التقارب الأمريكي الروسي.. هل يبعد إيران عن سوريا والمنطقة؟ - الحقوقي علي فضل الله
التقارب الأمريكي الروسي.. هل يبعد إيران عن سوريا والمنطقة؟


بقلم: الحقوقي علي فضل الله - 02-04-2017
في نهايات عام 2015 شارف نظام الأسد، أن يسقط بين فكي الإرهاب، ذلك الإرهاب الإعمى، الذي تعود قواعده، لأكثر من دولة، أهمها الولايات المتحدة الأمريكية، الكيان الصهيوني، السعودية، قطر، وتركيا، ومع إختلاف المهام لكل دولة، بالإضافة لإختلاف تسميات الفصائل الإرهابية، إلا أن الهدف واحد، لمحور الشر والإستكبار، ألا وهو تفتيت الدولة السورية، وإسقاط نظام بشار الأسد،من تزييف الحقائق، وإصطناع بعض التهم، بإتجاه الرئيس بشار الأسد ونظامه، عبرتأليب الرأي العام الدولي.

السؤال الذي يتبادر لإذهان المختصين، في الشأن السياسي والأمني، لماذا كل هذا التحشيد بإتجاه سوريا؟ وهل المقصود بشار الأسد بعينه؟ أم هنالك مراد أخر للإرهاب؟ للإجابة على كل تلك الإستفهامات، لا بد لنا أن نعود للوراء قليلا"، ونستذكر حرب حزب الله اللبناني ، مع الكيان الصهيوني، عام 2007، وكيف أن حزب الله، تمكن من إلحاق الهزيمة بالصهاينة، وفاجئهم بعدته التسليحية، وإرادته العقائدية التعبوية، والتي من خلالها، إستطاع أن يفاجئ العالم أجمع، ويدك حصون الشر في تل أبيب، بعد أن عجزت كل الدول العربية عن ذلك.

إنتهت المعركة بإنتصار حزب الله، ولكن الحرب الحقيقية، ضد محور المقاومة الإسلامية، بدأت منذ ذلك الوقت، ونتيجة سيطرة الأمريكان، على القرار الدولي، تم إخراج الجيش السوري من لبنان، ثم أغتيال الحريري، من أجل إشعال الحرب الأهلية، في لبنان من جديد، لكي يتم إستنزاف قدرات حزب الله، ثم جيشت الجيوش المؤدلجة فكريا وعقائديا"، مدعمة العدة والعدد، من كل انحاء المعمورة، لتكون تركيا الممر اللوجستي الأمن، للمجاميع الإرهابية، فكانت مليارات الدولارات الخليجية، تتهافت على الجيوش الإرهابية، بالإضافة لكم الخطب التحريضية التكفيرية، التي كانت تصدر من أئمة الكفر، من السعودية وقطر وبعض الدول العربية.

إن تلك الإمكانيات وفرت، كان الغرض منها، تقطيع أوصال محور المقاومة الإسلامية، فإستهداف سوريا العربية، لم تكن مقصودة بذاتها، بل كان في حسابات الجانب الصهيو _أمريكي، إن سوريا تعتبر المعسكر الخلفي، لقوات حزب الله الللبنانية، والممر الذي من خلاله، يديم الإتصال بالجمهورية الإسلامية، وأيران بنظر الغرب، هي من تدعم كل قوى المقاومة، في الشرق الأوسط، والتي تقف حجر عثرة، بوجه مخططات قوى الإستكبار العالمي، ورغم تسارع وتيرة الأحداث، إستطاعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن تقنع الروس للوقوف بصف سوريا، لتقلب المشروع الأمريكي، رأس على عقب، لتحول الإنكسار السوري، إلى ثبات وإنتصار، وتزيح الإرهاب من منطقة لأخرى.

لم تستسلم أمريكا لهذه الضربة، ما دامت الحرب تدر على أمريكا، مئات المليارات من الدولارات سنويا"، نتيجة فوبيا دول الخليج وإسرائيل، من التمدد الإيراني في المنطقة، ، وبدأت تكثف لقاءاتها، مع الجانب الروسي، وهنا الولايات المتحدة، ضربت عصفورين بحجر واحد، أبقت ماكنة الحرب تدور، لتستنزف الأرواح والأموال العربية والإسلامية، وتضعفها بنفس الوقت، ثم أخذت أمريكا تفكر، بتفكيك المعادلة من جديد، فالروس لم يكن دخولهم للحرب، إنسانيا" أو عقائديا"، بل من اجل تحقيق مكاسب عدة، سياسية وأمنية وإقتصادية، لذلك أعتقد أن أمريكا، أدركت مراد روسيا، عليه سوف تعمد إلى الحلول الوسطية، لتبقي على أمال المخططات الصهيو_أمريكية قائمة.
نحن أمام مخططات كارثية كبيرة، يراد منها إعادة تقسيم المنطقة، بين المتخاصمين، فإذا ما إستطاعت أمريكا، أن تقنع الجانب الروسي، بفك إرتباطه مع الجهورية الإسلامية، مقابل الإبقاء على نظام بشار الأسد، والذي بدوره قد يعمل، بمفهوم الغاية تبرر الوسيلة، من أجل البقاء على سدة الحكم، بشرط عدم التعاون مع إيران وحزب الله، وهي غاية تحالف الشر، بوجود ضمانات روسية بذلك، على أن يتم تحقيق مراد الروس على الأراضي السورية، لأن الرئيس السوري بشار الأسد، لا يشكل خطرا" بذاته على الصهاينة والأمريكان، إذا ما عزل عن محور المقاومة الإسلامية.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google