مرشحون يجاهرون بإستغفال الناخبين - لمياء العامري
مرشحون يجاهرون بإستغفال الناخبين


بقلم: لمياء العامري - 03-04-2017
يسرقون مبالغ خرافية من أموال الشعب منذ 2003 وحتى الآن.. ولم ترتوِ لديهم شهوة المال


يعنى مجلس النواب بمصالح أفراده الشخصية، ويحرص متشددا على تشريع قوانين فئوية، مدعومة بإستعراض دعي يتجلى منه المجد الذاتي وليس نكران الذات والولوج الى قضايا الوطن وهموم الناخبين؛ إذ يهمل الساسة الوطن والمواطن، بعد حصاد اصواتهم والفوز في الإنتخابات، مباشرة، وبعدها يصبح مستحيلا إتصال الناخب بالمرشح الذي تربع يجالسه طيلة فترة التثقيف الإنتخابي.
خلال الأشهر التي تسبق نصب صناديق الإقتراع، في المراكز الإنتخابية، والمرشحون يتوسلون الناخبين.. يثردون ويأكلون معهم، يدا بيد في الماعون، الذي يسحبونه من أمام المواطن بعد ذلك ، .لياكلوا بمفردهم حالما ينالون مقعدا تحت قبة البرلمان.
فقد بدأت حملة التنازلات المهينة جلدا لأنفسهم، طوال المدة السابقة على الإنتخابات، إستعداداً لردة فعل مساوية للتنكيل بالمواطن، عندما يتبؤون موقعا في المجلس يضعهم على دفة الحصانة النيابية، التي يتقمصون من خلالها سطوة إستعادة الكرامة الشخصية، التي سفحوها لإستعطاف الناس تذللا؛ كي ينتخبوهم.. إنهم يشعرون بالثأر إزاء المجتمع؛ جراء الدونية التي بلغوا بواسطتها مرامهم.. نواباّ يتحكومن بقدر البلاد تشريعا وإلتفافا وإبتزازات تثقل موازين أرصدتهم في البنوك خارج العراق، بعد أن إستخفوا هم بما أقدموا عليه، من تقرب للناخبين، تنصلوا من وعود عرضت خلاله، متنكرين لكلامهم المدون على صفحة الريح.. صوتاً تذروه الرياح .
لا أرجم بالغيب وليست من صفاتي ذم الآخر لكن ما أثار حفيظتي رسالة.. على الفسيبوك، من نائبة، تذكرت عراقيتها، عندما اقترب موعد الانتخابات؛ فحزنت لأتراح شعبها المتلاطمة أمواجا مبحرة كالأعلام، وفرحت بسعاداته الشحيحة، إذ كتبت على صفحتها: "ربي.. يا من أخرجت يوسف من قعر البئر ونجيت إبراهيم من النار؛ إنقذ شعب الموصل..." ويبدو أنها تعودت الأمر والنهي بصلافة وقحة، طيلة السنوات الأربع، التي مضت وهي نائبة؛ لذلك تخاطب الرب.. جل وعلا.. بعنجهية، من دون تضرع في السؤال؛ إنما تعرف أين تسأل ولمن تتضرع.. للناخب الذي سيظل ولي نعمتها، طيلة الأشهر الفاصلة بينها والإنتخابات التي تفضي الى مقعد تحت قبة المجلس الموقر ومن ثم ترفسه ركلا بقدمين دافرتين العظم والنخاع.
وتتقمص النائبة الموقرة، دور شعب نسيته أربع سنوات، قضتها في الرغد النيابي، هي معه الآن في إلتماس الدعاء بخشوع من طرف واحد: "أطالب شعبي بإرتفاع أصوات الدعاء، بالنجاة لأهل الموصل، فلترتفع أجراس الكنائس وتكبر الجوامع والحسينيات ويصلي المعبد المندائي.. أطالب ساحة التحرير المهيبة، الصوت الشرعي الوطني المعبر عن مظلومية الشعب وآذان السياسة الطرشاء".
نسألها ماذا فعلت لتفك الصمم من آذان السياسة، ولماذا لم تبادر الى التخفيف عن مظلومية الشعب، من موقع القرار الذي كانت تتربع عليه، طيلة أربع سنوات مضت؟ الآن تذكرت الموصل ومظلومية الشعب وآذان السياسة التي أطرشها الفساد، وهي تفتعل الصمم عن ثروات العراق المبددة في أرصدتهم الشخصية، فسادا.. يسرقون مبالغ خيالية من الأموال العامة، منذ 2003 حتى الان.
وفي تحايل آخر على الفيسبوك، كتبت النائبة الموقرة! تخاطب بنات الموصل: "حبيبتي وسيدتي الجميلة سامسح عن خديك هذا التراب المقدس وسأغسل وجهك بدموعي، أتوسل إليك طلبا بالسماح لي أن أكون اما لك إبنة الموصل وستجدينني حنونة..."
وبهذا تنسب لنفسها دم الشهداء الذين غسلوا وجه الموصل بدمهم؛ يطهرونها من نجاسة "داعش" ورجس الإرهاب، بينما النائبة نعسى في وثارة غرفة نومها، مختتمة بمقارنة جرح الموصل، كجزء من ذبح العراق، كما الحسين.. عليه السلام؛ مع أنها أسهمت بذبح العراق؛ ما يعني أنها لو تواجدت إبان معركة الطف؛ لإنضمت لجيش يزيد، فهي تعرف مصلحة دنياها، نظير تفريطها بالآخرة جيداً!
ولا أبرئ أحداً منهم؛ فـ... كلهم مثل أبيهم



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google