوا من مُختلفِ البلادِ العربيَّة وعلى رأسِها [المملكة العربيَّة السَّعوديَّة ودولة الإمارات العربيَّة المتَّحدة ومِصر وتونس وسوريا واليمن] ولتغطيةِ مصاريف [المُجاهدين] أَنفسهُم! تدريباً وتنظيماً وتسليحاً وكلَّ شيءٍ، بالاضافةِ الى تغطية نفقات عروجهِم الى [الجنَّة]!.
وبذلكَ ضربَ [المُحيط العربي] عصفورَينِ بحجرٍ واحِدٍ؛
العُصفور الأَوَّل؛ والمتمثِّل بالسَّعي لتدمير الْعِراقِ الجديد وقتلِ أَكبر عددٍ مُمكنٍ من العراقييِّن لإِجبارهِم على تركِ خيارهِم الجديد!.
إِنَّهُ [المُحيط العربي] حاولَ أَن يكونَ الثَّمنُ غالياً جدّاً لثني العراقييِّن عن تحقيقِ هدفهِم الجديد في بناءِ نِظامٍ سياسيٍّ جديدٍ يتناقض كلِّيّاً مع النِّظام السِّياسي المعمول به على الأَقلِّ منذُ تأسيس الدَّولة العراقيَّة الجديدة مطلعِ القرنِ الماضي!.
إِنَّهُ [المُحيط العربي] حاولَ إِعادة عقارِب الزَّمن العراقي الى الوراء، الى ما قبلَ عام ٢٠٠٣ لتعود الأَقليَّة هي التي تحكُم البلاد بالمؤَسَّسة العسكريَّة!.
*يتبع
٣١ آذار ٢٠١٧
لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google