مَنْ يَعُودُ؟ لِمَنْ؟! [٤] وَالأَخيرة - نــزار حيدر
مَنْ يَعُودُ؟ لِمَنْ؟! [٤] وَالأَخيرة


بقلم: نــزار حيدر - 01-04-2017
مَنْ يَعُودُ؟ لِمَنْ؟!
[٤] وَالأَخيرة
نـــــــــزار حيدر
ولقد باتَ ذلك واضحاً من خلالِ نوعيَّة العمليَّات الارهابيَّة التي كان ينفِّذها الارهابيُّون القتَلة في مُختلفِ مناطقِ الْعِراقِ وخاصَّةً في العاصمةِ بغداد!.
كما اتَّضح ذلك من خلالِ مساعيهم الرَّامية الى إِشعال فتيلِ الحَرْبِ الطَّائفية والحربِ الأهليَّة، خاصَّةً بعد إِعتدائهم الآثم على مرقد الإمامَين الهُمامَين العسكريَّين في مدينة سامرَّاء! اذ كان من الواضح جدّاً أَنَّ التَّفجير الارهابي إِستهدفَ إِشعال فتيل الحَرْبِ الأَهليَّة والطَّائفيَّة بين العراقييِّن!.
العُصفور الثَّاني؛ هو أَنَّ [المُحيط العربي] نجحَ نجاحاً باهراً في إِبعادِ ما كان يُطلقُ عليهِ بالعربِ الأَفغان والذين كانوا قد عادوا للتوِّ من أَفغانستان إِثر تحريرِها من الغزو العسكري السُّوفياتي! بغطاءِ الدِّين وبمساعدة الولايات المتَّحدة الأَميركيَّة التي أَسَّست وقتها تنظيم [القاعدة] الارهابي بالتَّعاون مع نظام [آل سَعود] والباكستان! والذين كانوا [العرب الأَفغان] يشكِّلون خطراً كبيراً على الأَنظمة في كلِّ البلادِ العربيَّة اذا عادوا من أَفغانستان اليها كلٌّ حَسْبَ منشئِهِ وجنسيَّتهِ لأَنَّ قادتُهم وزعماءهُم وأُمرائهُم كانوا يطلبونَ ثمناً على تحقيق النَّصر على الاتِّحاد السُّوفياتي المُلحد! نجح في إِبعادهِم الى الْعِراقِ وإِشغالهم بحربٍ جديدةٍ! هي الأُخرى مُغطَّاة بالدِّين والمذهبِ والفتوى!.
وهكذا استمرَّت حرب [المُحيط العربي] ضد الْعِراقِ والمحميَّة بالمكوِّن [السُّنِّي الكريم]! عقداً من الزَّمن! فماذا كانت النَّتيجة؟!.
لقد راح [المُحيط العربي] يجرُّ أَذيال الفَشَلِ والخَيبة واليأس من أَن يُؤثِّر بمثلِ هذه الجرائِم البشِعة على الْعِراقِ الجديد أَو أَن يفُلَّ من سواعدِ العراقييِّن!.
العراقيّونَ من جانبهِم زادتهُم هذه الحَرْبِ القذِرة صلابةً وعزيمةً وإِصراراً فلم يُثنهم القتل والذَّبح والتَّدمير الذي مارسهُ [المُحيط العربي] ضدَّهم ولم يُزدهم {إِلاَّ إِيمَاناً، وَمُضِيّاً عَلَى الْحَقِّ، وَتَسْلِيماً لِلاَْمْرِ، وَصَبْراً عَلَى مَضَضِ الْجِرَاحِ}! على حدِّ وصفِ الامام أَمير المؤمنين (ع).
وعندما شعرَ [المُحيط العربي] بالفشلِ قرَّر أَن يعودَ الى الْعِراقِ الجديدِ وفِي الحلقِ شجاً! ولكن ليس من المعقولِ أَن يُعلن ذلك، وإِنَّما قال أَنَّ الْعِراق هو الذي عادَ الى محيطهِ العربي طبعاً مرَّةً أُخرى لتضليلِ الرَّأي العام العربي على وجهِ التَّحديد!.
فلماذا قرَّر [المُحيط العربي] العودة الى الْعِراقِ؟!.
أَوَّلاً؛ خشيتهُ من الْعِراقِ الجديد الذي سيخرج من الحَرْبِ على الارْهابِ أَقوى من ذي قبل وأَكثرُ ثباتاً! وهو يرى ويلمس الانتصارات الباهرة التي يُحقِّقها العراقيُّونَ في معركةِ المَوصل الحاليَّة والتي ستكون آخر معارك الحَرْبِ على الارْهابِ باْذنِ الله تعالى.
ثانِياً؛ الْعِراق ما بَعْدَ الارهاب سيكونُ القُوَّة الاقليميَّة الجديدة الصَّاعدة والنَّامية سواء على الصَّعيد السِّياسي والأَمني أَو على الصَّعيد الاقتصادي وتحديداً النَّفط والغاز.
كما أَنَّهُ سيكونُ سوقاً للبناءِ والإِعمارِ والاستثمارِ في المنطقة.
ثالثاً؛ خوف [المُحيط العربي] من الارهاب الذي يتوقَّع كثيرون أَنَّهُ سيستوطن في دولِ الجِوار وعلى رأسِها [المملكة العربيَّة السَّعوديَّة] التي صدَّرت الارهاب الى كلِّ العالَم بعقيدتِها الفاسدة [الحزب الوهابي] الأَمرُ الذي يحتاج من [المُحيط العربي] الى أَن يكونَ على علاقةٍ حسنةٍ مع الْعِراقِ لتوظيفِ مثلِ هذه العِلاقة في حربهِم القادِمة رُبما على الارهاب!.
رابعاً؛ كذلك خوف [المُحيط العربي] من المُتغيِّرات الدَّوليَّة التي باتت واضحة للعيانِ منذُ دخول الرَّئيس الأَميركي ترامب الى البيتِ الأَبيض! وعلى وجه الخُصوصِ إِثْر الزِّيارة النَّاجحة للسيِّد رئيس مجلس الوزراء الدُّكتور العبادي الى واشنطن.
خامساً؛ ولا يفوتُ المُراقب أَن يذكرَ كذلك بهذا الصَّدد الضُّغوطات التي تعرَّض لها [المُحيط العربي] لتحسينِ علاقاتهِ مع الْعِراقِ وتالياً العودةِ اليه!.
هذه الضُّغوطات هي التي تفسِّر الاندفاع الغريب الذي أَبدتهُ فُجأَة الرِّياض باتِّجاه الْعِراقِ!.
السُّؤال الآن هو؛
بعودةِ [المُحيط العربي] الى الْعِراقِ، هل سيغيِّر الأَخير من سياساتهِ الخارجيَّة تجاه جيرانهِ؟! فتأتي علاقاته الجديدة مع [المُحيط العربي] مثلاً على حسابِ علاقاتهِ مع جيرانهِ الآخرين؟!.
الجواب؛ أَبداً، فعندما يُقرِّر [المُحيط العربي] العودة الى الْعِراقِ وليس العكس فهذا يعني أَنَّ العراق كان على صحّ وعلى حقٍّ وأَنَّ [المُحيط العربي] كان على خطأ وعلى باطل! فلماذا يُغيِّر الْعِراق إِذن سياساتهُ الصَّحيحة ومواقفهُ التي هي على حقٍّ؟!.
بل العكس هو الصَّحيح! فانَّ على [المُحيط العربي] أَن يعقل فيُغيِّر من سياساتهِ العدوانيَّة ويستوعب المتغيِّرات والواقع الجديد!.
لقد بذلَ الْعِراق كلَّ ما بوسعهِ لطمأَنة [المُحيط العربي] وإِشعارهِ بأَنَّهُ يتكامل معهُ ولا يتقاطع! وأَنَّ علاقاتهُ مع أَيٍّ من جيرانهِ لن تكون على حسابِ الآخرين من جيرانهِ! الّا أَنَّ [المُحيط العربي] كانَ خائفاً ومرعوباً من النِّظام السِّياسي الجديد فلم يقتنع بذلك لدوافعَ طائفيَّةٍ وعُنصريَّةٍ فشِلت مع الْعِراقِ وتآكلَ تأثيرها بمرورِ الوقت!.
١ نيسان ٢٠١٧
لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google