البوصلة! - ابراهيم الحريري
البوصلة!


بقلم: ابراهيم الحريري - 31-03-2017
وانت تتذكر، وحيدا، فجر هذا اليوم، في البعيد البعيد، صلتك، علاقتك بالحزب التي بدأت قبل 65 عاما او يزيد قليلا، ما الذي مثلته هذه العلاقة لك وما تزال؟
البوصلة!
شرقت وغربت. سقطت ونهضت، بدا لك، حينا، انك تهت وانتهيت. لكن كان ثمة، دائما، بوصلة - نجم شمال يومض لك، من بعيد، يضيئ لك، فتعاود، ايان كنت، المسير.
والأكثر، انك بت جزءاً من هذه البوصلة- النجم، تضيئ به وتستضيئ، وبات جزءاً منك، بل في الصلب من صلبك، فاذا به، كما رجز، هيمانا، متصوف: "انت انا وانا انت" بلغ القدرة على التوحد، في الحب، بل هو الحب ذاته، لو لم "نجده عليها" كما قال شاعر"لاخترعناه".
و لقد "اخترعه" قبل 83 عاما، نفر من الكادحين والمثقفين، لأَنهم كانوا بحاجة له، لأَن العراق كان بحاجة له، ما يزالون و ما يزال، بل تزداد الحاجة له كل يوم، في هذا الليل البهيم، المدلهم.
لم تفلح قوة، مهما اوغلت في الهمجية، ان تصفيه، ولن تفلح...
ما ظل لصيقا بالناس، ما مد جذوره عميقا في الأرض التي انجبته، ما التحم بقوة الخصب، في الفكر والحياة والطبيعة، المتجددة اللا تقهر، فيتجدد بها ومعها. فأِذا به، كل ما طعن، يولد من جديد.
تحية لك، من البعيد البعيد، فجر هذ اليوم المنور، والشمس تشقشق، ويقف عصفور مقرور ينقر زجاج نافذتي يلتمس الدفء.
لم اعد بك وبالناس الذين احب، وحيدا، فعيدك، وانا على عتبة الثمانين، عيدي وعيد الكثير من الناس، ما دمنا معا.
هاملتون- كندا
فجر 31 آذار 2017



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google