64 القتال في القرآن 3/6 - ضياء الشكرجي
64 القتال في القرآن 3/6


بقلم: ضياء الشكرجي - 02-04-2017
[email protected]

www.nasmaa.org

هذه هي الحلقة الرابعة والستون من مختارات من مقالات كتبي في نقد الدين، حيث نكون مع المقالات المختارة من الكتاب الثالث «مع القرآن في حوارات متسائلة»، وستكون ست حلقات، هذه الثالثة منها، تتناول القتال في القرآن، تعود إلى 2001 يوم كنت مؤمنا بالإسلام، مدافعا عنه. ومناقشتي اليوم لأفكاري يومئذ ستكون بين مضلعين [هكذا].



سورة النساء – الآيات 74 إلى 76:

«وَليُقاتِل في سَبيلِ اللهِ الَّذينَ يَشرونَ الحياةَ الدُّنيا بِالآخِرَةِ، وَمَن يُّقاتِل في سَبيلِ اللهِ فَيُقتل أَو يَغلِب فَسَوفَ نُؤتيهِ أَجراً عَظيماً. وَّما لَكُم لا تُقاتِلونَ في سَبيلِ اللهِ وَالمُستَضعَفينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالوِلدانِ الَّذينَ يَقولونَ رَبَّنا أَخرِجنا مِن هاذه القَريَةِ الظّالِمِ أَهلُها وَاجعَل لَنا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَّاجعَل لَّنا مِن لَّدُنكَ نَصيراً. الَّذينَ آمَنوا يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللهِ وَالَّذينَ كَفَروا يُقاتِلونَ في سَبيلِ الطّاغوتِ، فَقاتِلوا أَولِياءَ الشَّيطانِ، إِنَّ كَيدَ الشَّيطانِ كانَ ضعيفاً.»

وهنا نجد المبررات الآتية للقتال:

1. «في سَبيلِ الله»: وهذا لا يُفسَّر إلا بعرضه على سائر الآيات، فليس الانتماء إلى الدين وحده هو معنى القتال في سبيل الله، خاصة إذا علمنا أن هناك تقييدا للقتال. [واليوم أقول إن مصطلح «في سبيل الله»، حتى لو كانت له معان أخرى، إلا أن المعنى الإسلامي المركزي والأول والأهم هو «في سبيل الإسلام»، و«في سبيل محمد»، وكل الإرهاب مورِس ويُمارَس «في سَبيلِ الله» بمعنى «في سبيل الإسلام».]

2. «وَالمُستَضعَفينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالوِلدانِ الَّذينَ يَقولونَ رَبَّنا أَخرجنا مِن هذه القَريةِ الظّالِمِ أَهلُها»: أي من أجل المضطهدين الذين يستغيثون، ولا حول ولا قوة لهم في مواجهة الاضطهاد المصبوب عليهم بكل قسوة. [من غير شك هذا صحيح، لكن لو اضطَهَد مسلمون أتباعَ ديانات أخرى في بلد ما، ثم استغاث أبناء ذلك البلد واستصرخوا، من أجل إنقاذهم من اضطهاد المسلمين لهم، فهل سيرى فقهاء الإسلام، أو هل سترى الدولة الإسلامية إن وُجِدَت لا قدر الله، سواء كانت سنية أو شيعية، إن واجبها الشرعي الانتصار لهؤلاء من غير المسلمين الواقعين تحت اضطهاد المسلمين؟ هذا ما لا يستطيع أحد ادعاءه، باستثناء رأي فقهي شاذ ونادر. وما اقترفته وتقترفه داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، والتي سميت لاحقا «الدولة الإسلامية»؛ ما اقترفته في العراق وسوريا، واستغاثة واستصراخ المستغيثين والمستغيثات والمستصرخين والمستصرخات، من إيزيديين ومسيحيين وشيعة، بل وشملت جرائمهم مؤخرا السنة، أما كان ينبغي أن يكون كل ذلك مبررا لينهض كل المسلمين استجابة للنداء في هذه الآية، لمقاتلة داعش، وإنقاذ المستصرخين من ظلمهم الذي تجاوز كل حدود التصور؟]

3. «يُقاتِلونَ في سَبيلِ الطّاغوتِ»: أي الذين يقاتلون لنصرة الظلم والطغيان من أزلام الطغاة. [لو كان تطبيق مفهوم «الطاغوت» على مصاديقه الحقيقية، لكان هذا نعم المعنى، لكننا نعلم إن «الطاغوت» بالمعنى القرآني، هو كل ما يتعارض مع الإسلام، ويكون ندا ومعارضا له، وإن كانت بعض معاني «الطاغوت» وفق الفهم القرآني صحيحة ومقبولة. ثم ماذا لو توصل أحد إلى أن مفهوم «الطاغوت» ينطبق اليوم على الإسلام، أو لنقل على بعض اجتهادات وبعض تطبيقات الإسلام؟]

سورة النساء – الآية 89:

«وَدّوا لَو تَكفُرونَ كَما كَفَروا، فَتَكونونَ سَواءً، فَلا تَتَّخِذوا مِنهُم أَولِياءَ حَتّى يُهاجِروا في سَبيلِ اللهِ، فَإِن تَوَلَّوا فَخُذوهُم وَاقتُلوهُم حَيثُ وَجدتُّموهُم، وَلا تَتَّخِذوا مِنهُم وَلِيّاً وَّلا نَصيراً.»

مبرر خيار القتال هنا:

- «وَدّوا لَو تَكفُرونَ كَما كَفَروا فَتَكونونَ سَواءً»: أي إنهم يرغبون في أن يتحول المسلمون من دينهم إلى دين المشركين. وهنا ليس الكلام عن مجرد الرغبة، بل إذا ما ضممنا هذه الآية إلى آيات القتال المقيِّدة، لفهمنا أن المقصود هنا هو الرغبة المقترنة بممارسة شتى أنواع الضغط النفسي والفيزيائي والاقتصادي. [من حيث الرغبة يتمنى أكثر أصحاب القناعات الراسخة، لاسيما أتباع الديانات المتحمسين أو المتعصبين لدينهم، فأكثر هؤلاء يتمنون لو تحول الآخرون إلى دينهم أو إلى عقيدتهم أو إيديولوجيتهم، بل حتى الشيعي يتمنى أن يتحول السنة كلهم إلى شيعة، وهذا ما يسمونه بالاستبصار، كما يتمنى السني أن يتحول الشيعة كلهم إلى سنة، ليلتحقوا بالأكثرية المسلمة، المتبعة حسب قناعتهم لسنة النبي، واللازمة للجماعة، وغير الرافضة لخلافة الخلفاء الراشدين، بل هناك تكفير وهدر دم للآخر المغاير، حتى المغاير مذهبيا، وليس دينيا فحسب، فرغبة المسلمين أن يتحول غير المسلمين إلى الإسلام لم تكن مجرد رغبة، ولم يمارسوا دائما مجرد الدعوة «بِالحكمَةِ وَالَموعِظَةِ الحسَنَةِ» والحوار والإقناع تجاه غيرهم، بل غالبا ما مارسوا (الدعوة) بالسيف عبر الغزوات والفتوحات، وهذا ما فعله أيضا المسيحيون عبر ما يسمى بالتبشير، بل وبالحروب الصليبية. إذن المسلمون هم أيضا (يودون لو كفر الآخرون كل بدينه ليكونوا وإياهم أي المسلمين سواء في اعتناق الإسلام). ثم ما هو المبررالمقبول لقول: «فَلا تَتَّخِذوا مِنهُم أَولِياءَ حَتّى يُهاجِروا في سَبيلِ اللهِ، فَإِن تَوَلَّوا فَخُذوهُم وَاقتُلوهُم حَيثُ وَجدتُّموهُم»، فلماذا يجب أخذهم وقتلهم حيث ما وجدهم المسلمون، في حال عدم استجابتهم لأمر ما يسميه القرآن بـ(الهجرة في سبيل الله) مع المسلمين؟ ثم من الممكن جدا، وعلى خلاف ما دافعت آنذاك عن الإسلام، أن يفهم معنى «وَدّوا لَو تَكفُرونَ كَما كَفَروا فَتَكونونَ سَواءً» هو مجرد الترويج لعقيدة أخرى، سواء كانت عقيدة دين آخر، أو عقيدة إلهية لادينية، أو عقيدة الإلحاد، أو ربما مجرد الترويج والدعوة لعقيدة سياسية علمانية، يعتبر مصداقا لـ «وَدّوا لو تَكفُرونَ».]

سورة النساء – الآية 91:

«سَتَجدونَ آخَرينَ يُريدونَ أَن يَّأمَنوكُم وَيَأمَنوا قَومَهُم؛ كُلَّ ما رُدّوا إلَى الفِتنَةِ أُركِسوا فيها. فَإِن لَّم يَعتَزلوكُم، وَيُلقوا إلَيكُمُ السَّلَمَ، وَيكُفّوا أَيدِيَهُم، فَخُذوهُم وَاقتُلوهُم حَيثُ ثَقِفتُموهُم، وَأُولـاـئِكُم جَعَلنا لَكُم عَلَيهِم سُلطاناً مُّبيناً.»

مبررات القتال:

1. «يُريدونَ أَن يَّأمَنوكُم وَيَأمَنوا قَومَهُم؛ كُلَّما رُدّوا إِلَى الفِتنَةِ أُركِسوا فيها»: فصحيح إن هؤلاء لم يقاتلوا بمحض إرادتهم، بل يُفضّلون العيش بأمان، فلا يقاتلون المسلمين، ولا يقاتلون ضد قومهم المعتدين، ولكنهم كلما مورس الضغط عليهم، استجابوا وشاركوا في مقاتلة المسلمين. فهم جزء من المقاتلين، وإن كانوا مجبَرين على ذلك. [لكن لا بد من تفاوت في الموقف بين من يرغب في ألا يُقحَم في القتال لا ضد المسلمين، ولا ضد قومه، ثم يُجبَر جبرا على القتال، وبين من يقاتل عن قناعة وإصرار وبمحض إرادته، فمن غير المناسب أن يكون الموقف تجاههم بالحدة التي تعبر عنه الآية بقول «فَخُذوهُم وَاقتُلوهُم حَيثُ ثَقِفتُموهُم»، لاسيما إن الآية استخدمت «اقتُلوهُم»، ولم تستخدم «قاتِلوهُم»، بمعنى أن القتل مكتوب عليهم، حتى لو استسلموا، أو أُسِروا.]

2. «فَإِن لَّم يَعتَزِلوكُم، وَيُلقوا إِلَيكُمُ السَّلَمَ، وَيَكُفّوا أَيدِيَهُم»: أي إنهم بعدما يُعطَون فرصة الإقلاع عن مقاتلة المسلمين، يقاتَلون إذا ما أصروا، ولو من حيث الخضوع لضغوطات قومهم. [وهذا حقيقة رد مقنع على إشكالي الذي أوردته آنفا. ولكن قد يرد عليه إن أكثر الجهاديين وفقهاءهم إنما يجتزئون النصوص، ويأولون نصوص التسامح إلى ضدها، لاسيما إذا وجدوا ما يبرر لهم القول بأن آيات العنف والقتال قد نسخت آيات الرفق والسلام.]

سورة الأنفال – الآيتان 38 و 39:

«قُل لِّلَّذينَ كَفَروا إِن يَّنتَهوا يُغفر لَهُم، وَإِن يَّعودوا فَقَد مَضَت سُنَّةُ الأَوَّلينَ. وَقاتِلوهُم حَتّى لا تَكونَ فِتنَةٌ وَّيَكونَ الدّينُ كُلُّهُ للهِ، فَإِنِ انتَهَوا فَإِنَّ اللهَ بِما يَعمَلونَ بَصيرٌ.»

مبررات القتال في هذه الآية هي:

1. «وَإِن يَّعودوا»: أي إذا ما أصروا وعادوا مرة بعد مرة للعدوان، ولم يستجيبوا لدعوة السلام.

2. «حَتّى لا تَكونَ فِتنَةٌ»: وفسرنا الفتنة كما هو معلوم بكل أنواع الاضطهاد. [لكن أليس تاريخ المسلمين، ومنذ البداية، أي منذ أن قوى عود دولة الإسلام، حافلا بشتى أنواع الممارسات التي يصدق عليها نعت «الفتنة» بالمعنى المستخدم من القرآن تجاه أصحاب العقائد الأخرى، سواء كانوا من أهل الكتاب أو المشركين، بما فيهم الذين لم يقاتلوا المسلمين في دينهم، ولم يخرجوهم من ديارهم، ولم يظاهروا على إخراجهم؟]

3. «وَيَكونَ الدّينُ كُلُّه للهِ»: أي أن ينتزع المسلمون لأنفسهم حرية الاعتقاد والتعبير عنه التي حُرِموا منها، أي بعدما رفض المشركون أن يتمتع الجميع بحرية الاعتقاد وفقا لمبدأ «لَكُم دينُكُم وَلِيَ دينِ[ـي]»، وأصروا على احتكار حرية الاعتقاد لأنفسهم، كان الرد أن يُمنَعوا هذه المرة من بعد تمكين الله [تمكين الله؟] المسلمين منهم من ممارسة حرية الاعتقاد. فمن غير المعقول أن يتمتع البعثيون [أعني في العراق بعد 2003] مثلا اليوم بالحرية السياسية، بعدما حرموا كل الشعب منها، واحتكروها لأنفسهم، ومارسوا كل ألوان الاضطهاد والقمع الدموي، لتأكيد هذا المنع لما يقارب الأربعة عقود من الزمن. [سبق وبينت إشكالي على عبارة «وَيَكونَ الدّينُ لله»، وهنا تتجدد العبارة كشرط لإنهاء القتال، مع إضافة ما يفيد الإطلاق هذه المرة، عبر عبارة «وَيَكونَ الدّينُ كُلُّهُ للهِ»، فبإضافة «كُلُّهُ»، لا يكون أي مكان لعقائد الآخرين وللحرية الدينية لغير المسلمين، ثم إني أجد أن مثال البعثيين الذي أوردته آنذاك لم يكن موفقا، فاليوم وبعد عقد (يوم كتبت الإضافة] من سقوط النظام البعثي الصدامي في العراق، نجد أن هذه القضية لا يمكن أن يُتعامل معها بهذا التبسيط، ثم يفترض أن أصحاب الرسالة المنتسبة إلى الله، الذي يمثل الحكمة المطلقة والرحمة المطلقة، ألا يبرروا لأنفسهم السلوك اللاعقلاني واللاإنساني لخصومهم، ليسلكوا مثله، بل أن يعطوا مثالا لسمو الأخلاق والتسامح والحكمة، كما فعل نيلسون مانديلا بعد انتصاره على نظام التمييز العنصري، فلم يسمح لمريديه أن يكون ردهم على عنصرية العنصريين البيض، بعنصرية سوداء ضد البيض. فأي المثالين أقرب إلى الجوهر الإلهي يا ترى؟]



سورة التوبة – الآياتان 12 و14:

«وَإِن نَّكَثوا أَيمانَهُم مِّنم بَعدِ عَهدِهِم وَطَعَنوا في دينِكُم، فَقاتِلوا أَئِمَّةَ الكُفرِ، إِنَّهُم لا أَيمانَ لَهُم، لَعَلَّهُم يَنتَهونَ. أَلا تُقاتِلونَ قَوماً نَّكَثوا أَيمانَهُم وَهَمّوا بِإخراجِ الرَّسولِ وَهُم بَدَؤوكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ؟ أَتَخشَونَهُم؟ فَاللهُ أَحَقُّ أَن تَخشَوهُ إِن كُنتُم مُّؤمِنينَ.»

مبررات القتال حسب هاتين الآيتين هي:

1. «وَإِن نَّكَثوا أَيمانَهُم مِّن بَعدِ عَهدِهِم وَطَعَنوا في دينِكُم»، «أَلا تُقاتِلونَ قَومًا نَّكَثوا أَيمانَهُم»: نقض العهود والمواثيق وممارسة الحرب الإعلامية ضد المسلمين، مع العلم أن مبرر الحرب الإعلامية (الطعن في الدين) وحده غير كافٍ لإعلان الحرب، بل هي مقترنة هنا بنقض العهود. [مع هذا بقي هذا النص وغيره مبررا من لدن القرآن للمسلمين ليتخذوا موقف العداء تجاه الذين (يطعنون بالإسلام)، والطعن هو أي ممارسة للنقد، أو التشكيك بإلهية الإسلام، كما يفعل هذا الكتاب، رغم إنه يحاول أن يحافظ على موضوعية البحث، وتجنب المساس بمشاعر المؤمنين بالإسلام قدر المستطاع، فمن السهولة جدا عدّه مصداقا لـ «الطعن في الدين»، بينما القرآن نفسه سمح لنفسه أن يطعن باليهودية والمسيحية وسائر العقائد المغايرة، وهذا ما ينقض مبدأ العدل والقسط، الذي دعا إليه، والذي من أهم لوازمه التعامل بالمثل، وتكافؤ الفرص، والمساواة في الحقوق.]

2. «فَقاتِلوا أَئِمَّةَ الكُفرِ، إِنَّهُم لا أَيمانَ لَهُم»: القتال هنا موجه ابتداءً بالذات للمتصدين منهم، أي أئمتهم، أي قادتهم، الذين ثبت نقضهم لمواثيقهم. [مع التسليم بذلك، وهو من حيث المبدأ مبرر مقبول لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من ذلك. لكن يبقى السؤال، ما إذا كان الحد من ظاهرة ما ينحصر في القتال، دون الآليات الأخرى. ثم من يضمن ألا يستبط أحد فقهاء الإرهاب حكما بعدّ كُتّاب نقد الدين أمثالي من أئمة الكفر؟]

3. «لَعَلَّهُم يَنتَهونَ»: هدف القتال محدود بإنهاء الحالة العدوانية. [صحيح، لكن الواقع عبر السيرة وتاريخ الإسلام لم يلتزم بهذه القاعدة.]

4. «وَهَمّوا بِإخراجِ الرَّسولِ»: تهجير القادة والرموز. [لا يمكن التبرير أبدا لأهل قريش ممارستهم العنف ضد صاحب الدعوة الإسلامية وتابعيه الأوائل، وهم قلة مستضعفة. لكننا نتساءل، كيف كان سيكون موقف دولة الإسلام، سواء في إطار التجربة التأسيسية، والمقول بعصمتها من قبل بعض مذاهب الإسلام، أو أي تجربة لاحقة للدولة الإسلامية، (الراشدة، الأموية، العباسية، العثمانية في الماضي، وجمهورية إيران الإسلامية، والسعودية، ودولة الطالبان الأفغانية وغيرها في زمننا)، عندما يظهر صاحب عقيدة جديدة تنقض عقيدتهم، يلتف حوله المتأثرون به، والمقتنعون بدعوته، والمعتنقون لعقيدته التي يدعو إليها، فهل يا ترى سيتركونه يواصل نشر دعوته، وسيتركون تابعيه يروجون لها، ويزداد عددهم تدريجيا، وهم يسفهون عقيدة الأكثرية، لكونهم يؤمنون بحرية الفكر والعقيدة، ولأنهم يطبقون مبدأ أن لكل دينه وعقيدته وقناعته، وبكامل حريته، كتطبيق للنداء القرآني «لَكُم دينُكُم وَلِيَ دينِ[ـي]». تساؤل أتركه بلا إجابة.]

5. «وَهُم بَدَؤوكُم أَوَّل مَرَّةٍ»: كونهم البادئين بالعدوان. [وكم بدأ المسلمون عدوانهم على غيرهم، لمجرد أن هؤلاء الغير كانوا على دين غير دين الإسلام، ذلك عبر الغزوات والفتوحات، ناهيك عن الموقف تجاه من يعتبرونهم مرتدّين، وهكذا فعل من قبل موسى وسائر أنبياء وملوك بني إسرائيل من بعده، حسبما جاء في العهد القديم.]

وإلى الحلقة الرابعة من هذا البحث.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google