المنافقون في الاسلام...قصة كبيرة - راجي العوادي
المنافقون في الاسلام...قصة كبيرة


بقلم: راجي العوادي - 01-04-2017
كثيرا ما افتقد المحققون الجرأة في تناول سيرة المنافقين رغم ما يقفون عليه من وثائق وحقائق دامغة تثير الشك في الأذهان , فلو كان ليس للمنافقين وجود في صدر الاسلام لما ذكرهم الله في ايات عدة بل في صورة كاملة حتى ان المنافقين تكررت اكثر من لفظ المؤمنين في القران الكريم (المنافقون 36 مرة والمؤمنون 28 مرة) ... القرآن يثبت أن النفاق تزايد في آخر العهد النبوي أكثر مما كانوا في أوله ’وإذا كانت الثقافة النفاقية قد شقت المؤمنين نصفين مع وجود النبي والوحي؛ فماذا ستفعل مع توقف النزول وموت النبي؟جرأة المنافقين في عهد النبي وصلت لحد أنهم (يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف) علناً لذا خاطبهم الله (وإذا قيل لهم لا تفسدرا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون) فإذا كانت هذه جرأتهم في عهد النبي - وفق القرآن - فكيف ستكون جرأتهم بعد وفاة النبي؟(الشيخ حسن بن فرحان الماكي ) قبل ان نسترسل بالموضوع حري بنا ان نبين أصل لفظة (النفاق) وجذورها اللغوية , فلفظة النفاق:تعني إخفاء الكفر وإظهار الإيمان والعرب قبل الإسلام لم يستخدموها بهذا المعنى (ابن الأثير في النهاية) , اما الجذر اللغوي لكلمة النفاق فيتحدد باربعة :اولها :اُخِذَ من مادّة (نَفَق) بمعنى ذهب وهلك وثانيهما اُخِذَ من معنی (نفقت السلعة إذا راجت وكثر طلابها وثالثهما اُخِذَت من معنى النفق تحت الأرض ورابعهما اُخِذ من مادّة (النافقاء)و(القاصعاء) , فالاولى الظهور الخفي والثانية الظهور العلني ، فالمنافق على صلة دائمة بطريقين للخروج ، ولا ترسخ قدمه فى الإيمان ولا يثبت هو عليه، وأنّ طريقه الحقيقي هو الكفر، لكنّ بإعلانه الإسلام يدفع الخطر عن نفسه... اللغويون اهموا الاحتمالات الثلاثة واهتموا بالاخير... لقد حذَّرَ الله عَزَّ و جَلَّ في القرآن الكريم الرسول المصطفى (صلى) من خطر المنافقين وبيَّن بعض صفاتهم وآساليبهم وكشف عن بعض نواياهم وخططهم ، كما وحذر الرسول الاعظم (صلى) المسلمين من ظاهرة النفاق والمنافقين وفضح مخططاتهم في مواقف كثيرة...نستعرض الايات التي تحدثت عن المنافقين

النساء (آية:61): واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رايت المنافقين يصدون عنك صدودا

النساء (آية:88): فما لكم في المنافقين فئتين والله اركسهم بما كسبوا اتريدون ان تهدوا من اضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا

النساء (آية:138): بشر المنافقين بان لهم عذابا اليما

النساء (آية:140): وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها ويستهزا بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انكم اذا مثلهم ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا

النساء (آية:142): ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاه قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا

النساء (آية:145): ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا

الانفال (آية:49): اذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فان الله عزيز حكيم

التوبة (آية:64): يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سوره تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزؤوا ان الله مخرج ما تحذرون

التوبة (آية:67): المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يامرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون ايديهم نسوا الله فنسيهم ان المنافقين هم الفاسقون

التوبة (آية:68): وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم

التوبة (آية:73): يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم وماواهم جهنم وبئس المصير

التوبة (آية:101): وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينه مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم

العنكبوت (آية:11): وليعلمن الله الذين امنوا وليعلمن المنافقين

الاحزاب (آية:1): يا ايها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ان الله كان عليما حكيما

الاحزاب (آية:12): واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا

الاحزاب (آية:24): ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين ان شاء او يتوب عليهم ان الله كان غفورا رحيما

الاحزاب (آية:48): ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع اذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا

الاحزاب (آية:60): لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينه لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا

الاحزاب (آية:73): ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما

الفتح (آية:6): ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائره السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا

الحديد (آية:13): يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمه وظاهره من قبله العذاب

المنافقون (آية:1): اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون

المنافقون (آية:7): هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والارض ولكن المنافقين لا يفقهون

المنافقون (آية:8): يقولون لئن رجعنا الى المدينه ليخرجن الاعز منها الاذل ولله العزه ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون

التحريم (آية:9): يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم وماواهم جهنم وبئس المصير

فالآيات السابقات تدل على أن النفاق أصبح في مستوى خطورة الكفر فلا يغرك احاديث اتباع النهج الاموي فحتى من حضر بيعة الرضوان عرف بعضهم بالنفاق ك عبد الله بن أبي ، وأوس بن خولي. فكونهم من أهل بيعة الرضوان يستبطن مغزى عميقا، لا بد من البحث عنه وراء منطوق الآية الكريمة , فالبيعة وحدها لا تكفي للحكم على أصحابها , فعنصر الزمن هو الذي يعكس مدى صدق هذه البيعة من خلال استمرارية أصحابهاعليها أم تراجعهم عنها , فقيمة البيعة هي في مدى الالتزام بشروطها كلها، وتنحل تلك القيمة مع خروج أصحابها عليها وكثير ممن حضر بيعة الرضوان لم يلتزم بتلك الشروط...عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال: لقيت البراء بن عازب (رض) فقلت" طوبى لك صحبت النبي (ص) وبايعته تحت الشجرة، فقال: يا ابن أخي إنك ( لا تدري ما أحدثنا بعده) .

اليس هناك صحابة اعترضوا على تجهيز جيش أسامة ولم يوافقوا بقيادته ؟!حيث رأوا فيه شابا صغير السن وهم شيوخ كبار , وقد لعن الرسول (ص) كل متخلف عنه، ابن خلدون لم ينف الحادثة، بل أكد عليها وذكر ما قاله الرسول(ص) حول من تقول فيها: وقد بلغني أن أقواما تكلموا في إمارة أسامة، طعنوا في إمارته لقد طعنوا في إمارة أبيه من قبله وقد ازدادت خطورة النفاق بعد وفاة الرسول (ص) وبدأوا يتطلعون إلى مشاريع هدامة, فقد روى البخاري عن حذيفة بن اليمان قال:إن المنافقين اليوم أشرس على عهد رسول الله (ص) كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون ", فالنبأ القرآني يخبر عن ظاهرة خطيرة ومنتشرة في المجتمع. كيف تمحى بسرعة فور رحيل النبي (ص) ؟! ولأن طبيعة النفاق دائما من التكتم بحيث لا تمكن من ضبط حقيقتها , فالصحابة عاشوا فترة طويلة من الصراع بعد وفاة الرسول (ص) عملوا فيها السيف على رقاب بعضهم البعض. وبيتوا لبعضهم البعض وتقاتلوا فرقا فرقا ,ولو كان للصحبة مفهوم غير لغوي أو أن العدالة كانت من لوازمها. إذن لكان هذا الرهط أولى بالالتزام بهذا الأمر وإذا كان التجريح لا يطال، الصحابة , فكان أولى بهؤلاء أن لا يجرحوا بعضهم بعضا ,ترى فهل كانت الصحبة عاصمة للصحابة من النار كما أدرك ذلك الصحابي نفسه، وهل أن الصحبة ملازمة للعدالة في رأي الصحابي نفسه؟!

ففي الأيام الاُولى من خلافة عثمان، وفي مجلسٍ كان يضمّ عناصر الحزب الاموي توجّه أبو سفيان إلى الحاضرين، وقال: والآن، بعد تيمٍ وعديٍّ (إشارة إلى عشيرة أبي بكر وعمر) ها قد آلَت الخلافة إليكم، تلاقفوها تلاقف الصبيان للكرة، واختاروا لها الدرجة من بني اُمية، فهذه الخلافة هي نفس تلك الحكومة والرئاسة البشرية، واعلموا أنّي لا أؤمن بجنة ولا نار( الإصابة: ج4 / ص 88لابن حجر العسقلاني ) وقال: " يا أبا عمارة! إن الأمر الذي اجتلدنا عليه بالسيف أمس صار في يد غلماننا اليوم يتلعبون به ونذكر ان ابا سفيان اراد تحريك الامام علي (ع) ضد ابو بكر بذريعة غصب الخلافة، ألامام علي (ع) قال لبي سفيان: «لقد كنت منذ اليوم الأوّل عدو للاسلام والمسلمين ...يقول الرسول الأكرم’ فيما يتعلق بأوصاف النفاق الأخلاقي: «أربَعٌ مَن كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنافِقٌ وَإن كَانَت فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنهُنَّ كانَت فِيهِ خَصلَةً مِنَ النِّفاقِ: مَن إذا حَدَّثَ كَذِبَ، وَإذا وَعَدَ أخلَفَ، وَإذا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإذا خَاصَمَ فَجَرَ.» رواه البخاري ومسلم .

المنافقون ماكرون وذكروا في السور المكية والمدنية وبقوا كل هذه المدة لا يعرفهم أحد! انه غاية المكر: الشيخ السعودي حسن بن فرحان الماكي يقول: حذيفة بن اليمان لا يعرف كل المنافقين لكنه يعرف رؤوسهم الذين حاولوا اغتيال النبي صلوات الله عليه وكانوا اربعة عشر او خمسة عشر,كان حذيفة يقول( لو حدثتكم بما أعلم لكذبني ثلاثة أثلاثكم) انظروا ترجمته في تهذيب الكمال للمزي ففيها عجائب, ماذا يعني حذيفة يتوقف عن التصريح بأسماء رؤوس المنافقين ويخشى على نفسه القتل ؟! ألا يعني أن الجمهور مع المنافقين ومخدوعين بهم ؟! وهذا يدل على تغلغل فكر المنافقين في عقول الصالحين واستعداهم لتكذيب حذيفة, حذيفة بن اليمان صاحب السر الذي لا يعلمه غيره يجب دراسة احوال هذا الصحابي الجليل الذي كان عمر يسأله عن نفسه هل هو من المنافقين؟! حذيفة بن اليمان عنده أسرار رؤوس النفاق وآثارهم الفكرية والدينية والسياسية ...توقعوا لو حذيفة لم يكتم السر وافشاه لكان اليوم عندنا من الكذابين.

كنا سنخسر كل شيء! فكانت الرموز التي يطلقها حذيفة أفضل من التصريحات ليهتدي من بحث بصدق ويبقى الأنعام على ضلالتهم هذا الفرز مهم, بعضهم نفاقه واضح ويسهل الإعلان عنه كمعاوية وبعضهم يصعب التصريح به حتى في عهد حذيفة والنتيجة واحدة معي ومع حذيفة سيكذبوننا, نكشف المنافقين بقراءة القرآن أولاً وحديثه عن المنافقين وهل يعقل أن يكون هذا الحشد القرآني في ذمهم منتهي الصلاحية أم أن ثقافة النفاق ستستمر؟!

الله يريد منك أن تبحث بنفسك, أن تكتشف بنفسك, لتتعرف على المنافقين , اعطاك إشارات وعلامات عامة وانت حر هو غني عنك هذه من سنة الله... ان الباحث الواعي بنشأة أهل الحديث وميولهم وبعلم التاريخ يستطيع معرفة المنافقين , ولكن الذي يمنعه من التصريح هو ما منع حذيفة من التصريح بهم، بسبب تكذيب الناس واستعظامهم , كل القرائن والدلائل تشير على أن أبا سفيان ومعاوية منهم، وهناك , وأبو موسى الأشعري منهم، وروايات تذكر أسماء أخرى أكبر من هؤلاء فإن صح أن هؤلاء الكبار منهم فلعلهم تابوا كما ثبت في حديث حذيفة في صحيح مسلم، أما معاوية وأبو سفيان فلم يحسنوا السيرة حتى تحتمل توبتهم، ولو احتملنا توبة معاوية وأبيه لما بقي في الاثنين عشر متهماً، وبطل الحديث...انا اقول رغم الجهد الفكري الذي بذله الباحث الشيخ حسن بن فرحان المالكي في هذا الصدد يبقى معرفة المنافقين من علامة واحدة هو بغضهم للإمام علي (ع) فقول الامام علي (ع) على لسان النبي الاعظم (ص) ((يا علي لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق)) ورد ب 207 مصدر من كتب اهل السنه ابرزها صحيح البخاري ومسلم ويمكن التاكد من المصادر على الرابط التالي http://www.mezan.net/radalshobohat/Main36.htm

الشيخ المالكي يقول :بغض المنافقين العلني للإمام علي هو فرع من بغضهم السري للنبي صلوات الله عليهم وهذا معنى الحديث الصحيح ( من أبغض علياً فقد أبغضني _ المناقب الفصل السّادس ص30) ويبقى السؤال الاهم لماذا لم يقاتل النبي (ص) المنافقين؟! النبي أمر حذيفة بكتمانهم وذكر صفاتهم فقط ليكونوا محل ابتلاء الله له أسرار يريد أن يأتي إليه عبده وقد تعب وأجهد نفسه, وغاية الله من هذا الفرز موجودة في القرآن( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب)وكشف في آية أخرى أن من طبيعة الطيب القلة ومن طبيعة الخبيث الكثرة( قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث)

ذكر الله بعض العلل في إخفاء المنافقين ورموز الخبث بقوله ( وما كان الله ليطلعكم على الغيب) فهو لا يريد عباداً يأمرون الله!

الله لا يريد منا أن نأمره قائلين:سم لنا المنافقين وإلا ترى سنكفر! ترانا قد ننحرف إذا ما صرحت لنا بأسمائهم... الله لا يقبل التهديد.

ويقول الشيخ المالكي ايضا لم يقاتل النبي المنافقين لأن الله لم يأمره بذلك وإنما أمره بجهادهم والجهاد أوسع دائرة من القتال ثم الله لم يشرع العقوبات الدنيوبة إلا على الذنوب الجنائية قتل وسرقة وبغي وزنا الخ وهي تتعلق بحقوق البشر في الدنيا أن بقاء المنافق بلا عقوبة فيه تحقيق سنة إلهية عظيمة وهي ( سنة الابتلاء) كبقاء إبليس تماماً؛ ليتبين من يعبدهم ومن يعبد الله لو شاء الله لأهلك إبليس وأولياءه من الكفار والمنافقين والمشركين والذين في قلوبهم مرض والظالمين والمفسدين الخ

أبقى الله المنافقين ابتلاء لتقاومهم أنت فهل انت جدير؟!

ومضة

النبي الاعظم محمد (صلى) يقال صلى على جثامين منافقين ومنهم عبد الله بن أبي ... انا اقول ممكن قبول الرواية لكن صلي عليهم اربع تكبيرات لا خمس حيث الاخيرة تتعلق بالدعاء للميت بالمغفرة

كثير من المسلمين يتبعون اثر حذيفة هل صلي على اموات من الصحابة ام يعزف عن ذلك حيث هو يعرف المنافقين باسماءهم وصفاتهم



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google